رسالة ألبير صابر من السجن – 2 الفطرة الإنسانية والتطرف

تاريخ النشر : الخميس, 18 أكتوبر, 2012
آخر تحديث : الإثنين, 30 ديسمبر, 2013
Facebook
Twitter

 

سأعرض عليكم الآن وجهة نظري من واقع خبرتي في التعامل و الحديث مع الناس من مختلف الأعمار و الثقافات و الأماكن .

 

سأبدأ بسؤالي ليسهل عليكم فهم وجهة نظري حتى لو أخطأت في طريقة عرضها …

 

ما الفرق بين ” خالد سعيد ” و ” مينا دانيال ” ؟؟؟

 

لماذا الأول ” مسلم ” الديانة و الثاني ” مسيحي ” الديانة ؟؟؟

 

كيف و لماذا تم تسمية الأول ” خالد ” و الثاني ” مينا ” ؟؟؟؟؟؟

 

نعم هي كذلك … كلا منهما ولد لا يؤمن أو يعتقد بشي و لا بكتب ولا برسل أو أنبياء ، و تلك هي الفطرة

 

و لكن يأتي هنا الدور الأول و هو دور الأب وألام والأهل .

 

هم من يكتبون أول السطور في تلك الورقة البيضاء ( الطفل ) و هم من يشكلون المفاهيم و التصورات و المقدس والمدنس و القصص الدينية و…..الخ من المفاهيم الدينية بل و الاجتماعية و الثقافية .

 

فالطفل هنا مجرد عقل يتلقى البيانات و المعلومات و يخزنها و منها تتبلور أفكاره و تصوراته و معتقداته.

 

و يأتي بعد ذلك الدور الثاني و الثالث …..

 

و هما دور العبادة و القنوات الدينية ثم المدرسة و دروس الجمعة في الجامع أو مدارس الأحد في الكنيسة و حصص الدين في المدرسة .

 

و هنا يبدأ الطفل في إدراك أن هناك أطفال غيره مختلفين معه في المعتقد و التصور و يبدأ في سماع قصص و تصورات و معتقدات مختلفة لا يعرفها و يسأل عنها ، فيقوم الدور الأول ( الأهل ) و الدور الثاني و الثالث في شرح أفكار أكثر و أعمق ليثبت له صحة معتقدهم و انه هو الصحيح و غيره خطأ أو ضلال … الخ.

 

ليس ذلك فحسب ، بل يقولون له أن الآخرين لا يفهمون أو يفهمون الأمور بشكل خاطئ أو أن من يخالف معتقداتنا و عاداتنا سيدخل النار ( عذاب أبدي ) و أن الآخرين كفار و مضللون أو كتبهم محرفة أو …….الخ.

 

و من هنا يبدأ العقل تلقائيا في تشويه كل معتقد يختلف عنه .

 

و حتى لو حاول قراءة أو تدبر تلك العقائد أو العادات لن يستطيع بسبب التشويه الذي تم في عقله

 

ولا اختلف هنا مع مقولة ( الانطباعات الأولى تدوم ) .

 

.و بذلك صنعت الأهل إنسان منغلق العقلية و التصور.

 

تماما مثل : الشخص الذي لم يخرج من حجرته أبدا و يتصور أن حجرته هي أجمل و أفضل حجرة على الرغم من انه لم يرى سواها

 

و ليس ذلك فحسب بل يقبح ما يراه مختلف عن تلك الحجرة أو يحاول إعادة ترتيبها أو عمل أي تغيير عليها .

 

لذلك لست أتعجب عندما يسألني البعض من المسلمين عن كوني مسيحي بحكم اسمي و الديانة التي تم تلقيني بها منذ صغري و هي الديانة المكتوبة في بطاقتي و أوراقي الرسمية .

 

لست أتعجب عندما يسألوني :

 

أن رجل الدين المسيحي ( الكاهن / القسيس ) يقوم بمعاشرة العروس قبل زوجها .

 

و أن في رأس السنة الميلادية ( الكريسماس ) يتم غلق الأنوار لعمل الخمسة فرفشة – يعني إباحية و قلة أدب .

 

و أنهم يعذبون الأطفال بغمرهم في الماء و تلاوة بعض التعاويذ عليهم ليصبحوا مسيحيين .

 

و إنكم تدركون أن كتبكم محرفة و أن ديننا الإسلام و رسولنا هما الحق .

 

لذا أتسأل : هل هذا الإنسان هو مؤمن أو متدين حقيقي أم مجرد مسخ ؟؟!

 

فهل استطعت الآن أن اعرض وجهة نظري في كيفية تكوين الفطرة و لماذا أنت مسلم أو مسيحي أو غير ذلك ؟

 

و كيف تكونت معتقداتك ؟

 

قال لي احدهم ذات يوم أن الإنسان يولد مسلم بالفطرة ……. فكان سؤالي :

 

هل يولد مسلم سني أم شيعي أم وهابي أم صوفي أم معتزلة أم بهائي أم قرآني …….الخ ؟؟؟؟؟

 

و هل يرى النقاب أو الحجاب فرض أم عادة ؟؟ و ماذا عن باقي الأمور المختلف عليها ؟!

 

و في هذه المناسبة أود أن اطرح سؤال:

 

هل لو كنت في الصين مثلا ، وولدت لأبوين بوذيين …. هل وقتها ستكون مسلم أم مسيحي أم ……؟؟

 

ألبير صابر

 

[cool-content-timeline post-type="post" tags="حرية التعبير" story-content="full" start-on="2" layout="default" designs="default" skin="default" show-posts="10" order="DESC" icons="no" animations="bounceInUp" date-format="default" pagination="default" filters="no"]

للإشتراك في نشرة مؤسسة حرية الفكر والتعبير الشهرية

برجاء ترك بريدك الالكتروني أدناه.