من الإنترنت إلى الشارع: الاحتجاجات ضد حكم السيسي مستمرة وعلى السلطات المصرية وقف انتهاك الحق في حرية التعبير وحرية التظاهر السلمي

تاريخ النشر : الإثنين, 23 سبتمبر, 2019
Facebook
Twitter

تابعت مؤسسة حرية الفكر والتعبير الاحتجاجات التي شارك فيها الآلاف من المصريين في عدة محافظات مصرية منذ مساء الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح أمس الأحد. وتدين مؤسسة حرية الفكر والتعبير ممارسات أجهزة الأمن العنيفة تجاه الاحتجاجات التي انطلقت في القاهرة وعدد من المحافظات، وشملت هذه الممارسات التوقيف والاحتجاز غير القانوني والإحالة إلى جهات التحقيق، حيث يساهم محامو مؤسسة حرية الفكر والتعبير في حضور التحقيقات التي تباشرها نيابة أمن الدولة العليا منذ أمس مع المتظاهرين المقبوض عليهم.

وقد انتشرت دعوات إلى التظاهر يوم الجمعة الماضي، من خلال الانترنت، بعد اتهام المقاول محمد علي للرئيس السيسي بالفساد، حيث كان علي قد بث مقاطع فيديو عبر فيسبوك، كشف فيها عن معلومات تتعلق بأعمال بناء قصور واستراحات رئاسية، شارك بها أثناء عمله مع القوات المسلحة. واستجاب لدعوة علي آلاف من المواطنين في محافظات مختلفة، حيث توزعت الاحتجاجات على محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس والغربية ودمياط.

تجاهلت القنوات والصحف التقليدية تغطية الاحتجاجات التي جرت يوم الجمعة، حيث سعت السلطات المصرية خلال السنوات الماضية إلى السيطرة على ملكية وسائل الإعلام عن طريق أجهزتها الأمنية، ونتج عن ذلك شراء صحف وشبكات تلفزيونية وتأسيس قنوات ومحطات إذاعية جديدة فيما أطلق عليه مراقبون “إعلام المخابرات”.

وعوضًا عن ذلك كانت وسائل التواصل الإجتماعي هي البديل الذي تبناه المصريون لمتابعة هذه الاحتجاجات، فبينما كان عشرات المواطنين يحاولون التجمع والهتاف على مشارف ميدان التحرير، الجمعة الماضية، كانت كاميرا الموبايل تنقل هذه المحاولات مباشرة إلى المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وباستمرار التظاهرات في أماكن متفرقة لليوم الثاني على التوالي، نجحت مجموعات من المواطنين المصريين في انتزاع الحق في التظاهر بعد سنوات من تقييده.

واجهت قوات الشرطة هذه الاحتجاجات باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لتفريق التظاهرات، كما ألقت قوات الشرطة القبض على بعض المشاركين فيها، وبينهم صحفيين، كما نشرت قوات الشرطة عدد من الأكمنة في محيط ميدان التحرير، وقامت باستيقاف المارة وتفتيش هواتفهم المحمولة والقبض على بعضهم، بسبب مشاركات داعمة للاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي. كما استمرت اعتداءات قوات الشرطة على المتظاهرين بمدينة السويس، حتى صباح أمس الأحد.

وتدين مؤسسة حرية الفكر والتعبير البيان الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات ضد تغطية وسائل الإعلام الأجنبي للاحتجاجات الأخيرة، حيث طالبت هيئة الاستعلامات وسائل الإعلام الأجنبية “بعدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار والتقارير”، وهي محاولة لتهديد العاملين بوسائل الإعلام الأجنبية العاملة في مصر، ورصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير تعرض كل من موقع قناة الحرة، وهي تابعة لمؤسسة أمريكية غير ربحية تمول من الكونغرس الأمريكي، وموقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إلى الحجب بشكل متقطع، عقب تغطية الاحتجاجات التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية.

ونقلت بي بي سي عن مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، اليوم، أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لم يخطر بعد بشكل رسمي بأسماء المواقع التي حجبت، غير أن معلوماته الأولية تؤكد حجب مواقع إخبارية بسبب نشر أخبار “غير دقيقة” عن المظاهرات. بينما ألقت قوات الشرطة القبض على خمسة صحفيين أثناء فض تظاهرات الجمعة الماضية، وهم: عمر هشام، سليم سيف الدين، انجي عبد الوهاب، ايهاب محمد الحسيني، وحازم عبد الوهاب، بحسب رصد المؤسسة. وألقت قوات الشرطة القبض على الصحفي سيد عبد اللاه في محافظة السويس أمس الأحد، عقب اقتحامه منزله، وكان سيد عبد اللاه يقوم ببث مقاطع فيديو للمظاهرات الليلية، التي جرت مساء السبت في السويس من خلال حسابه بفيسبوك.

كما ألقت قوات الأمن القبض على حازم غنيم، شقيق الناشط وائل غنيم، بعد أن قام وائل غنيم ببث مقاطع فيديو وجه فيها انتقادات إلى الرئيس السيسي وطريقة إدارة البلاد، وقد قال غنيم، المقيم في الولايات المتحدة، أن ضابط اتصال بالسفارة المصرية بواشنطن قد اتصل به ليحذره من استمرار هجومه على الرئيس السيسي، قبل يوم من القبض على شقيقه حازم. بينما قال أحد مستخدمي الإنترنت بمدينة السويس، ويدعى محمد سعيد، أن قوات الشرطة حاصرت منزله، صباح الأحد، بهدف القبض عليه، بعد بثه مقاطع فيديو مباشرة، عبر فيسبوك، تُظهر قيام قوات الشرطة بفض التظاهرات بمدينة السويس.

وتدعو مؤسسة حرية الفكر والتعبير السلطات المصرية إلى الإفراج فورا عن كافة المواطنين والصحفيين، الذين تم القبض عليهم خلال اليومين الماضيين، وتشدد المؤسسة على ضرورة التزام السلطات المصرية بضمان حرية الإنترنت، بما يشمل رفع الحجب عن مئات مواقع الوب المحجوبة وخاصة المواقع الصحفية، ووقف ملاحقة المواطنين المصريين على خلفية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، باﻹضافة إلى وقف العمل بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات. كما يجب على  السلطات المصرية أن توقف العمل بقانون التظاهر، وتسمح للمواطنين بالتجمع والتظاهر السلمي في كافة المحافظات.

وتوفر مؤسسة حرية الفكر والتعبير المساعدة القانونية للمواطنين ممن تعرضوا للاحتجاز على يد قوات الشرطة أثناء التظاهرات أو تم القبض عليهم بسبب تعليقاتهم ومشاركاتهم عبر الانترنت حول الاحتجاجات الجارية. ويمكن الإبلاغ عن الحالات التي تحتاج إلى المساعدة القانونية من خلال (ايميل: [email protected]). وستعمل مؤسسة حرية الفكر والتعبير لاحقا على نشر تطورات التحقيقات، التي يحضرها فريق المساعدة القانونية مع المقبوض عليهم.

تابعونا على :

آخر التحديثات

للإشتراك في نشرة مؤسسة حرية الفكر والتعبير الشهرية

برجاء ترك بريدك الالكتروني أدناه.