امتداد للحركة الطلابية الملتهبة التي جابت أرجاء جامعات مصر في العام الدراسي 2010-2011، والنصف الأول من العام الدراسي 2011-2012 تأثرا بأحداث الثورة ورغبة من الطلاب في تحقيق مناخ سياسي مناسب داخل الجامعة، وأيضا رغبة منهم في المشاركة بقطار التغيير الذي يجوب مختلف قطاعات الدولة، قرر العديد من طلاب الجامعات، أن يكونوا أول من استجاب لدعوة الإضراب العام في 11 فبراير، احتجاجا على سياسة المجلس العسكري في إدارة شئون البلاد خلال عام، وللمطالبة بسرعة نقل السلطة لسلطة مدنية منتخبة، وسوف نلاحظ في التقرير القادم، أن حركة الإضراب داخل الجامعات المصرية لم تكن على قدر كاف من الدعاية التي حدثت لها، فالدعوى للإضراب داخل الجامعات كانت أكبر بكثير من حجم الإضراب نفسه، إلا أن ذلك لن يمنعنا من القول بأن الجامعات المصرية سواء كانت خاصة أو حكومية هي أكبر قطاع استجاب للإضراب حتى ولو كان بنسبة قليلة.
وفي هذا التقرير تستعرض المؤسسة بعض المظاهر الاحتجاجية التي شهدتها بعض الجامعات المصرية في الأيام الثلاثة للإضراب ، والتي تمكنا من رصدها من خلال شبكة طلاب المؤسسة في المحافظات، إلا أن هناك عدد من الجامعات الأخرى شهدت أيضا مظاهر مختلفة للاحتجاج تراوحت بين امتناع الطلاب عن دخول المحاضرات والإعلان عن الإضراب ، كما شهدت بعض الجامعات مشاركة بعض الأساتذة في الإضراب وإلغاء المحاضرات، أو تنظيم الوقفات الاحتجاجية المنددة بالمجلس العسكري والمطالبة بسرعة تسليم السلطة، أو تنظيم عروض فيديو توثيقية للانتهاكات التي قام بها المجلس العسكري في الفترة السابقة.
وفيما يلي بعض الأمثلة لتلك الفعاليات الاحتجاجية
جامعة القاهرة
استجابة لدعوات الإضراب العام التي دعت لها القوى السياسية من أجل إسقاط حكم العسكر والتعجيل بانتخاب رئيس مدني أقام طلاب جامعة القاهرة عددا من الفعاليات للتأكيد على مشاركتهم في الإضراب العام بداية من إعلان الإضراب عن الدراسة الساعة الثانية عشر ظهرا أمام مبنى إدارة الجامعة -القبة- في أول أيام الدراسة 11 فبراير2012 والقيام بالهتاف بسقوط العسكر و التأكيد على القصاص من قتلة زملائهم تلى ذلك مسيرة جابت أنحاء الجامعة انتهت بالعودة إلى قبة الجامعة مرة أخرى في الساعة الثانية ظهراٌ، و قاموا بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء من زملائهم وشهداء الثورة المصرية، انتهت بذلك فعاليات اليوم الأول، و قد لوحظ قلة عدد الطلاب الموجودين بالجامعة بشكل عام ، وبعض الكليات التي بدأت بها الدراسة فعليا امتنع بها بعض الأساتذة عن إلقاء المحاضرات وظلوا في مكاتبهم تضامنا مع الإضراب العام .
وفي اليوم الثاني للإضراب \”12 فبراير 2012\” بدأت فعاليات اليوم بمسيرة من أمام مبنى إدارة الجامعة إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ،والتي قام طلابها بعدة فعاليات منها تنظيم بعض سلاسل الثورة داخل الجامعة و أداء صلاة الغائب على أرواح شهداء الكلية وشهداء الثورة تلا ذلك الهتاف بسقوط حكم العسكر والتأكيد على القصاص من قتلة الشهداء واستكملت المسيرة بعد ذلك إلى كلية التجارة لحضور الطلاب المشاركين بها حفل التأبين لشهداء كلية التجارة في حضور ذويهم، حيث ألقى عميد كلية التجارة كلمة صغيرة وقام بتسليم دروع تذكارية لأهالي الشهداء ودفتر عزاء من طلاب الكلية، وهتف الطلاب عدد من الهتافات المنددة بالمجلس العسكري وهتافات أخرى مطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء ، ثم انتقلت المسيرة بعد ذلك إلى مبنى قبة الجامعة لتنضم إلى الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها عدد من أعضاء هيئة التدريس أمام قبة الجامعة، و انتهت بذلك الفعاليات، وكان عدد الطلاب المشاركين في المسرات قد ناهز 2000 طالب .
أما اليوم الثالث 13 فبراير ، فلم يشهد فعاليات كثيرة في جامعة القاهرة، فقد نظم عدد من الطلاب وقفات احتجاجية صغيرة تطالب برحيل حكم العسكر و تسليم السلطة للمدنيين، و نظموا مسيرة طافت الجامعة بعدها.
وفي السياق ذاته كانت قد ألغيت ندوة تحت عنوان \” دور الجيش في حماية الثورة \”، دعت لها إدراة الجامعة في كلية دار العلوم، وكان من المقرر أن يحاضر فيها أعضاء من المجلس العسكري، إلا أن الندوة ألغيت في اللحظات الأخيرة بعد أن أعلن اتحاد طلاب الكلية اعتراضه على عقد الندوة.
جامعة الإسكندرية
بدأ يوم 11 فبراير وهو أول أيام الإضراب في المجمع الطبي \”كلية الطب، الصيدلة، طب الأسنان\” من الثامنة صباحا حيث بدأ الطلاب في رسم جرافيتي يدعوا الطلاب للانضمام إلى الإضراب، وفي التاسعة نظم الطلاب وقفه صامتة رفعوا خلالها لافتات تعبر عن غضب الطلاب من حكم العسكر، وفي العاشرة صباحا انطلقت مسيرة من مبنى كلية الطب إلى كلية الصيدلة ثم كلية طب الأسنان شارك فيها مئات الطلاب ، وبعد انتهاء المسيرة، بدأ عرض \” كاذبون \” أمام كلية الطب .وفي نهاية اليوم قام الطلاب المضربين وطلاب الإخوان المسلمين بأداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وأكد عمر خالد أحد طلاب الإخوان المسلمين أنهم يشاركون الطلاب في مطالبهم ولكنهم يرون أنه ليس الموعد الأفضل للإضراب.
وقد صرح إسلام المصري رئيس اتحاد كليه الطب بأن اليوم هو تعبير سلمي للطلاب عن رفضهم للمجلس العسكري الذي يجب عليه تسليم السلطه استجابة لنداء الحركة الطلابية ،وأكد أيضا أن الإضراب جزئي لمدة ثلاثه أيام قابل للتصعيد، وأضاف عمر الفقي أحد المنظمين لليوم أنهم مستمرون إلى أن يرحل النظام الفاسد وأن الحركة الطلابية والشارع الجامعي لهم دور كبير في الحركة الوطنية.
تظاهر طلاب كلية الهندسة في أول أيام الإضراب لمطالبة المجلس العسكري بالرحيل الفوري عن السلطة وتسليمها للمدنيين .
و ردد المتظاهرون هتافات ( يسقط يسقط حكم العسكر إحنا الشعب الخط الأحمر).
و من ناحية أخرى رفض عدد من الطلاب فكرة الإضراب مبررين ذلك بضرورة الانتظام في الدراسة في تلك المرحلة .
الا أن الوقفة تخللتها بعض النقاشات بين رافضي الإضراب والداعين إليه وأوضح المشاركون في الإضراب أن المجلس العسكري هو المتسبب الرئيسي في الأحداث الجارية و يجب محاكمته.
وقد شهد أول أيام الإضراب بالمجمع النظري مظاهرة طلابية تحولت إلى مسيرة تتجول بداخل المجمع مع رسم جرافيتي عن الإضراب و في نهاية اليوم شهد مناظرة بين الطلبة الداعين للإضراب و الطلبة الداعين لمقاطعته وسط حشد كبير من الطلبة.
وفي أول أيام الإضراب بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، انتظمت الدراسة تماما وأدت الدفعة 75 هندسة ونقل بحري امتحانها المقرر لذلك اليوم مع وجود اعتصام مفتوح كان قد بدأ منذ يوم الأربعاء الماضي يطالب بإقالة رئيس الأكاديمية ومساعده \”نجل سامي عنان\”، إلا أن الاعتصام كان قد وجد مشاركة ضعيفة من الطلاب وذلك بسبب انتهاء الدراسة بجميع كليات الأكاديمية.
وفي كلية الفنون الجميلة،أضرب مجموعة كبيرة من طلاب الكلية و امتنع الأساتذة و المعيدون عن دخول المحاضرات فيما وصفوه \” باحترام قرار الطلاب المضربين \”، و لم يرض اتحاد الطلاب المنتخب عن تعطيل الدراسة مما دفعه – و بعد مناقشات موسعة مع الطلاب المضربين – إلى إصدار بيان عنوانه \” يسقط يسقط حكم العسكر \” أعلنوا فيه اتهامهم للمجلس العسكري بالفشل في قيادة البلاد ، وكذلك حملوه عهدة قتل الكثير من الأبرياء ، و ذيّلو البيان بأنهم سيلبون دعوة العصيان المدني يوم 11 فبراير مع عمل استفتاء حر نزيه بين الطلاب على المشاركة في الإضراب لأجل غير مسمى حتى رحيل العسكر أم لا.
أما في ثاني أيام الإضراب، تواصلت الفعاليات بالمجمع النظري مع إقبال محدود من الطلاب، حيث حمل الطلاب لافتات الإضراب وقاموا بحملات توعيه للطلاب غير المضربين عن معنى الإضراب و أهدافه ، ثم جابوا المجمع بمسيرة طلابية .
أما في كلية الفنون الجميلة فقد امتنع الطلاب عن دخول المحاضرات في اليوم الثاني للإضراب، و امتنع الأساتذة أيضا ً عن الدخول و أقيم استفتاء عام بين الطلاب ليأخذ اتحاد الطلاب على أساسه قراره ، باستمرار الإضراب حتى رحيل العسكر أم سيكتفي بيومين فقط ، وقد توافد الطلاب على صناديق الاستفتاء التي وضعت في فرع الكلية بمظلوم ، و قسم الديكور ، وقسم جرافيك ، فيما امتنع بعض الطلاب الآخرون عن المشاركة في الاستفتاء ، واصفين إياه بـ\” غير الشرعى \” وذلك لأن الطلاب المضربين أغلبهم لا يذهبون إلى الكلية بالأصل ، وأعلن اتحاد الطلاب نتيجة الاستفتاء بترجيح كفة استمرار الدراسة ورفض استمرار الإضراب بإجمالي 544 صوت من أصل 864 صوت بينهم صوتان باطلان ، و أكد الطالب أحمد عز عضو اتحاد طلاب الكلية أن الاتحاد لن يشارك في أي فعاليات خاصة بالإضراب ، نزولاً على قرار الطلاب ، و أنه يأمل من باقي الطلاب المضربين أن ينزلوا على رأي الأغلبية ، في حين صرح الطالب محمد عبد الله الصباغ – الفرقة الأولى عمارة – أنه هو و الكثير من زملاؤه سيستمرون في الإضراب ، و ذلك لأن الاستفتاء الذي قام به اتحاد الطلاب فاقد للشرعية حيث شارك فيه أقل من ألف طالب ، بينما يتعدى طلاب الكلية الخمسة آلاف طالب.
وفي ثالث أيام الإضراب، انتظم طلاب وأساتذة فنون جميلة بالمحاضرات بينما امتنع بعض الطلاب المضربون عن دخول المحاضرات.
بدأ اليوم الثالت لإضراب المجمع الطبي(كلية الطب-صيدلة-كلية طب الاسنان) منذ الساعة التاسعة صباحا برفع لافتات ضد انتهاكات الحكم العسكري وعمل سلاسل من اللافتات امتدت من كلية الطب إلى كلية الصيدلة ثم قامت مسيرة في العاشرة صباحا شارك فيها عشرات الطلاب من كلية الطب إلى مستشفى الجامعة ثم إلى المبنى الأكاديمي الذي يتواجد به أعضاء هيئة التدريس، حيث هتف الطلاب هتافات تحث أعضاء هيئة التدريس على المشاركة معهم في الإضراب، وبعد ذلك توجهت المسيرة إلى كلية صيدلة ثم انتهت في كلية طب الأسنان حيث وقف الطلاب يهتفون ضد عميد و وكيل الكلية الذي استدعى أربعة طلاب من المنظمين للإضراب في ثاني أيام الإضراب للتحقيق معهم، وفي الوقت نفسه بدأ عرض \” عسكر كاذبون \” في الكلية تضامنا مع الطلاب، وقامت الدكتورة وفاء عصام بطب الأسنان بالغاء محاضرتها تضامنا مع مطالب الطلاب وصرحت أنها غير مضربة ولكنه نوع من التضامن، وانتهى اليوم بهتاف يسقط حكم العسكر.
وقد صرح إسلام السايس أحد المنظمين للإضراب في كلية صيدلة أن الإضراب في المجمع الطبي قد أفضى إلى أن يستمر كفاح الحركة الطلابية ضد حكم العسكر عن طريق فعاليات أخرى غير الإضراب، وأكد إسلام المصري رئيس اتحاد طلاب كلية طب أن نضال الحركة الطلابية بجامعة الإسكندرية ضد حكم العسكر لم ولن ينتهي إلا بإسقاط الحكم العسكري ومحاكمة المجلس العسكري.
جامعة الأزهر
في أول أيام الإضراب، نظم العشرات من طالبات جامعة الأزهر سلاسل الثورة داخل الجامعة تضامنا مع الإضراب العام الذي دعى له عدد من الاتحادات الطلابية للمطالبة برحيل المجلس العسكري فورا.
من ناحية أخرى لم يستجب أيا من الطلاب \”البنين\” لدعوة الإضراب حيث حجم معظم الطلاب الذين حضروا إلى الجامعة عن المشاركة في الإضراب، مع العلم إن نسبة الحضور كانت ضعيفة جدا ولكن من حضروا كانوا رافضين لآلية الإضراب، وكان اتحاد طلاب جامعة الأزهر قد أعلن رفضه للإضراب داعيا الطلاب للانتظام في الدراسة.
وفي ثاني أيام الإضراب، أكد العشرات من طالبات جامعة الأزهر مشاركتهن من خلال تنظيم سلاسل الثورة لليوم الثاني على التوالي، داعين الطلاب للمشاركة في الإضراب.
وعلى عكس اليوم الأول فقد شارك العشرات من طلاب جامعة الأزهر \”البنين\” في الإضراب من خلال تنظيمهم لوقفة احتجاجية أمام مسجد نوري خطاب بجوار الجامعة
منددين بالحكم العسكرى ومطالبين بعدم إجراء انتخابات الرئاسة وإجراءات تشكيل اللجنة التأسيسة لكتابة الدستور تحت الحكم العسكري مشددين على رفضهم الخروج الآمن للمجلس العسكري محملينه المسئولية الكاملة عن الأحداث التي حدثت أثناء مباراة ناديي الأهلي والمصري.
وفي ثالث أيام الإضراب، سادت حالة من الاستقرار وانتظام المحاضرات داخل الجامعة، مع تزايد أعداد حضور الطلاب بالرغم من استمرار عشرات الطالبات في تنظيم سلاسل الثورة التي تدعو الطلاب إلى الامتناع عن الدراسة لحين رحيل العسكر.
جامعة حلوان
بدأت الدراسة بجامة حلوان يوم الأحد الموافق 12 فبراير، وظهرت استجابة واسعة من الطلاب لفعاليات الإضراب التي دعى لها المنظمون لليوم، وبدأت الفعاليات الساعة الحادية عشرة صباحا، بمدخل الجامعة، حيث نظم الطلاب \”سلاسل الإضراب\” رافعين لافتات تندد بانتهاكات العسكر طوال الفترة الانتقالية ومعلنين دخولهم في إضراب حتى تتحقق مطالبهم والتي تتلخص في عودة الجيش لثكناته فورا وتسليم البلاد لسلطة مدنية.
وقاموا بتوزيع بيانات تدعو زملائهم لمشاركتهم في الإضراب والمسيرات داخل الجامعة، وبدأ الطلاب بعد ذلك في التجمع والتحرك في مسيرة طافت كل كليات الجامعة بداية من كلية الصيدلة ثم كلية الآداب ثم كلية الخدمة الاجتماعية وكلية التجارة وكلية التربية، مرورا بالمدرجات ثم توجهت المسيرة بعد ذلك إلى رئاسة الجامعة، ليتظاهر الطلاب هناك ويعلنوا مطالبهم أمام مقر رئيس الجامعة وهي:-
إقالة حكومة الجنزوري وتشكيل حكومة ائتلاف وطني من مجلس الشعب لها كافة صلاحيات رئيس الجمهورية تدير ما تبقى من المرحة الانتقالية.
إعادة هيكلة وزارة الداخلية فورا.
الإسراع في فتح باب الترشيح لانتخابات الرئاسة، مع تشكيل لجنة قضائية مستقلة من قبل مجلس الشعب للإشراف عليها.
تشكيل لجنة لها حق الضبطية القضائية تتولي التحقيق في قتل المتظاهرين بداية من 25 يناير حتى مجزرة بورسعيد.
وضع حد أدنى وحد أقصى للأجور.
تطهير مؤسسات الدولة المختلفة من بقايا نظام مبارك وفي مقدمتها الجامعات.
ثم ألقى الدكتور يحيى القزاز، الأستاذ بكلية العلوم، كلمة من أساتذة الجامعة تضامنا مع الطلاب بدأها بهتاف، \”يسقط يسقط حكم العسكر\”، وذكر فيها أنه \”وبعد مرور عام على الثورة مازالت دماء الشهداء تنادي وتطالب بالثأر، بعد عام مازال أعداء الثورة يتربصون بالشباب الثوار ويقتلونهم بداية من ماسبيرو حتى مجزرة بورسعيد\”.
وأضاف القزاز، أن المجلس العسكري هو من يعطل البلاد وليس الداعون للإضراب، فهو الذي صنع الانفلات الأمني وهو الذي خرب الاقتصاد المصري.
وأكد أنه لكي نطهر مصر من حكم العسكر لابد أن نطهرها من كل أعوانه في كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجامعات.
وحث الطلاب على أن يستمروا في ثورتهم وألا ينسوا دماء الشهداء.
ثم تحرك الطلاب بعد ذلك في مسيرة مرة أخرى طافت شوارع الحرم الجامعي، ثم توجهت للبوابة مرة أخرى، ليقيم الطلاب صلاة الغائب على أرواح الشهداء في الثانية ظهرا، ويختتموا فعاليات اليوم الأول للاضراب.
وفي اليوم الثاني، \” الإثنين 13 فبراير\” كان من المفترض أن يقوم طلاب جامعة حلوان، في هذا اليوم، بدعوة من اللجنة العليا لإضراب طلاب مصر، بعمل عرض \” عسكر كاذبون \”، بكلية التربية، وذلك لإبراز الانتهاكات التي قام بها المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية، ولكن اكتشف الطلاب، في صباح اليوم، بالصدفة، أن هناك ندوة نظمها عميد كلية الخدمة الإجتماعية، لبعض اللواءات المتقاعدين، والذين يعملون كمستشارين للمجلس العسكري، وهم اللواء، محمد الغباري، واللواء، حسين عبد الرازق، بحضور قائد الخدمة العسكرية بالجامعة، وذلك لإبراز الدور الذي لعبه المجلس العسكري في الفترة الانتقالية، وعندما علم الطلاب بالندوة، والتي حاول منظموها أن يخفوها عن الطلاب، ألغوا عرض \”كاذبون\” وذهبوا للندوة.
واكتشف الطلاب خلال الندوة أن الأمن الجامعي يحضر الندوة على أنهم طلاب بالجامعة أو معيدين، مما استفز الطلاب بشكل كبير، وترك الطلاب الفرصة الكاملة للواءات أن يتحدثوا دون مقاطعة، على أمل أن تتاح لهم الفرصة للرد، وعندما انتهى حديث الضيوف وطلب الطلاب عمل مداخلات، رفض مدير الجلسة، عميد الخدمة الاجتماعية إعطائهم الفرصة للرد، فثار الطلاب وهتفوا ضد العسكر والعميد، الذي وصفوه بأنه من فلول النظام السابق، مما دعي الحاضرون لإلغاء الندوة سريعا والخروج وسط الحراسة الأمنية ولكن الطلبة لاحقوهم بالهتافات التي تطالب بسقوط حكم العسكر، وتسليم السلطة، ووصف المجلس العسكري بأنه قاتل، حتى ذهبوا بسياراتهم خارج أسوار الجامعة.
وتحرك الطلاب بعد ذلك في مسيرة مكونة من حوالي 150 طالب طافت أنحاء الجامعة، ودخلت جميع الكليات بداية من كلية الخدمة الاجتماعية ثم التجارة والآداب وأخيرا كلية الصيدلة، للمطالبة بتسليم فوري للسلطة ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وتنديدا بالفلول الذين لازالوا يتقلدون مناصب قيادية بالجامعة. ثم أنهى الطلاب مسيرتهم عند بوابة الجامعة.
جامعة المنصورة
بناء على دعوة الإضراب العام يوم 11 فبراير ، فقد استجابت جامعة المنصورة لهذه الدعوى فى اليوم الأول للإضراب و قام الطلاب بعدة وقفات صامتة كل منها لمدة ساعة من أمام كليات التجارة ، والهندسة ، وكلية الطب،ثم قاموا بعمل مسيرات طافت الجامعة حتي التقت أمام مبتى كلية الهندسة،في وقفة احتجاجية هاتفين بالدعوة للإضراب العام و بسقوط حكم العسكر،ثم انطلقوا في مسيرة كبيرة تضم عدد كبير من طلاب الجامعة و خرجوا إلى مبنى المحافظة،مرددين هتافات يسقط يسقط حكم العسكر…و الإضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع …وغيرها من الهتافات التى تنادي برحيل المجلس العسكري والمحاكمات الفورية لقتلة الشهداء.
وبالحديث مع أحد الطلاب المشاركين فى المسيرة قال:\”لا أمان فى عهد المجلس العسكري ولا حرية فى ظل نظام يديه ملطخة بدماء الشهداء \”.
ثم انتهت المسيرة أمام مبنى محافظة الدقهلية بعد أن طافت شوارع المنصورة وانضم إليها عدد كبير من الأهالى والعمال.
أما اليوم الثاني 12 فبراير ،فقد بدأ بمشاركة ضئيلة من الطلبة بدأت من أمام كلية الطب بوقفة احتجاجية لا تزيد عن 100 طالب ، وقفوا على مايقرب من ثلاث ساعات يرددون هتافات تدعو للإنضمام للإضراب و سقوط حكم العسكر و تسليم السلطة لسلطة مدنية و القصاص العادل من القتلة
جامعة سوهاج
كانت جامعة سوهاج من أوائل الجامعات التي دعا طلابها إلى الإضراب حيث صدر بيان من طلاب كلية تجاره بشعبتيها \”عربى_إنجليزى\” والتي تعد من أكبر كليات الجامعة يعبر عن موقفهم المؤيد للإضراب و المطالبة برحيل المجلس العسكري و تحميله مسئولية إجهاض ثورة مصر البيضاء على حد تعبيرهم و المطالبة بتطهير وزارة الداخلية و تسليم سلطات البلاد لسلطة مدنية منتخبة .
إلا أن المشاركة في الإضراب الطلابي في الجامعة كانت أقل ما توصف به ضعيفة حيث أن الجامعة لم تشهد تواجد طلابي وذلك لعدم بدء الجامعة في نشاطها الدراسي إلا القليل من الكليات العلمية و التي كان الحضور بها منتظم وبشكل طبيعي.
وقد تخلل ذلك الخمول بعض الفعاليات التي تدعو للإضراب وتدين سياسة المجلس العسكري وتطالب بتسريع تسليم سلطة البلاد لقوه مدنية منتخبة، ففي تمام الساعه الحادية عشر والنصف قامت أسرة \”إشراقه\” بوقفة صامتة بشارع المشرحة بكلية الطب.
وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا قام حوالي عشرة طلاب بشارع كلية الآداب برفع سلاسل الثوره رافعين ذات المطالب برحيل المجلس العسكرى وسرعة تسليم سلطات البلاد لسلطه مدنية منتخبة ومحاسبة قيادات الداخلية الفاسدة والمسئولين عن سفك دماء شباب مصر و انتهت السلاسل في تمام الساعة الثانية ظهرا.
جامعة أسيوط
في أول أيام الإضراب، نظم عدد من الطلاب النشطاء بجامعة أسيوط مسيرة بحرم الجامعة في إطار الدعوة للإضراب عن الدراسة احتجاجا على سياسة المجلس العسكري في إدارة المرحلة الانتقالية ومطالبين بتسليم السلطة فورا للمدنيين , كانت المسيرة قد بدأت في تمام الساعة العاشرة صباحا من أمام المبنى الإداري بالجامعة وانضم لها العشرات من طلاب الجامعة حاملين رايات سوداء حدادا على أرواح الشهداء ورافعين لافتات تندد بانتهاكات المجلس العسكري و سوء إدارته للبلاد في المرحلة الانتقالية وتدعو للإضراب مطالبةً بتسليم السلطة للمدنيين فورا , جابت المسيرة شوارع الحرم الجامعي وكانت هناك عدة وقفات : وقفة في ساحة كلية الهندسة وأخرى على سلم كلية الطب وسلم كليتي الحقوق والتجارة ، وقد شارك في الوقفة على سلم كلية الحقوق الناشط السياسي \”خالد تليمة\” الناشط بائتلاف شباب الثورة حيث ألقى كلمة عن الوضع الحالي و ضرورة تسليم السلطة. تحركت بعدها المسيرة خارج أسوار الحرم الجامعي في شارع المكتبات وانتهت في شارع سيتي .وعلى مستوى الطلاب و الموظفين كانت المشاركة في الإضراب ضعيفة بالنسبة لليومين الثاني و الثالث.