أنقذوا جبانات القاهرة التاريخية من الزوال

تاريخ النشر : الأحد, 3 سبتمبر, 2023
Facebook
Twitter

يعرب الموقعون على هذا البيان من هيئات اجتماعية وجمعيات ونقابات مهنية ومتخصصين وشخصيات عامة بأشخاصهم وصفاتهم عن إدانتهم الكاملة لمسلسل التعدي على منطقة جبانات القاهرة التاريخية والمسجــلة عــلى قــائــمة الــتراث الــعالمــي، تحــميها قــوانــين عــالمــية ومحــلية، واكتســبت قــيمتها بــمن ضــمتهم فــي ثــراهــا، أجــيال مــتعاقــبة مــن أبــناء هــذا الــبلد بجــميع فــئاتــه وطــبقاتــه، ومــن ســاهــموا فــي نــهضته الــثقافــية والــحضاريــة، بدءا بالصحابة الأوائل رضي الله عنهم ومروراً بأولياء الله الصالحين والعديد من الــحكام والــساســة، والــفنانــين والادبــاء والــشعراء، وآلاف المصريين المكافحين، علاوة على ضمها كـــنوزا مـــعماريـــة فـــريـــدة شـــديـــدة الـــتنوع تـــعبر عـــن حـــقب زمنية مـــن تـــطور الـــعمارة الــجنائــزيــة المــمتدة مــنذ مــصر الــقديــمة الــي يــومــنا هــذا.  تواجه الآن أكبر عــملية تدمير في تاريخها.

ولقد تم عرض حلول وبدائل عن الإزالة طرحتها لـجنة شـكلها مجـلس الـوزراء مـن المـتخصصين فـي التخـطيط الـعمرانـي والـحفاظ عـلي الـتراث، وقد قـامـت بـدراسـة لجـدوي مشـروع الـطرق المرورية التي تخترق الجبانات والـذي بـدأ تـنفيذه عـام 2020 واضطلعت بتفنيده فنياً واثبتت عـدم جـدواه مرورياً واقتصادياً. كما قدمت اللجنة البدائل التي تعتمد عــلي اســتغلال شــبكة الــطرق الــحالــية والمســتحدثــة وأقرت كفاءتها لعشر سنوات قادمة، دون المــساس بـالـجبانـات الـتاريـخية، مع وضع رؤية لاستغلال الموقع للسياحة الدينية والثقافية، وكـذلـك حـل مـشكلة ارتفاع منسوب المياه الأرضية بالمنطقة. إلا أننا فوجئنا بعد تقديم هذا الاقتراح بمعاودة الهدم بـلا هـوادة وبكثافة أكـثر مـن ذي قـبل، كـأن هناك سـباقا مـع الزمن لمحو جزء من تاريخ الأمة وذاكرتها وتراثها وقهر شعبها بنبش قبورهم وإهانة رفات ذويهم وتشتيتها.

لقد ناشد الموقعون على هذا البيان كافة الجهات المسؤولة للتراجع عن مشروع شبكة الطرق المدمرة، ولجأوا إلى مجلس الدولة المصري الذي رفض نظر الشق العاجل في دعواهم القضائية لوقف أعمال الإزالة بهذه المنطقة، وأرسلوا عشرات الشكاوى والطلبات بلا جدوى..

لا يسعنا سوى أن نتوجه إلى كل القوى والضمائر  الحية للعمل على وقف  مسلسل انتهاك تاريخ بلادنا علي الفور، ومحاسبة المسؤولين عن جريمة تدمير هذه المنطقة التراثية الفريدة من نوعها، كما نعلن أننا سنتوجه ببلاغ للنائب العام ضد كل من وزراء السياحة والآثار والأوقاف ومحافظ القاهرة بأشخاصهم وصفاتهم وكذا المسؤولين عن التنسيق الحضاري، وكافة الجهات المشاركة في أعمال الإزالة والهدم، ونطالب بفرض الحراسة اللازمة لمنع تبديد وتدمير المزيد من هذه المباني التاريخية وما تحويه من قطع أثرية نادرة، وسحب كافة معدات الهدم منها وتقييم الأضرار التي لحقت بهذه المنطقة.

وسنعلن لاحقا عن عدد من الخطوات والإجراءات لمواجهة ذلك، وما زلنا علي أمل أن تصل مطالبنا إلي أذن واعية قادرة علي الاستماع لصوت المتخصصين ومحاسبة المسؤولين عن تدمير تراثنا حفاظا علي مقدرات وثروات هذا الوطن وتاريخه.

 

للإشتراك في نشرة مؤسسة حرية الفكر والتعبير الشهرية

برجاء ترك بريدك الالكتروني أدناه.