أخيرا: الوجه الحقيقي للطوارئ الرصاص للمطالبين بالحرية

تاريخ النشر : الأربعاء, 21 أبريل, 2010
Facebook
Twitter

ثلاث عقود من التجديد المستمر لحالة الطوارئ والدفاع المستمر عنها والترويج محليا ودوليا بأنها ضرورة للتصدي للإرهاب وتجارة المخدرات، أفصح الحزب الوطني الحاكم عن رؤيته الحقيقية لطبيعة الإرهاب ورأيه في كيفية التصدي له.. فالإرهاب من وجهة نظر الحزب الحاكم لا يقتصر على العمليات المسلحة أو حتى أعمال العنف وإنما يمتد ليشمل التظاهرات السلمية مثل مظاهرة شباب 6 ابريل حيث تم انتهاك عرض النساء والرجال وضربهم ضربا مبرحا واحتجازهم على غير سند من القانون في معسكرات الأمن المركزي.. الخ، والتصدي للإرهاب في رأي أعضاء حزب الأغلبية لا يقتصر على الاعتقالات والتعذيب والتقديم للمحاكم الاستثنائية وإنما وبوضوح بإطلاق النار عليهم

 

هكذا صرح ثلاثة من أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب بل وطالبوا باستجواب وزير الداخلية “لو أن الأمر بيدي لاستجوبت وزير الداخلية بسبب (حنيته) في التعامل مع هؤلاء الخارجين عن القانون.. يا وزير الداخلية إحنا 80 مليون بناقص شلة فاسدة ومتجاوزة عايزين يرجعوا أيام انتفاضة الحرامية.. اضربوهم بالنار واستعملوا الرصاص مع المتظاهرين الخارجين عن القانون” (الشروق 18/4/201). ثم امتد هجوم الحزب الوطني ليشمل المنظمات الحقوقية المصرية، ذاكرا بالاسم الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وهو ما ينسجم مع ما ورد إلينا من معلومات بقرب صدور قانون جديد للمنظمات غير الحكومية يضعها كلها تحت رحمة اتحاد الجمعيات الذي يرى رئيسه ضرورة استمرار التدخل الأمني في شئون المنظمات غير الحكومية بل ويرى في منظمات حقوق الإنسان على وجه الخصوص تهديدا للأمن القومي (الشروق، 10/9/2009).مما يؤكد أن أي هيئة إدارية لتنظيم شئون الجمعيات لن تكون سوى واجهة لوزارة الداخلية.

 

ولم يقتصر إعلان الحرب بالرصاص الحي على المطالبين بالديمقراطية على الثلاث نواب الذين اتهموا المتظاهرين بأنهم “شوية صيع ومأجورون وممولون من الخارج وسكارى وبتوع بانجو”، بل أضاف إليهم اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية للشئون القانونية بان القانون يتيح للشرطة والأمن استعمال القوة وإطلاق الرصاص على المتظاهرين إذا أخلوا بالأمن العام، ورفض اتهامات المعارضة لوزارة الداخلية بمخالفة الدستور بالاعتداء بالضرب على المتظاهرين وقال إن الذين خالفوا الدستور هم الذين قاموا بمظاهرة 6 أبريل.

 

وقد تكرر التهديد ذاته بالأمس في الفضائيات التي قامت بتغطية الحدث، حيث أكد نائب “الضرب بالرصاص” على رأيه، وفي حوار على قناة البي بي سي العربية قال نبيل لوقا بيباوي، محاولا التخفيف من تهديدات زميليه، أن ذلك ما هو إلا “تعبير مجازي مثل ما يقوله الأب لابنه حين يريد أن يخيفه

 

وحيث أننا لا نعتبر أنفسنا أبناء للحزب الوطني ولا نحن أطفال ينتظرون التخويف وحيث أن الحزب الوطني لم يصدر حتى الآن لا اعتذارا ولا تصحيحا ولا رفضا لما ورد على لسان أعضائه في مجلس الشعب.. فإننا نطالب رئيس مجلس الشعب برفع الحصانة عن الأعضاء الثلاثة واستجواب السيد نائب وزير الداخلية الذي يعتقد أن القانون يكفل له حق إطلاق النار على المتظاهرين.. فإما أن الأعضاء الثلاثة يمثلون رأي الحزب وفي هذه الحالة يجب التحقيق ليس معهم فحسب وإنما مع قيادة الحزب الوطني باعتباره يدعو إلى ممارسة العنف ضد المواطنين العزل ويثير الخوف والترهيب مما يهدد أمن المواطنين.. أو أن الأعضاء الثلاثة يعانون من خلل في ادارك معنى ما يتفوهون به من تصريحات وبالتالي لا يصح أن يشغلوا موقعا في هيئة يفترض فيها أنها تشرع للبلاد.

 

إننا نحن المنظمات الموقعة على هذا البيان إذ نعلن تضامننا الكامل مع مطالب حركة 6 ابريل وكافة الحركات المطالبة بالديمقراطية وإذ نؤكد على حق المصريين في التظاهر السلمي وحرية التعبير واختيار النظام السياسي الذي يحكمهم، نعلن أيضا تضامننا مع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إزاء ما تعرضت له من هجوم على لسان أعضاء الحزب الوطني كما نعلن تضامننا مع كافة المدافعين عن حقوق المصريين، منظمات وحركات وأفراد.

 

كما نؤكد على ما سبق أن ورد في أكثر من بيان بأن إرهاصات العنف والقمع التي بدأت بالاعتقالات العشوائية للإخوان المسلمين ثم امتدت لتشمل الطلاب والمدونين والحركات الاحتجاجية المطالبة بالديمقراطية تشير إلى أن هذا النظام ما عاد يستند إلى شيء سوى جهازه الأمني وأن فقدانه للشرعية سوف يؤدي به إلى استخدام المزيد من العنف ليمر من سلسلة الانتخابات القادمة (الشورى – مجلس الشعب – الرئاسة) وهو لا يزال مسيطرا على مقاليد الحكم، وانه في سبيل ذلك سوف ينتهك بدون تردد كافة حقوق الإنسان وهو ما سوف يتجلى واضحا في شهر مايو حين يعلن عن المد مرة أخرى لحالة الطوارئ، أي استمرار للسلطة المطلقة لجهازي الشرطة وأمن الدولة في قمع المعارضين، وبالتالي استمرار الحاجة للتظاهر والاحتجاج والاعتصام ولكافة أشكال الاحتجاج السلمي إلى أن يقرر هذا النظام أن يغير سياساته أو يرحل

 

المنظمات الموقعة

 

1. اتحاد المدافعين عن حقوق الإنسان العرب

2. البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان

3. الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

4. المبادرة المصرية للحقوق الشخصية

5. المجموعة النسائية لحقوق الإنسان

6. المرصد المدني لحقوق الإنسان

7. المرصد المصري للعدالة والقانون

8. المركز المصري للتنمية وحقوق الإنسان

9. المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية

10. المركز الوطني لحقوق الإنسان

11. المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان

12. المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة

13. جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان

14. صحفيون بلا حقوق

15. مركز الاتحاد للتنمية وحقوق الإنسان

16. مركز الأرض لحقوق الإنسان

17. مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف

18. مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة

19. مركز حابي للحقوق البيئية

20. مركز حقوق الطفل المصري

21. مركز قضايا المرأة

22. مركز هشام مبارك للقانون

23. مؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان

24. مؤسسة حرية الفكر والتعبير

تابعونا على :

آخر التحديثات

للإشتراك في نشرة مؤسسة حرية الفكر والتعبير الشهرية

برجاء ترك بريدك الالكتروني أدناه.