تقرير مبدئي عن أحداث الذكرى الرابعة للثورة

تابعت مؤسسة حرية الفكر والتعبير عبر فريق الوحدة القانونية وفريق الباحثين بالمؤسسة المظاهرات التي انطلقت اليوم الأحد ٢٥ يناير ٢٠١٥ لإحياء الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير في كافة محافظات الجمهورية، حيث قام فريق عمل المؤسسة برصد الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرين والصحفيين منذ بداية اليوم وحتى لحظة صدور التقرير، وقد تنوعت الانتهاكات بين القتل والإصابة وعمليات القبض العشوائي، وقام محاميو المؤسسة بتقديم الدعم القانوني اللازم بشكل فوري للمقبوض عليهم في عدة محافظات.
ويشير الحصر المبدئي لأعداد القتلى نتيجة استخدام قوات الشرطة (الخرطوش/الرصاص الحي) للتصدي للمظاهرات إلى سقوط ١٦ قتيلاً، وهو ما أكدته وزارة الصحة في تصريحات رسمية -حتى لحظة صدور التقرير-، وقد سجلّت منطقة المطرية أكبر عدد من حالات الوفاة ومازالت الاشتباكات تجري بشكل عنيف بين المتظاهرين وقوات الشرطة حتى الساعة. ولم يتسن بعد الوقوف على أعداد محددة وقطعية لحجم الإصابات بين صفوف المتظاهرين نظراً لزيادتها بشكل كبير جدا خلال الساعات الأخيرة وخاصة في المناطق المشتعلة، وقد استطاع باحثو المؤسسة رصد مقتل كل من:

عمر زغلول شعلان و رائد سعد خلال الاشتباكات التي دارت بين المتظاهرين وقوات الشرطة بقرية أبو المطامير التابعة لمحافظة البحيرة. و محمد سعيد، محمد الصادق، أيمن جمال ، مصطفى محمد محي، خلال الاشتباكات التي دارت بين المتظاهرين وقوات الشرطة في منطقة المطرية وعين شمس بمحافظة القاهرة.
كذلك لقي حسان عطا الله حتفه على إثر الاشتباكات التي دارت بين قوات الشرطة والمتظاهرين في منطقة العوايد بمحافظة الإسكندرية.
بينما شهدت منطقة الطالبية سقوط محمد النجار، وكذلك مصطفى فوزي بطلق ناري في الرأس خلال الاشتباكات التي دارت بين قوات الشرطة والمتظاهرين بالهرم.
وأشارت الأنباء أيضاً عن سقوط كل من فرج أنور وأحمد طارق برصاص قوات الداخلية بمنطقة المنصورية بمحافظة الجيزة، ومحمد رفاعي بمنطقة شبرا بمحافظة القليوبية.

وفيما يتعلق بالانتهاكات بحق الصحفيين أثناء مزاولتهم لمهام عملهم تنوعت بين الاستيقاف والقبض والتعدي بالضرب والاستيلاء على المتعلقات، حيث رصدت المؤسسة وقوع ٨ حالات استيقاف لصحفيين والقبض عليهم ثم إخلاء سبيلهم بعد التعدي على عدد منهم بالضرب وسرقة متعلقاتهم، وهم:
أحمد القاعود وألقي القبض عليه برفقة أخيه محمود القاعود من منزلهم بالبحيرة صباح اليوم، وقامت قوات الشرطة بعد ذلك بإطلاق سراحهم بعد تدخل نقابة الصحفيين، محمود شعبان المصور بموقع “دوت مصر”، وأحمد الشريف المراسل بموقع “فيتو” واللذين ألقي القبض عليهما بمنطقة العمرانية ومن ثم تحويلهم لقسم العمرانية ليُخلى سبيلهم بعد التعدي على شعبان والاستيلاء على الكاميرا الخاصة به.

مؤمن سمير المصور بجريدة “فيتو”، وشمس الدين مرتضى مراسل وكالة أنباء “أونا” واللذين ألقي القبض عليهما بمحطة مترو منطقة “حدائق المعادي” وأخلي سبيلهم قبل ترحيلهم للقسم.
كما تعرض الصحفي محمد أمين مراسل جريدة “فيتو” للقبض أثناء تغطية الأحداث بمنطقة عين شمس قبل أن يتم إطلاق سراحه، كما تعرض علاء القصاص المصور بموقع “مصراوي” للاعتداء بالضرب من قبل رجال الشرطة أثناء تغطية أحداث الذكرى الرابعة للثورة بميدان طلعت حرب قبل أن يتم إخلاء سبيله، وكذلك الصحفية الهولندية “ايستر ميرمان” والتي أطلق سراحها بعد إلقاء القبض عليها قرب منطقة البورصة بوسط المدينة.

ذلك بينما تعرضت مراسلة ال “BBC” بالقاهرة “أورلا جرين” للتهديد وطاقم عملها بإطلاق النار عليهم في حالة عدم التوقف عن تصوير قوات الداخلية بمنطقة عين شمس.
كما أصيب الصحفي نادر نبيل بطلقات خرطوش في الرأس واليد أثناء تغطية الأحداث بمنطقة رمسيس.

وأخيراً تعرضت الصحفية بجريدة “الفجر” سارة هشام للاعتداء المبرح من قبل مدنيين وقوات الشرطة أثناء وجودها لتغطية الأحداث بشارع رمسيس وتم نقلها على الفور إلى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج.

تؤكد مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن فريق عمل المؤسسة يعمل على استكمال رصد وتوثيق الانتهاكات بشأن المتظاهرين والصحفيين خلال فعاليات إحياء الذكرى الرابعة للثورة، وسوف تقوم المؤسسة بنشر تقرير تفصيلي غداً، مع نشر حصر دقيق بأسماء المقبوض عليهم خلال الأحداث بمختلف المحافظات حسب المتابعات الأخيرة من قبل محاميي المؤسسة بالأقسام والمناطق الشرطية المختلفة المتواجدين لحضور التحقيقات مع المقبوض عليهم.

وحسب تصريح للواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية -قبل صدور التقرير مباشرة- أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على ما يقرب من 150 مثيرًا للشغب حتى الآن على مستوى جميع المحافظات. بينما استطاع فريق عمل المؤسسة رصد 58 شخص مقبوض عليه حتى الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم، ما بين متظاهرين وصحفيين حتى الآن منذ بداية الأحداث ومازلنا في إطار استكمال بيانات باقي المقبوض عليهم.

وتجدر الإشارة بأن القراءة المبدئية لأحداث اليوم تشير إلى أن قوات الشرطة خالفت كافة القواعد المنظمة للتعامل الأمني مع المظاهرات المخالفة لقانون التظاهر، وذلك أثناء تعاملها مع التظاهرات التي خرجت اليوم لإحياء الذكرى الرابعة للثورة، حيث رصدت المؤسسة استخدام قوات الشرطة لقنابل الغاز المسيّل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين دون الالتزام بتوجيه النداءات واستخدام خراطيم المياه وارتداء الزي الميري أثناء القيام بعمليات الفض، حيث شوهد العديد من رجال الشرطة أو مدنيين مصاحبين لقوات الشرطة بأسلحة وذخائر قاموا بالاعتداء على المتظاهرين في عدة مناطق بالقاهرة والمحافظات.

كما تنتقد مؤسسة حرية الفكر والتعبير من خلال تتبعها لأداء مؤسسات الدولة المعنية بنشر معلومات وحقائق ما يجرى من أحداث ممثلة في المركز الإعلامي لوزارة الداخلية، والمركز الإعلامي للموقع الرسمي لوزارة الصحة، وغرفة العمليات التابعة لمجلس الوزراء، سواء كانت أعداد الإصابات والقتلى أو أعداد وهويات المقبوض عليهم وتفاصيل الإجراءات التي تم اتخاذها بما يضمن حقهم في الدفاع والتمثيل القانوني؛ حيث افتقدت للقدر اللازم من الاتساق والتنسيق وتوفير مصادر معلومات أولية مباشرة من خلال منصاتها الإعلامية، ساهم في عشوائية النقل الإعلامي عن تلك المصادر أثرت علي حق المواطنين في الوقوف الموضوعي على معلومات وحقائق ما يجري من أحداث في الشارع المصري.وسوف توافيكم المؤسسة بقراءة تفصيلية للأداء المعلوماتي لمؤسسات الدولة خلال اليوم في تقريرها التفصيلي عن الأحداث والمنتظر صدوره غداً.

وتهيب المؤسسة بجهات التحقيق توفير الضمانات اللازمة للمقبوض عليهم أثناء عملية التحقيق وتوقيع الكشف الطبي على كل من تعرّض للاعتداء، وتلبية طلباتهم في حضور محامين، وكذلك الإعلان التفصيلي عن أسماء كافة المقبوض عليهم خلال أحداث اليوم من جميع المحافظات.