في 3 يونيو 2020، ألقت قوة أمنية بزي مدني القبض على التهامي من منزله في القاهرة، وظل مختفيًا قسريًا لمدة 17 يومًا في مقر الأمن الوطني بالقاهرة.
في 20 يونيو، ظهر التهامي أمام نيابة أمن الدولة العليا، وكانت هذه المرة الأولى التي تم استجوابه فيها أمام وكلاء النيابة منذ القبض عليه. وقد ركز التحقيق معه على أمرين:
أولًا: أبحاث التهامي السياسية وكتاباته حول الحركات الشبابية.
ثانيًا: صلته بالناشط محمد سلطان.
نفى التهامي أي صلة له بالناشط سلطان، وأضاف أنه تعاون أثناء عمله مع صحفيين يحملون لقب “سلطان”، وليس لهم أي علاقة بمحمد سلطان. ومع ذلك، وجهت النيابة اتهامات إلى التهامي، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وأمرت بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم 649 لسنة 2020 حصر نيابة أمن الدولة العليا، وهي اتهامات يتم توجيهها بشكل معتاد وعام للمحبوسين على ذمة قضايا سياسية دون تقديم أية أدلة على تلك الاتهامات.
في يونيو 2022، تجاوز التهامي المدة القانونية للحبس الاحتياطي على ذمة نفس القضية، والتي حددها القانون المصري بسنتين، وهو ما يوجب الإفراج عنه. وبالرغم من ذلك، استمرت السلطات في تجديد حبسه، مما دفع التهامي لإعلان إضرابه الكلي عن الطعام في 5 يونيو 2023 اعتراضًا على استمرار حبسه بشكل تعسفي ومخالف للقانون. ومع ذلك، لم يمنع الإضراب عن الطعام السلطات القضائية من تجديد حبسه الاحتياطي أو إعادة النظر في الاتهامات الموجهة إليه، والتي لا تستند إلى أي أساس قانوني.
تم نقله إلى مستشفى السجن بعد 15 يومًا من بدء الإضراب، وتم تعليق المحاليل له، كما حاولت إدارة السجن إقناعه بوقف الإضراب. وبعد التدهور الشديد في حالته الصحية، خفف التهامي إضرابه من كلي إلى جزئي، لكنه توقف في النهاية بسبب الإعياء الشديد الذي أصابه.
في 13 يناير 2025، قررت نيابة أمن الدولة العليا إحالة التهامي إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات بتهمتي تولي قيادة في جماعة إرهابية والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، على ذمة نفس القضية المحبوس احتياطيًا على ذمتها.
على جانب آخر، يعاني التهامي منذ القبض عليه من ظروف احتجاز سيئة، حيث منع من التريض وإدخال أي كتب أو صحف. كما مُنع من الزيارات العائلية في البداية حتى أكتوبر 2020. حاليًا، تقوم زوجته بزيارته مرة واحدة شهريًا، وتكون الزيارة من خلف القضبان. كما يعاني التهامي من ظروف صحية ونفسية قاسية، إذ يعاني من أمراض الروماتيزم، ضعف البصر، وآلام المفاصل. وتواجه أسرته صعوبات اقتصادية في مواجهة نفقات المعيشة، إذ توقفت الجامعة عن دفع راتبه بعد اعتقاله.
نبذة عن أحمد التهامي:
أحمد التهامي هو أكاديمي مصري عمل باحثًا زائرًا في الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي في معهد دراسات أوروبا الشرقية بجامعة برلين الحرة. كما كان يعمل أستاذًا مساعدًا للعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية منذ عام 2014. ركزت أبحاثه على التحول الديمقراطي، الحركات الاجتماعية وحركات الشباب، والعلاقة بين الدولة والمجتمع في المنطقة العربية.
كان عضوًا في الجمعية البريطانية لدراسات الشرق الأوسط (2010-2014) ومجلس تنمية البحوث الاجتماعية في إفريقيا. كما عمل سابقًا باحثًا في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة (2000-2014)، وباحثًا في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (1996-2000). شارك في العديد من المؤتمرات داخل مصر وخارجها، وله العديد من المقالات التي نُشرت في مجلات محكمة، بالإضافة إلى عدد من الكتب.
للإطلاع على المنهجية، اضغط هنا.