“الموافقة اﻷمنية” تمنع مدرس بجامعة عين شمس من السفر للولايات المتحدة.. في انتهاك جديد للقانون ومبادىء الحرية الأكاديمية

تاريخ النشر : الأحد, 25 سبتمبر, 2016
Facebook
Twitter

تابعت مؤسسة حرية الفكر والتعبير سعى المدرس بجامعة عين شمس محمد حسن سليمان، للحصول على موافقة الجامعة على سفره في منحة مقدمة من هيئة فولبرايت بجامعة دنفر الأمريكية. ورغم استيفاء سليمان لكافة الأوراق والشروط المطلوبة قانونا، لم يحصل على موافقة القائم بأعمال رئيس الجامعة، والذي اشترط ورود “الموافقة الأمنية” مسبقا، قبل منح موافقة الجامعة. وتأتي هذه الواقعة كجزء من ممارسات غير قانونية، اعتادت فيها إدارات الجامعات إلزام أعضاء هيئة التدريس، بتقديم استمارات للأجهزة اﻷمنية والحصول على موافقة هذه الأجهزة، قبل السفر في مهمات علمية.

وتعود بداية الواقعة إلى شهر نوفمبر 2015، عندما تقدم محمد حسن سليمان، مدرس بكلية الهندسة – جامعة عين شمس، إلى إحدى منح هيئة فولبرايت مصر وهي “برنامج تنمية قدرات شباب هيئة التدريس” واجتاز بعدها الاختبارات المقررة للقبول. أخطرت هيئة فولبرايت جامعة عين شمس، في 10 مارس 2016، باختيار سليمان لحضور هذا البرنامج، والذي من المقرر تنظيمه في الولايات المتحدة، من 6 يوليو إلى 14 سبتمبر 2016. وابدت فولبرايت في خطابها إلى الجامعة “تفهم الهيئة لضرورة حصول جميع أعضاء هيئة التدريس على موافقة الجامعة قبل المشاركة في المنح وبرامج التبادل”.

تنص المادة (87) من قانون 49 لسنة 1972 بشأن تنظيم الجامعات على “يجوز إيفاد أعضاء هيئة التدريس في مهمات علمية مؤقتة خارج الجامعة، وذلك بقرار من رئيس الجامعة بعد موافقة مجلس الدراسات العليا والبحوث بناء على اقتراح مجلس الكلية أو المعهد بعد أخذ رأي مجلس القسم المختص…”. وقدم سليمان طلب لقسم هندسة القوى والآلآت الكهربية للحصول على أجازة لحضور البرنامج. وافق مجلس القسم، في 30 مارس 2016، على سفر سليمان، وتبع ذلك صدور موافقة مجلس كلية الهندسة، في 11 أبريل 2016، على منحه أجازة براتب.

في هذه اﻷثناء حضر الدكتور محمد حسن سليمان الاجتماعات التحضيرية للمنحة وسلم موافقة كلية الهندسة لهيئة فولبرايت وحصل على التأشيرة، بالإضافة إلى موافقة مبدئية من القائم بأعمال رئيس الجامعة، لكنها جاءت مشروطة ” بألا تتخذ إجراءات السفر إلا بعد ورود الموافقة اﻷمنية”، وعليه سيتم إبلاغ كلية الهندسة بالقرار النهائي للقائم بأعمال رئيس الجامعة “فور ورود الموافقة الأمنية”. وحتى موعد السفر في 6 يوليو 2016 لم ترد الموافقة الأمنية ولم تصدر جامعة عين شمس قرار بالموافقة على سفر سليمان، وبالتالي قامت هيئة فولبرايت بإلغاء المنحة الخاصة به.

لا يتضمن قانون تنظيم الجامعات أي نص يلزم أعضاء هيئة التدريس بالحصول قبل سفرهم على “الموافقة الأمنية”. وتعد الموافقة الأمنية على سفر أعضاء هيئة التدريس انتهاكا للحرية الأكاديمية، التي تشمل حرية البحث والتدريس والنشر وفقا للأطر العلمية دون تدخل أو قيود. يؤدي قرار جامعة عين شمس إلى منع سليمان من البحث والتدريب العلمي في جامعة دنفر، ويخالف مواد الدستور المصري، فالمادة (22) تنص على “المعلمون وأعضاء هيئة التدريس ومعاونهم، الركيزة الأساسية للتعليم تكفل الدولة تنمية كفاءاتهم العلمية ومهاراتهم المهنية ورعاية حقوقهم المادية والأدبية…”، وتنص المادة (23) على “تكفل الدولة حرية البحث العلمي …”.

وفي شهادته لمؤسسة حرية الفكر والتعبير يقول محمد حسن سليمان: ” أدى ذلك لضياع فرصة عظيمة لى لحضور أكبر مؤتمر فى مجال القوى الكهربية بأمريكا الشمالية (IEEE General meeting) وزيارة أكبر معامل الطاقة المتجددة فى الولايات المتحدة (مدينة دنفر) ، الأمر الذى يستحيل علىّ ترتيبه بإمكانياتى الشخصية”.

عملت مؤسسة حرية الفكر والتعبير على تقديم المساندة القانونية لحالتين من أساتذة جامعة القاهرة، تعرضا لإجراءات الموافقة الأمنية على السفر. فقد اقامت المؤسسة دعوى قضائية رقم ٦٤٦٠٨ لسنة ٦٩ قضائية، أمام محكمة القضاء الإداري بالقاهرة، في 4 يوليو 2015، موكلة من نبيل لبيب يوسف، أستاذ بكلية العلوم، طعنًا علي القرار السلبي بالإمتناع عن السماح له بالسفر للمجر للإشراف علي رسالة دكتوراة، لاشتراط الموافقة الأمنية. إضافة إلى دعوى قضائية أخرى أمام محكمة القضاء اﻹداري برقم 3163 لسنة 63 قضائية،في 4 فبراير 2016، موكلة من خلود صابر، مدرس مساعد بكلية اﻵداب، طعنا على قرار إلغاء الإجازة الدراسية للمُدعية، بسبب عدم موافقة الأجهزة اﻷمنية على سفرها.

وتؤكد مؤسسة حرية الفكر والتعبير على أهمية التزام الحكومة المصرية بتوصية مؤتمر اليونسكو، بشأن أعضاء هيئات التدريس في التعليم العالي (1997)، والتي تلزم الدول الأعضاء في المنظمة بحماية مؤسسات التعليم العالي من التهديدات التي قد يتعرض لها استقلالها أيا كان مصدرها، وفقا للفقرة (19). وتنص الوثيقة كذلك في الفقرة (13) على “تمكين أعضاء هيئات التدريس في التعليم العالي، من المشاركة طوال حياتهم المهنية في الاجتماعات الدولية المتعلقة بالتعليم العالي أو البحوث، ومن السفر للخارج دون أي قيود سياسية”.

تابع أيضاً :
– اشتراط موافقة اﻷمن على سفر أساتذة الجامعات.. انتهاك جديد للحرية الأكاديمية
– مخاطبة جامعة القاهرة للأكاديمية خلود صابر لإنهاء منحتها الدراسية ببلجيكا والعودة إلى مصر انتهاك فاضح للحرية الأكاديمية

تابعونا على :

آخر التحديثات

للإشتراك في نشرة مؤسسة حرية الفكر والتعبير الشهرية

برجاء ترك بريدك الالكتروني أدناه.