ماسبيرو مجرماً بين التحريض السياسي على العنف و الطائفية.. و تضليل الرأي العام حول تغطية “مذبحة 9 أكتوبر ،وشارع محمد محمود” نموذجا

تاريخ النشر : الخميس, 22 ديسمبر, 2011
Facebook
Twitter

للتحميل اضغط هنا

 

فريق عمل التقرير

قام بالتفريغ الكتابى للمادة الإخبارية فريق بحث المؤسسة ومحمد ناجى “متطوعا”،وقامت رؤى غريب بتحليل المادة الإخبارية ،وقامت وئام مختار بكتابة خلفيات الأحداث ،وقام أحمد عزت المسئول القانونى بالمؤسسة بإعداد الجزء القانونى ،وقامت بالمراجعة والتدقيق اللغوى ريهام زين العابدين، و شارك بالمراجعة والتحرير العام المدير التنفيذى عماد مبارك

 

تتوجه مؤسسة حرية الفكر والتعبير بالشكر إلي السفارة الهولندية علي دعمها لأنشطة برنامج حرية الإعلام

المحتويات

ملخص وتوصيات التقرير 4
الجانب القانونى:

·       مسئولية الحكومة المصرية عن أحداث ماسبيرو وفقاً للقانون الدولي

·       أحداث 19 نوفمبر وتضليل الرأي العام وفقاً للقانون المصري

6
مذبحة ماسبيرو والتحريض على العنف والكراهية:

·       خلفية عن الأحداث

·       منهجية التحليل واختيار العينة

·       تحليل التغطية الإعلامية

10
فض اعتصام مصابي الثورة وتضليل الرأي العام:

·       خلفية عن الأحداث

·       منهجية التحليل واختيار العينة

·       تحليل التغطية الإعلامية

21
الخاتمة 34
مرفقات 37

 

 ملخص وتوصيات التقرير

يأتي ذلك التقرير في إطار نقد وتفنيد حقوقي للكثير من اتهامات التحريض والتضليل التي وُجهت بعد اندلاع ثورة 25 يناير إلى أجهزة الإعلام الرسمي بكافة أنواعها و على رأسها اتحاد الإذاعة والتلفزيون وهو الهيئة الحكومية الوحيدة المحتكرة للبث الأرضي الذي يبلغ أعلى معدلاته في مصر مقارنة بالبث الفضائي المجاني والمشفر على مستوى الوطن العربي حيث يبلغ نسبة تصل إلى 58% وفق آخر تقرير معلوماتي صادر عن  مركز دعم المعلومات واتخاذ القرار في 2010، مما يجعله الجهاز الإعلامي الأول في التأثير وتشكيل الوعي والاتجاهات لدى شرائح عريضة من المجتمع المصري.

ويتعرض التقرير بالرصد والنقد للأداء الإعلامي الخبري لاتحاد الإذاعة والتلفزيون  بصفته الجهاز الإعلامى الرسمي ذو الملكية العامة للمجتمع المصري وبما له من ميزات احتكارية كجهاز إعلام “السلطة” و الأكثر انتشارا وتأثيرا، ومن ثم هو من أهم الأجهزة التي لا تكتفي فقط بنشر ونقل المعلومة وإنما هو أحد أهم أدوات الإتصال والتأثير والتوجيه السياسى للسلطة للحشد والتعبئة نحو مضمون سياسي بعينه ،ويصبح الأداة الأخطر في مجتمع يمر بمرحلة ثورية جذرية تهدف لإسقاط ذلك المضمون وبناء آخر أكثر يتوافق مع طموحات وشعارات يناير.

ويركز التقرير على التغطية الإخبارية لواقعتين – كنموذج – من أهم ما واجهه المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير، الأولى هي الفض الدموي للتظاهرات السلمية المؤيدة لحقوق الأقباط والمنددة بالاعتداء على كنيسة الماريناب بأسوان يوم 9 أكتوبر أمام مبنى ماسبيرو، والثانية هي ما عُرفت إعلاميا بأحداث التحرير أو شارع محمد محمود التي بدأت منذ 19 نوفمبر واستمرت إلى ما يقرب من ستة أيام متواصلة .

حيث يعرض فى الجزء الأول منه رؤية قانونية حقوقية حول جريمتي التحريض على العنف والكراهية، وتضليل الرأى العام في ضوء التشريعات والمواثيق القانونية المحلية والدولية ومدى تلاقي تلك الرؤية مع الأداء الإعلامى  للتلفزيون المصري فى تغطيته للواقعتين سالفتى الذكر .

ويتناول الجزء الثانى  رصد تحليلي مبسط لعينة منتقاه من المادة الإخبارية المباشرة المذاعة على قناة النيل للأخبار والقناة الأولى الأرضية والفضائية المصرية  التي غطت الأحداث بما ينقلها ويفسرها للمشاهد والمتمثلة في النشرات الإخبارية الاعتيادية والتغطيات الخاصة والمباشرة للأحداث لمحاولة بيان أهم أوجه القصور المهني  التي ارتقت لحد التحريض على القتل كما في الواقعة الأولى وإلى حد التضليل والتشويه الصارخ كما في الواقعة الثانية، وركز التحليل بشكل أساسي على رصد سياسات الصياغة التحريرية للأخبار وبحث مدى التزامها الحياد والموضوعية والتوازن كأحد أهم معايير ومحكات الحكم على جودة ورصانة التغطية الإخبارية من جانب التلفزيون الرسمي.

وتنوع الرصد بين عدد من المؤشرات الكمية والكيفية التى أوضحت عدد من سمات القصور المهني فى منهجية ومعايير التغطية الإخبارية، كعدم تحقق معايير الموضوعية  فيما يتعلق بموضوعية إسناد الأفعال لأطرافها وتحري الدقة في صياغة وتوصيفات أطراف الحدث، وموضوعية التوازن حيث انحازت التغطية الإخبارية في أغلبها إلى طرف دون الآخر – والمتمثل في وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة –  سواء في توصيف أفعال وردود الأفعال أو حجب اغلبها وتجاهل ذكرها ورصد الإصابات وحالات الوفاة ليظهر على طول خط التغطية بأن هناك طرفا معتدِى وطرفا مُعتدى عليه إلى الحد الذي يقلب حقائق الأحداث ويشوهها، والاعتماد عليه كمصدر لحقيقة وتوصيف الحدث، هذا إلى جانب خلل الموضوعية الأخطر المتمثل في خلط الرأي والتخمين والتهويل الشخصي بالوقائع الفعلية للخبر والذي اتضح بشكل مباشر في انتقاء الألفاظ والتوصيفات المختلفة لوصف الأحداث أو أطرافها مما يفرض مسبقا توجهات وأحكام عامة تم تصديرها للجمهور المتلقي، وساعد على ذلك أيضا الانتقاء العمدي الداعم للتوجه من مصادر الرأي والتعليق الخارجي، والذي أدى بدوره إلى انحياز صارخ -ذو مضمون سياسي- دون محاولة لنقد أو تقويم لإجراءات و “جرائم” الإدارة السياسية في التعامل مع الحدث.

وخلُص التقرير إلى نتيجة عامة مؤداها التورط المباشر لسياسات الإدارة باتحاد الإذاعة والتلفزيون في أهم الجرائم السياسية التي هددت الأمن والسلم العام في لحظة من أكثر اللحظات حرجا ودقة من تاريخ مجتمعنا المصري ألا وهي التحريض على العنف والكراهية، والتضليل والتشويه المتعمد وكلاهما استهدف فئات وشرائح من المجتمع ضد أخرى، حيث نستطيع القول بأنه كان هناك أوجه قصور في مراعاة معايير الحياد والتوازن والموضوعية في التغطية الإخبارية والكثير من الأخطاء المهنية في تغطية الإعلام الرسمي المرئي  ناتجة عن جمود وتكلس إداري لعملية التغطية الإخبارية وعدم تأهيل الإعلاميين بشكل مهني رصين لتغطية مثل تلك النوعية من الأحداث، ولكن لا يقتصر الأمر على تشخيص الأزمة تحت إطار الخطأ والقصور المهني حيث تم استغلال ذلك بشكل منظم ومتعمد و بتوظيف سياسي مركزي لأن تتم صياغة الأحداث بشكل أثاري وتحريضي ومضلل لخدمة أهداف وتوجهات النظام السياسي القائم.

وتوصى مؤسسة حرية الفكر والتعبير بضرورة اتخاذ إجراءات المحاسبة الفعلية وفتح تحقيقات موسعة لكشف المسئولين عن ارتكاب مثل تلك الجرائم في التلفزيون المصري من جانب، والتوجه الى دعم سياسات التحرير والتطوير الجذري لاتحاد الإذاعة والتلفزيون بما يضمن تحول المنظومة الإعلامية المملوكة للدولة المصرية إلى نمط الخدمة العامة وتحررها من الارتهان لسلطة أي حكومة أو نظام سياسي، وتمكنها من تحقيق القدر المأمول من الإحترافية المهنية بما يجعلها أكثر قدرة على تكريس ودعم حريات  الرأي والتعبير والإسهام في حماية الإطار الديمقراطي قيد التشكل الآن في المجتمع المصري.

وترى المؤسسة من خلال عملها على ذلك التقرير أنه لن يتحقق ذلك إلا بإلغاء وزارة الإعلام كهيكل وفلسفة حكومية مركزية متكلسة في إدارة الإعلام الرسمي في مصر واستبدالها بمجلس أمناء مستقل مشكل من كوادر إعلامية ومجتمعية منتقاة بآليات حيادية ونزيهة  تعمل على التطوير المنشود لمنظومة الاعلام القومى فى مصر.

الإعلام والتحريض

مسئولية الحكومة المصرية عن أحداث ماسبيرو وفقاً للقانون الدولي

أولاً: الحظر القانوني للتحريض على العنف والكراهية في القانون الدولي

حظر القانون الدولي لحقوق الإنسان التحريض على العنف أو الكراهية ضد الأفراد والجماعات، خاصة إذا اقترنت هذه الدعاية بالتمييز الديني أو العنصري، ومن أبرز القواعد المرساة بهذا الصدد تلك المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي نصت على أن ” تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العدأوة أو العنف”[1].

ويقدم التعليق العام رقم 11 الخاص بالمادة 20 سالفة البيان[2] الذي اعتمدته لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تفسيراً مبدئياً للفقرة الثانية موجهاً ضد أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف، سواء كان لهذه الدعاية أو الدعوة أهداف داخلية أو خارجية للدولة المعنية، وقد رأت اللجنة في هذا التعليق أنه لكي تصبح المادة 20 فعالة تماماً ينبغي أن يكون هناك قانون يبين بوضوح أن الدعاية والدعوة بالصورة الواردة في المادة تتعارض والسياسة العامة، ويجب أن ينص على جزاء مناسب في حالة انتهاك ذلك. ومن ثم أكد التعليق العام رقم 11 على أن الدول الأطراف التي لم تتخذ بعد التدابير الضرورية للوفاء بالالتزامات الواردة في المادة 20، ينبغي أن تفعل ذلك، وينبغي أن تمتنع هي نفسها عن أية دعاية أو دعوة من هذا القبيل.

  • ويبين مما تقدم أن هناك عدة التزامات تقع على عاتق الدول الأطراف في هذا العهد بموجب الفقرة الثانية من المادة 20 هذه الالتزامات هي :
  • الالتزام بسن تشريعات تحظر الدعوة إلى الكراهية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف.

ويعتبر التزام الدول الأطراف في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية بسن تشريعات رادعة ضد التحريض على العنف على أساس عنصري، أحد مواطن قوة الفقرة الثانية من المادة 20، إذ لم يكتف النص بحظر التحريض فقط، بل ألزم الدول الأطراف بضمان فاعلية هذا الحظر عن طريق تضمين بنيتها التشريعية ما يعززه.

  • الالتزام بامتناع الدول الأطراف في العهد عن أية دعوة للكراهية أو التحريض العنصري.

أوضح التعليق العام رقم 11 أن الدول الأطراف في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي لم تتخذ بعد التدابير التشريعية اللازمة لتفعيل الالتزام النصوص عليه في الفقرة الثانية من المادة 20، ينبغي أن تمتنع هي نفسها عن الدعوة للكراهية أو التحريض وإثارة العداء ضد طائفة أو طوائف معينة في المجتمع.

ثانياً:- الالتزامات الخاصة بالقضاء على أشكال التمييز العنصري كافة:

وقعت الحكومة المصرية على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري في 28 سبتمبر 1966 وصدقت على هذا التوقيع في 1 مايو1967، وتعهدت بموجب هذه الاتفاقية بالآتي:

(أ) تتعهد كل دولة طرف بعدم إتيان أي عمل أو ممارسة من أعمال أو ممارسات التمييز العنصري ضد الأشخاص أو جماعات الأشخاص أو المؤسسات، وبضمان تصرف جميع السلطات العامة والمؤسسات العامة، القومية والمحلية، طبقا لهذا الالتزام.

(ب) تتعهد كل دولة طرف بعدم تشجيع أو حماية أو تأييد أي تمييز عنصري يصدر عن أي شخص أو أية منظمة.

(ج) تتخذ كل دولة طرف تدابير فعالة لإعادة النظر في السياسات الحكومية القومية والمحلية، ولتعديل أو إلغاء أو إبطال أية قوانين أو أنظمة تكون مؤدية إلى إقامة التمييز العنصري أو إلى إدامته حيثما يكون قائما.

(د) تقوم كل دولة طرف، بجميع الوسائل المناسبة، بما في ذلك التشريعات المقتضاة إذا تطلبتها الظروف، بحظر وإنهاء أي تمييز عنصري يصدر عن أي أشخاص أو أية جماعة أو منظمة.

(هـ) تتعهد كل دولة طرف بأن تشجع، عند الاقتضاء، المنظمات والحركات الاندماجية المتعددة الأجناس والوسائل الأخرى الكفيلة بإزالة الحواجز بين الأجناس، وبأن تثبط كل ما من شأنه تقوية الانقسام العنصري.

ثالثاً:- الالتزامات الدولية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في مكافحة العنصرية:

أصدر المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) في دورته العشرين المنعقد في 28 نوفمبر 1978 إعلاناً بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية  والفصل العنصري والتحريض على الحرب، نص على أن مكافحة العنصرية تقتضى إتاحة المعلومات على نطاق واسع وأكثر توازناً، وأن وسائل الإعلام الجماهيري ملتزمة بالإسهام الأساسي في هذا المقام، فضلاً عن ضرورة ضمان تنوع مصادر المعلومات بما يتيح لكل فرد تكوين رأيه بصورة موضوعية والتأكد من صحة الوقائع التي تعرضها وسائل الإعلام، وفي هذا السياق نص الإعلان سالف الذكر على أن وسائل الإعلام يجب أن تعمل على إسماع صوت الشعوب المقهورة التي تناضل ضد جميع أشكال التمييز العنصري والقهر.

أيضا نص إعلان المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو على أن احترام حرية الإعلام يقتضى نشر وجهات نظر أولئك الذين قد يرون أن المعلومات التي نشرت  أو أذيعت على الملأ بشأنهم قد ألحقت ضرراً جسيماً بالنشاط الذي يضطلعون به في سبيل مكافحة العنصرية[3].

رابعاً :- أحداث ماسبيرو وانتهاك الحكومة المصرية لالتزاماتها الدولية:

تلخصت أحداث ماسبيرو حسب شهود العيان وتغطية بعض وسائل الإعلام، في قيام عدد من المواطنين المصريين بتنظيم مظاهرة يوم التاسع من أكتوبر من حي شبرا وحتى منطقة ماسبيرو الواقع فيها مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وبجرد وصول المتظاهرين قرب هذا المبنى بدأت قوات الجيش والأمن المركزي بإطلاق الأعيرة النارية ضد المتظاهرين، وقامت بعض العربات المدرعة التابعة للجيش بدهس المتظاهرين، فضلاً عن قيام عناصر مسلحة ترتدي الزى المدني برشق المتظاهرين بالحجارة والزجاج، ثم تبع ذلك قيام الإعلام الرسمي بتوجيه نداء تحريضي للمواطنين بالنزول للشوارع لحماية قوات الجيش من متظاهرين أقباط زعم كذباً قيامهم بإطلاق النار على قوات الجيش. ويتبين من هذه الوقائع الآتي:

  • قيام القوات التابعة للحكومة المصرية سواء من الجيش أو الشرطة بإتيان ممارسات من شأنها التمييز العنصري ضد مواطنين مسيحيين مصريين بسبب تنظيمهم لتظاهرة احتجاجاً على هدم إحدى الكنائس بمحافظة أسوان.
  • قيام الحكومة المصرية ممثلة في قوات الجيش والشرطة باستخدام وتشجيع مدنيين مسلحين على الاعتداء على مظاهرة التاسع من أكتوبر.
  • قيام الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الإعلام بعدم التزام الحيدة وعرض الآراء بشكل متوازن بخصوص أحداث التاسع من أكتوبر بل وبتشجيع المواطنين على الاعتداء على المتظاهرين وذلك بتوجيه نداء تحريضي لهم بالنزول لحماية قوات الجيش، مما أسفر عن نزول الآلاف المواطنين للشوارع وقيامهم بالاعتداء على المواطنين المسيحيين ومحاولة تدمير العديد من ممتلكاتهم.
  • مسئولية الحكومة المصرية عن مذبحة ماسبيرو وفقاً للقانون المصري:

أورد قانون العقوبات المصري العديد من الأحكام التي تنظم التحريض على ارتكاب جناية أو جنحة سواء وصل الأمر إلى ارتكاب الجرائم المترتبة على التحريض أم توقف عند مجرد الشروع في ارتكابها، وفي ذلك تنص المادة 171/1 من قانون العقوبات المصري على أن:

” كل من حرض واحدا أو أكثر بارتكاب جناية أو جنحة بقول أو صياح جهر به علنا أو بفعل أو إيماء صدر منه علنا أو بكتابة أو رسوم أو صور أو صور شمسية أو رموز أو أية طريقة أخرى من طرق التمثيل جعلها علنية أو بأية وسيلة أخرى من وسائل العلانية يعد شريكا في فعلها ويعاقب بالعقاب المقرر لها إذا ترتب على هذا التحريض وقوع تلك الجناية أو الجنحة بالفعل.

أما إذا ترتب على التحريض مجرد الشروع في الجريمة فيطبق القاضي الأحكام القانونية في العقاب على الشروع”.

كذلك عاقبت المادة 172 من قانون العقوبات بالحبس  كل من حرض مباشرة على ارتكاب جنايات القتل أو النهب أو الحرق أو جنايات مخلة بأمن الحكومة بواسطة إحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 171 وإن لم تترتب على التحريض أية نتيجة.

وعاقبت المادة 176 بالحبس كل من حرض بإحدى الطرق المنصوص عليها في المادة 171 على التمييز ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة إذا كان من شأن هذا التحريض تكدير السلم العام.

وبتطبيق النصوص والمبادئ القانونية سالفة الذكر على وقائع يوم التاسع من أكتوبر الماضي، نجد أن قانون العقوبات المصري يجرم التحريض والتمييز ضد طوائف معينة في المجتمع، وهو ما اخترقته قوات الجيش والشرطة ومؤسسة الإعلام الرسمي، بما يعنى أنه يجب أن يكون هناك تحقيقاً جنائياً جاداً حول وقائع قتل المتظاهرين والتحريض ضدهم، وبث أخبار كاذبة مفادها قيامهم بالاعتداء على قوات الجيش.

 

أحداث 19 نوفمبر وتضليل الرأي العام وفقاً للقانون المصري :

يدخل فعل تضليل الرأي العام بوصفه إثم جنائي في إطار الجريمة المسماة ( نشر أخبار كاذبة )، وهى من الجرائم المضرة بالمصلحة العامة، نظراً لتعمد مرتكبها تضليل الرأي العام، وحمله على تبنى وقائع غير صحيحة، خاصة إذا كانت مناقضة لما يحدث على أرض الواقع، وكان فعل التضليل متعمداً لتنفيذ غرض معين.

نظم المشرع المصري التجريم والعقاب في مسألة نشر الأخبار الكاذبة بموجب المادتين 102 مكرر و 188 من قانون العقوبات، حيث نصت الفقرة الأولى من  المادة 102 مكرر من قانون العقوبات على أن ” يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيهاً ولا تجاوز مائتي جنيه كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة ”

كذلك نصت المادة 188 من قانون العقوبات على أن ”

يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر بسوء قصد بإحدى الطرق المتقدم ذكرها أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقاً مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذباً إلى الغير, إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

يقصد بنشر الأخبار والبيانات الكاذبة، إعلان أو إنباء بأمور أو وقائع أو أحداث تثير اهتمام المخاطبين أو بعضهم، ولا يشترط أن يكون الخبر معاصراً، بل قد يكون قديماً، فالمهم أن تكون الأخبار غير معلومة للجمهور قبل النشر، وقدمها صاحبها كذباً على أنها حقيقة ثابتة ومطابقة للواقع.

تعتبر جريمة نشر أخبار أو بيانات كاذبة من الجرائم الشكلية،  حيث تتحقق بمجرد نشر الخبر الكاذب دون تطلب نتيجة فعلية، أي دون اشتراط حدوث تغيير ملموس في العالم الخارجي بالتكدير الفعلي للسلم العام، كحدوث ارتباك أو ذعر أو وقوع ضرر فعلى بالمصلحة العامة، شأنها في ذلك شأن جرائم التحريض غير المتبوعة بأثر، فيكفي في ذلك قابلية الأخبار أو البيانات الكاذبة المنشورة لتكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو الإضرار بالمصلحة العامة.

ويقصد بتكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس، هو كل سلوك يؤدي إلى الإخلال بسلامة المجتمع الداخلي، مما قد يهىء مناخاً لوقوع عدد من الجرائم.

مذبحة ماسبيرو..التحريض على العنف والكراهية

خلفية عن مذبحة ماسبيرو (الأحد 9 أكتوبر 2011)[4] :-

تمت الدعوة للمظاهرة يوم التاسع أكتوبر و التي جمعت مشاركين في مسيرة سلمية بدأت الساعة الرابعة عصرًا من منطقة دوران شبرا مع مشاركين في وقفة صامتة أمام مبنى التليفزيون تهدف إلى التنديد بهدم كنيسة مارجرجس بقرية الماريناب التابعة لمركز إدفو، بمحافظة أسوان؛ وبتواطؤ من محافظ أسوان وأجهزة الأمن هناك، الكنيسة التي مورست فيها الشعائر طوال ثمانين عاما بدعوى أنها بدون ترخيص، وهو المبرر الذي باتت تستخدمه -في الأونة الأخيرة- بعض المجموعات المتعصبة من المسلمين في الاعتداء على الكنائس، وبدلا من أن تردعها السلطات عن ارتكاب جرائمها، بتفعيل القانون وعقاب المحرضين والمتورطين والمنفذين، تمت استعارة منهج وأدوات نظام الرئيس المخلوع مبارك الذي احترف أن يضرب بالقانون عرض الحائط، ودأبت أجهزته الأمنية على عقد جلسات صلح عرفية تضيع معها حقوق الضحايا ويفلت بها المجرمون من العقاب. وهو ما جعل المتعصبون يدركون أنهم سيظلون بمأمن من المحاسبة أمام أجهزة الدولة والسلطات الحاكمة، بالإضافة لفض اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو بالقوة قبل عدة أيام،فانطلقت المسيرة مطالبة بحقوق التظاهر السلمي للأقباط و باعتذار رسمي عن فض الاعتصام بالقوة و لرفض سياسة الدولة في التعامل مع قضايا الأقباط،تنطلق المسيرة من دوران شبرا في الساعة الرابعة مساء و تستمر حني تصل إلى مبنى الإذاعة و التليفزيون.

في انتظار وصول المسيرة الكبيرة تجمع بعض المتضامنين معها أمام ماسبيرو،وجدوا ماسبيرو محاطا بالأسلاك الشائكة و أمامها و ورائها رجال الشرطة العسكرية.

في الطريق شاهد النشطاء سيارات شرطة مليئة بالأمن المركزي و ضباط شرطة،و بقرب وصول المسيرة تم عمل كردون على كل من سبقها إلى هناك من الشرطة العسكرية و بدأوا يطلقون النار في الهواء من أمام و خلف الأسلاك الشائكة و من الكردون. و حاول بعض المتظاهرين الخروج و الانضمام للمسيرة الكبيرة،و بدأ مسلسل الهلع و الرعب،فتم قطع الكهرباء عن المنطقة تماما و جرى المتظاهرون في كل مكان نتيجة لاعتداء قوات الشرطة العسكرية عليهم بشكل مباشر عن طريق الركل أو الضرب بالعصي أو عن طريق إطلاق الرصاص الحي في الهواء و على المتظاهرين،

في نفس الوقت انضم إلى قوات الشرطة العسكرية بلطجية بزي مدني و أسلحة بيضاء،كانوا يتصيدون المسيحيين و يقتلونهم أو يضربونهم حتى الإغماء و أي متظاهر كان يحاول الفصل سواء مسلم أو مسيحي كان يتم الاعتداء عليه في وجود قوات الشرطة العسكرية كمتفرج،و بعد قليل انضمت قوات الأمن المركزي إلى المشهد بالقنابل المسيلة للدموع،و بضرب و سحل و اعتقال المتظاهرين حتى منطقة وسط البلد و الشوارع الجانبية،و هنا تختلف الشهادات،حول رمي قوات الشرطة العسكرية لبعض جثث المتظاهرين في النيل قرب ماسبيرو،و حول تجميع بعض الجثث في مدخل عمارة قريبة،و عن اشتراكهم في التعدي على أي مسيحي موجود في المنطقة مع مجموعات البلطجية،و لكن تتفق الشهادات على استخدامها للرصاص الحي ضد المتظاهرين،و تتفق الشهادات – المصورة أيضاً – على دهس المتظاهرين بمدرعة تابعة للجيش أمام ماسبيرو.

إذن فطبقًا لما تم توثيقه في لقطات الفيديو وشهادات شهود العيان على (جريمة ماسبيرو)، فقد قامت الشرطة العسكرية والأمن المركزي بتفريق المتظاهرين عن طريق استخدام المدرعات في دهسهم وإطلاق الأعيرة النارية عليهم، وقام المتظاهرون برشق أفراد الأمن بالحجارة وإحراق مدرعة تابعة للجيش، ثم قام الجانبين بتبادل التراشق بالحجارة.

واتخذت الأحداث منعطفًا آخر عندما انضم لصفوف الجيش في هجومها على المتظاهرين حوالي الساعة التاسعة مساءً مواطنين بزي مدني، وتواردت الشهادات بأنهم من الأهالي المسلمين من منطقتي بولاق أبو العلا وغمرة، واستمرت عمليات الكر والفر وإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية من أفراد الجيش والشرطة حتى ساعة متأخرة من المساء.

كان المصابين و الشهداء يذهبون إلى المستشفي القبطي،و الخالي تماما من الحراسة،حتى اضطر بعض النشطاء و المتضامنين إلى حراسة المستشفى من هجمات البلطجية في بعض الأحيان،و ظلت ساحة معركة حتى تفرق الجميع بين المستشفى القبطي و مجموعة حأولت العودة إلى ميدان التحرير،و لكنها لم تنجح في ذلك نظراً لأن قوات الشرطة العسكرية أغلقته من مداخل عبد المنعم رياض و محمد بسيوني و طلعت حرب.

و كذلك تم اقتحام من قبل فرق الشرطة العسكرية لمكاتب فضائية (الحرة) وفضائية (25 يناير) خلال تلك الأحداث وقطع البث المباشر عنهما، و كان هناك الدور التحريضي الذي قام به الإعلام الرسمي التابع للدولة. وتشير دلالات كثيرة بوجود صلة مباشرة بين هذه الأحداث وما تبعها من اشتباكات ذات صبغة طائفية بين أهالي المناطق المجاورة والمتظاهرين المؤيدين لحقوق الأقباط، والتحريض السافر من الإعلام الرسمي ضد المتظاهرين، حيث تخلى التلفزيون الرسمي للدولة عن المهنية وأذاع أخبارًا عن إطلاق المتظاهرين الأقباط أعيرة نارية على جنود القوات المسلحة تسببت في قتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات، دون الإشارة إلى الضحايا من المتظاهرين اللذين تم تجاهلهم تماما، كما بلغ انعدام المسئولية لدى القائمين على الجهاز الإعلامي الرسمي حد أن أذاع التليفزيون نداء تحريضي موجه للمواطنين المصريين للنزول إلى الشارع وحماية الجيش من “اعتداءات المتظاهرين الأقباط”

في خضم الأحداث ألقت الشرطة العسكرية القبض على عدد غير محدد من الأشخاص في نفس اليوم، وقررت النيابة العسكرية حبسهم خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيق، و راح ضحيتها ما لا يقل عن 25 قتيلاً و300 مصابًا، بعضهم كان في حالة حرجة.

 

منهجية التحليل و اختيار العينة :-

أولا : اعتمد التقرير على تحليل مادة مرئية حجمها 270 دقيقة من التغطية الإخبارية المباشرة في فترة وقوع الحدث من قناة النيل الإخبارية (تم الحصول عليها من قناة اليوتيوب الرسمية للنيل للأخبار).[5] وتم التركيز بشكل أساسي على الإفادات الميدانية من خلال حوار مذيع الأستوديو هاتفيا مع المراسلين الميدانيين إلى جانب البيانات الإخبارية التي يلقيها مذيع النشرة شفهيا وصفا للأحداث، ورصد صياغات الأخبار على سترابات الأخبار الأساسية .

 وكانت أدوات التحليل كالآتي :

  • التفريغ المكتوب للمادة الإعلامية الخبرية الملقاة بشكل منطوق من مذيعى الأخبار والمراسلين الميدانيين على مدار المدة.
  • تحليل مدمج لبعض المؤشرات الكمية والكيفية للمادة الخبرية.
  • تحليل صياغات وتتابع النصوص الإخبارية على الأحزمة العاجلة “الرئيسية” News Straps
  • تحليل كيفي لنوعية الاتصالات الهاتفية بـ (خبراء وأطراف معنية وشهود عيان ومسئولين رسميين.. الخ )

ثانيا: الاستعانة بعدد من التصريحات الصحفية المختلفة لمسئولين إعلاميين (وزير الإعلام “أسامة هيكل”، الإعلامية “رشا مجدي” )

ثالثا: أهم ما تم نشره والتصريح به عن تقرير اللجنة الإعلامية المستقلة التي شكلها وزير الإعلام لتقييم أداء الإعلام الرسمي في تغطية الحدث.

 

 

تحليل التغطية الإخبارية لقناة النيل للأخبار..ومذبحة ماسبيرو

هل كانوا حقا متظاهرين” أقباط” ؟؟

تعتبر اللغة المستخدمة في صياغة الخبر الوسيط الناقل الأهم ليس في شرح “ما” يحدث وحسب وإنما أيضا تلعب دورا هاما في تشكيل اتجاهات ووعي الجمهور حول “لماذا؟” يحدث، وإن كان ذلك ينطبق بشكل عام على صياغات الأخبار والأحداث فإنه يكون ذو تأثير أقوى في تغطية حدث يمثل أزمة كبرى تهدد الأمن والسلم الاجتماعي من جانب، وعندما تتعلق اللغة بتسمية أطراف الحدث التي تفتح مساحة هامة لعقلية ووعى الجمهور في استقراء الأسباب والدوافع وراء الحدث في وقت ما زال فيه الواقع ضبابيا وغير واضح المعالم وليس هناك أسباب واضحة يصدرها الجهاز الإعلامي كتفسير وتوصيف للحدث عندما يكون في مرحلة (نقل الحدث) وليس تفسيره.

فمن أكثر الانحيازات التي رصدناها في التغطية الإخبارية لقناة النيل للأخبار هو الحرص والإصرار على وصف المتظاهرين بالـ “أقباط” مما يعني ضمنيا وضع فئة من فئات المجتمع المصري في مقابل المؤسسة التي تراها قطاعات عريضة من المجتمع المصري الكيان الراسخ و الأهم والأقوى و المسئول عن إدارة الدولة المصرية في تلك الآونة،  إلى جانب أنها خلطت بين “المجلس العسكري”  كجهاز مسئول عن الإدارة السياسية وبين الجيش المصري وجنوده بشكل عام في الإشارة للمجلس العسكري فى سياق تغطية الحدث ،مما يعني ضمنيا أن الصدام كان مع المؤسسة العسكرية كلها و ليس فقط الفرع السياسي منها، فضلا عن ما تم نسبه لتلك الفئة من أفعال اعتداء وقتل لأفراد القوات المسلحة.

ولم نجد على مدار رصد التغطية أدنى محاولة لتوصيف أكثر موضوعية وأكثر مراعاة لحساسية وخلفيات التوتر الاجتماعي الطائفي في مصر.

والتساؤل الذي نطرحه ..أنه على مدار التغطية أكد المراسلون الميدانيون في توصيفهم لطرف المتظاهرين بأنه غير واضح ومحدد ولا يمكن الجزم بهويتهم واتجاهاتهم، ففي بداية الحدث قسم المراسلين طرف المتظاهرين إلى المتظاهرين الواقفين أمام ماسبيرو والمتظاهرين القادمين من شبرا، ومع مرور الوقت استطاع المراسلين استيضاح أن هناك عناصر مثيرة للشغب غير المتظاهرين السلميين، ولكن لم تنعكس تلك الإفادات إلى تعديلات وتوضيحات في الصياغات الأساسية للأخبار سواء في بيانات مذيع الأستوديو الرئيسية أو على شريط الأخبار الرئيسي، حيث ظل التوصيف طيلة فترة التغطية بأنهم “المتظاهرون الأقباط”.

وبالرصد الكمي لعدد مرات ذكر كلمة “متظاهرين” في مقابل إقرانها بوصف “أقباط” على مدار 270 دقيقة سواء على لسان مذيع الأستوديو أو المراسل، وجدنا الآتي:

كلمة ” متظاهرين” كلمة “متظاهرين أقباط”
28 مرة 35 مرة

مع ملاحظة أن كلمة “متظاهرين” تُذكر في معرض الحوار؛ حيث ذُكر أغلبها في سياق الاختصار أثناء حوار مذيع الأستوديو مع المراسلين  أو من المراسلين أنفسهم في سرد الأحداث، على عكس إقرانها بصفة “أقباط” في معرض صياغات إخبارية رئيسية للأحداث كتوصيف دقيق للفاعل الأساسي في الحدث.

فهل كان من الممكن أن تكون تسمية طرف المتظاهرين: المتظاهرين المؤيدين لحقوق الأقباط، أو المتظاهرين المحتجين على التعدي على الكنائس ؟؟ خاصة بعد أن ثبت وجود متظاهرين “مسلمين” في المسيرة؟.!

هل كان ماسبيرو متوازنا في تغطية الحدث؟؟

يحتاج الأداء الإعلامي – وخاصة الإعلام الرسمي الممثل للدولة – إلى ضرورة أن يتسم بالتوازن الداعم لمعيار الحيادية التامة في نقل وتغطية الأخبار الخاصة بالأزمات الكبرى التي تمثل تهديدا عاما للمجتمع فلا يجنح إلى التهويل والتضخيم والتصعيد الذي يؤدي إلى مزيد من الإثارة والقلق لدى الجماهير عامة،  ولا يميل إلى التهوين الذي يقلص من حجم الخطورة الحقيقية التي تنطوي عليها الأزمة على نحو قد يولد مزيدا من الأزمات.

ولتحقيق التوازن يجب أن يراعي الجهاز الإعلامي عددا من العناصر المتعلقة بالحدث وأن يكون متوازنا في تغطية كل عنصر منها.

فمثلا فيما يخص التوازن في توصيف ونقل الأفعال التي يقوم بها كل طرف من أطراف الأزمة، نجد أن ماسبيرو عانى خللا صارخا على مدى 270 دقيقة من التغطية الإخبارية أدى إلى ترسيخ صورة حول الطرف المقابل لقوات الجيش وهم المتظاهرون بأنهم مجموعة من المجرمين والمعتدين المسلحين الذين قاموا بقتل جنود القوات المسلحة بأسلحة نارية والتعدي عليهم بالضرب والسب إلى جانب محاولة اقتحام مبنى ماسبيرو، فيما ينسب كل الأفعال الهادئة والعاقلة لاحتواء الأحداث إلى قوات الجيش، ويُلخص الجدول التالي أهم ما جاء من صياغات على لسان مذيع الأستوديو أو المراسلين الميدانيين في وصف أفعال كل طرف أثناء فترة الأزمة تتابعيا على مدى 270 دقيقة من التغطية الحية المباشرة أثناء وقوع الأحداث، وقد تم تحديد طرفين رئيسيين في الحدث وهما: قوات الجيش والشرطة والدفاع المدني من جانب، والمتظاهرين “الأقباط” من جانب آخر.

 

الفعل  /رد الفعل قوات الجيش والشرطة والدفاع المدني المتظاهرين “الأقباط”
·   التواجد أمام ماسبيرو

·   فرض كردون أمني بالحواجز الحديدية أمام مبنى ماسبيرو وإغلاق كل مداخله

·   حاول الجيش أن يجعلهم يقفوا بجانب الطريق

·   إطفاء الحرائق

·   التعامل بهدوء – محاولة السيطرة على الموقف

·   الجيش يقوم بمحاولات علاج المصابين المتظاهرين

·   الامتناع عن إطلاق النار “لم تأت إليهم أوامر بذلك”

·    قطع طريق الكورنيش

·    رشق قوات الجيش والشرطة بالحجارة

·    إطلاق الرصاص”الرش”على قوات الجيش

·    أشعلوا النيران في عدد من العربات التابعة للقوات المسلحة

·    أحرقوا عدد من السيارات على كورنيش النيل وأتوبيس نقل عام

·    تحطيم العربات المتواجدة أمام مبنى ماسبيرو

·    محاصرة ماسبيرو من جميع الجهات

·    محاولة اقتحام مبنى ماسبيرو

·    رشق بالزجاجات الحارقة والمولتوف

·    سب الجنود والموظفين الذين يتابعون الأحداث من ماسبيرو

نستطيع أن نرى ونلاحظ أن الصياغات الخبرية كافة  قامت بوضع طرف في خانة الهادئ والعاقل والمصاب والمُعتدى عليه، وطرف آخر ذو أفعال جنونية خرقاء غير مبررة مما يدعم إستعداء وتأجيج الرأى العام تجاه طرف فى مقابل الآخر.

وهذا ما سوف يتضح حينما نستعرض كافة الصياغات الخبرية التي تندرج تحت إطار التفسير والتعليل لأسباب وقوع الحدث، ونعرض منها الأمثلة التالية:

  • النصف ساعة الأولى على لسان المراسل الميداني:  أنا أقول إن المتظاهرين الذين كانوا واقفين أمام مبنى ماسبيرو كانوا سلميين، لكن المظاهرة القادمة من شبرا من الواضح أنها لم تكن سلمية بشكل ما لأنهم قطعوا الطريق وحينما حاول الجيش أن يجعلهم يقفون بجانب الطريق أطلقوا عليه نوع من الرش أو من الرصاص عليه، فاضطر الجيش أن يطلق أعيرة نارية صوتية في الهواء ليفرق المتظاهرين، وإذ فجأة تحول المتظاهرون قنابل من الزجاج وكراسي وأخشاب وأدوات ترمي على القوات المسلحة..
  • النصف ساعة الثانية على لسان المذيعة :…. قامت قوات الأمن بفرض كردون أمني بالحواجز الحديدية أمام مبنى ماسبيرو وإغلاق كل مداخله لضمان عدم اقتحامه من قِبل المتظاهرين بعد أن حاول بعض المتظاهرين بالفعل اقتحام المبنى وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة مما أدى إلى التعامل السريع من الجيش مما أدى إلى تصاعد الأمور بهذا الشكل….
  • النصف ساعة الرابعة على لسان المذيع:… بدأت الأحداث بمسيرة جاءت إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون احتجاجا على أحداث قرية المريناب وبعد ذلك انضمت للمسيرة مظاهرة تضم حوالي عشرة آلاف قبطي من منطقة شبرا في محاولة للتظاهر وتحول الأمر إلى احتكاك ومحاولة لاستثارة جنود الجيش والشرطة المتواجدة أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون لتأمينه، تم هذه الاحتكاك ونتج عنه الكثير من المناوشات التي انتهت باستشهاد ثلاثة من جنود الجيش وإصابة مائه، وأيضا بحسب حصيلة أولية، هناك 9 إصابات في صفوف المتظاهرين.
  • النصف ساعة السادسة على لسان المذيع :…..وبدأت الأحداث اليوم من خلال تظاهره انضم إليها عشرة آلاف في مسيرة قادمة من منطقة شبرا احتجاجا على تصريحات وصفت بأنها مستفزة من جانب محافظ أسوان فيما يتعلق بأحداث قرية المريناب، واحتك المتظاهرون أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع قوات الجيش المتواجدة أمامه لتأمينه وتبادلوا إلقاء الحجارة عليهم وبحسب الروايات من صفوف جنود الجيش أنه تم إطلاق النار عليهم…

،،، ومثال آخر على خلل التوازن، هو التوازن في تغطية الإصابات والقتلى من الجانبين، والذي يعتبر مؤشر عملي حول حجم الحدث وتحديد فعلى يوضح من هو الطرف المُعتدى والطرف المُعتدى عليه، فنجد على مدار أكثر من ساعتين من بداية تغطية الحدث تزايد عدد القتلى في صفوف الجيش من شهيد إلى ثلاثة شهداء ،ومن مصاب واحد إلى العشرات من المصابين ثم مائه مصاب، في حين ظلت على جانب المتظاهرين “إصابة 9 متظاهرين” !!

وبأول تصريح لوكيل وزارة الصحة في النصف ساعة الأولى من الساعة الثالثة لتغطية الخبر كان الإعلان عن 140 مصاب و12 قتيل من الطرفين،لتتزن بعد ذلك التغطية بين إصابات وقتلى الطرفين، وليتضح لاحقا أنه لا قتلى من جنود القوات المسلحة !

ويوضح الجدول التالي رصد لتغطية أعداد القتلى والمصابين من جنود القوات المسلحة في مقابل المتظاهرين على مدى 270 دقيقة:

 

 

المساحة الزمنية صياغة معلومات المصابين والقتلى من الجيش والشرطة صياغة معلومات المصابين والقتلى من المدنيين
النصف ساعة الأولى ·   شهيد وعشرين مصاب من الجيش ·   9 إصابات من المتظاهرين
النصف ساعة الثانية ·   شهيدان وثلاثين مصاب من القوات المسلحة

·   شهيدان وأكثر من ثلاثين مصاب

·   9 إصابات من المتظاهرين
النصف ساعة الثالثة ·   استشهاد ثلاثة من جنود الجيش وإصابة العشرات ·   إصابة نحو 9 متظاهرين
النصف ساعة الرابعة ·   ثلاثة شهداء وعشرات المصابين معظمهم في حالة خطيرة من الجنود

·   استشهاد ثلاثة جنود وإصابة مائة

·   9 إصابات في صفوف المتظاهرين
النصف ساعة الخامسة ·   ثلاثة شهداء وحوالي مائة مصاب من قوات الأمن ·   …………
·   عدد المصابين من الطرفين وصل إلى 140 مصاب

·   “تصريح على لسان وكيل وزارة الصحة باتصال هاتفي”

·   الإستراب: ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث ماسبيرو إلى 12قتيلا

النصف ساعة السادسة ·   ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث ماسبيرو إلى 12 قتيلا

·   تصريح وكيل وزارة الصحة : 3 قتلى و140 مصاب

·   ارتفاع عدد القتلى إلى 17 قتيلا

النصف ساعة السابعة ·   ارتفعت حصيلة القتلى إلى 19 قتيل و 159 مصاب ” بحسب تصريحات وزارة الصحة ”

·   أوضح بيانا لوزارة الصحة أن المستشفي القبطي استقبل أربعين مصابا 17 حالة وفاة ومعهد ناصر استقبل 57 مصابا  والهلال استقبل 21 مصابا، وبولاق العام 14 مصابا والقصر العيني 3 مصابين وكوبري القبة 21 مصابا وحالتي وفاة

فنجد أن التوازن في التغطية الإعلامية لمعلومات الإصابات والقتلى عانت خلل شديد على مدار ساعتين كاملتين وهم بداية وذروة الحدث، حيث ركزت على وجود “شهداء” ومصابين من الجنود والقوات المسلحة ،وكانت وتيرة تزايد أعدادهم أسرع كثيرا من الرصد الخبري لإصابات وقتلى الطرف الآخر، مما يعطى انطباع بالذعر وبوجود مجزرة لرجال القوات المسلحة على أيدي “المتظاهرين الأقباط” !!!

إلى جانب أيضا أنه في مقابل الذكر التفصيلي والمتزايد لقتلى ومصابي جنود القوات المسلحة وعدم تحديث أي بيانات عن الجهة المقابلة من المتظاهرين والمدنيين، تم أيضا إذاعة فقرة مصورة في النصف ساعة الرابعة مع الجنود والضباط المصابين بوحدة الرعاية الطبية بماسبيرو وإجراء حوارات مصغرة معهم حول شهاداتهم على الأحداث ،مما زاد من عدم التوازن الصارخ في التغطية الإخبارية للحدث والذى يدفع إلى تبنى المشاهد لاتجاه صارخ وواضح حول حقيقة الأحداث يؤدى به للذعر الشديد واستعداءه على الطرف الآخر للحدث والذي تركزت تسميته بـ (المتظاهرين الأقباط) في غالب وقت التغطية.

من هو المصدر الحقيقي للخبر في ماسبيرو ؟؟

ومن الجدير بالذكر أيضا حول تغطية المراسلين الميدانيين للإصابات وحالات الوفاة أنهم لم يفيدوا على مدار كامل إفاداتهم (وخاصة المراسلة المتواجدة بوحدة الرعاية الطبية بماسبيرو) بأنهم شهدوا بأعينهم حالات إصابات بالطلق الناري بين جنود القوات المسلحة، حيث انحصر وصف الإصابات بأنها ناتجة عن الضرب بالحجارة والعصي والتأكيد على أن واقعة إطلاق النار على جنود القوات المسلحة هي أقاويل وروايات لم يشهدوا لها أي شهادات حية بأعينهم، ونورد أمثلة لإفادات المراسلين عن الإصابات والقتلى :-

  • المراسلة الميدانية من وحدة الرعاية بماسبيرو :.…… والإصابات متنوعة ما بين خبطات على الرأس، لكن ما علمته إنها إصابات كلها بالحجارة أو بخبطات بالشوم والعصي، ولا يوجد هنا أحد المصابين بطلق ناري وفقا للمعلومات التي وردت إلينا ولكن قد يكون هناك تضارب في المعلومات….
  • في النصف ساعة الرابعة حوار بين المذيع والمراسلة الميدانية بالوحدة الطبية بماسبيرو :

المذيع:…. أنتي تحدثتي أن معظم الإصابات نتيجة إلقاء حجارة، وهناك حديث ومعلومات واقاويل أن هناك إطلاق نار من المتظاهرين على الجيش، هل من خلال الإصابات والوفيات الموجودة لديك ما يؤشر إلى وجود إطلاق نار ؟

المراسلة:… ما رأيته بعيني لا يجزم أن هناك إطلاق نار لكن الروايات تقول إن هناك إطلاق ناري.

المذيع: الروايات تقول أن هناك إطلاق نار عليهم لكن ما رأيتيه بعينك هي إصابات نتيجة قذف بالحجارة؟

المراسلة: نعم لم أشهد طلق ناري بعيني، وما أراه الآن هو إصابات بالحجارة لكن هناك عدد من جنود الأمن المركزي يؤكدون أن هناك طلق ناري ولكن هذا لم أراه بعيني.

وعلى الرغم من ذلك ظلت الصياغة الأساسية للخبر بأن ” المتظاهرون الأقباط قاموا بإطلاق النار على جنود الجيش”، فهل نستطيع أن نتساءل : لماذا كان الإصرار على خبر قوى وصادم ومثير دون أدنى تأكيد من قبل المراسلين الميدانيين أو بنسب الخبر أو التصريح لمصدر مسئول من القوات المسلحة ؟؟

ومثال يوضح أهمية ذلك التساؤل عن من هو المصدر الثاني الخفي في صياغة الأخبار بماسبيرو هي واقعة إذاعة أول خبر عن استشهاد احد جنود القوات المسلحة في النصف ساعة الأولى من تغطية الحدث :

  • أول تصريح جاء بسقوط شهيد وعشرون مصابا من القوات المسلحة (في النصف ساعة الأولى) وكان نصه:

المذيع: أرجو حسام (المراسل الميداني ) أن تبقي معي لنذيع هذا الخبر العاجل، حيث سقط شهيد وعشرون مصابا، من جنود الجيش بعد إطلاق النار عليهم من قبل المتظاهرين

وقد جاء بإذاعة مباشرة كلامية على لسان مذيع الأستوديو في النصف ساعة الأولى، دون ذكر مصدر الخبر وعلى الرغم من تواجد المراسل الميداني معه من أمام ماسبيرو على الهاتف لحظة مقاطعته وإذاعة الخبر. فمن هو مصدر الخبر؟؟!!

ومحاولة لاستجلاء أو طرح إجابة ما على ذلك التساؤل،نستدعى جزء من المداخلة التليفونية للمذيعة رشا مجدي في برنامج “العاشرة مساء” بعد تعرضها لهجوم ونقد شديد حول تعليقها على الأحداث أثناء وقوعها واتهامها بالتحريض على القتل ودعوة المواطنين المصريين النزول لحماية جنود القوات المسلحة..

رشا مجدى : اللى حصل عشان أوضح ..إن الاستراب اللى اتكتبت تحت ..اللى هى اتكتبت “أقباط يرشقون القوات المسلحة” أو كدة..تم ملى الخبر ده للمحررين وللناس ..من شخص ما ..مسئول ما ..هذا المسئول إدى الخبر ده للنايل تى فى ..وإدى الخبر ده لأخبار مصر..وإدى الخبر ده لقناة النيل للأخبار…..

لأن اللى بيشتغل فى التلفزيون معندوش القدرة ان هو ياخد خطوة أو يكتب خبر زى ده على سترابة من غير ما يكون مسئول مديهاله..خالص..علشان أكون واضحة ..فزى ما وزير الإعلام قاللك ان فى أخطاء ..بس الأخطاء مكانتش لا من المحررين ..ولا من المذيعين اللى كانوا بيديروا العملية ساعة الموضوع ده …..

من دلوقتى بعلنهالك .. أنا مستعدة سيب الإعلام فى اللحظة دى وأمشى اذا كانت المشكلة هى رشا …بس المشكلة فى القائمين على الخبر ..فى القائمين على العملية الاعلامية ..هم اللى مخليين المذيعين تايهيين .. وبقالنا كتيير تايهيين

لماذا نعتبر ماسبيرو محرضا ؟؟

ونستطيع أن نجد رابط منطقي بين دور التغطية الإخبارية غير المتوازن في التحريض أو استعداء أطراف خارج الحدث لتكن جزءا من الحدث مع طرف ضد آخر، عندما تم اذاعة اول خبر بعد حوالي أكثر من ساعة من تغطية غير متوازنة من قِبل المراسل الميداني أثناء حواره مع المذيع عن دخول طرف ثالث في مشهد الأحداث وهم (أهالي بولاق أبو العلا)، وتكمن الأزمة الأكبر في شكل صياغة المراسل للخبر الذي أعطى انطباعا إيجابيا حول نزول الأهالي ودورهم في تأمين منطقة الكورنيش والحول دون اشتباك المتظاهرين مع جنود القوات المسلحة، وكان كالتالي :-

  • (في النصف ساعة الثالثة) أول إعلان عن توجه مواطني بولاق أبو العلا لمهاجمة المتظاهرين الأقباط :-

المراسل الميداني :هل تسمع هذه الصيحات الشديدة الآن؟

المذيع: نعم أسمعك.

المراسل الميداني: من الواضح أن بعض المواطنين من منطقة بولاق يحاولون الهجوم على المتظاهرين الأقباط لا ادري لماذا، بعضهم يقول أن رؤيتهم للعساكر وهي تموت وتصاب أمامهم دفعت بعض المواطنين من المناطق المحيطة بماسبيرو يحاولون الدخول والتعامل مع المتظاهرين، ولكن الشرطة تحجز بين الفريقين.

  • وفي النصف ساعة الخامسة في حوار بين المذيعة والمراسل الميداني من أمام الكورنيش بالقرب من وزارة الخارجية :

المذيعة: منذ قليل ذكر لنا موفدنا أن الكثير من أهالي بولاق يتجمعون ويستعدون للاتجاه لمنطقة ماسبيرو لحماية الجيش بعد سماعهم عن الاشتباكات بين المتظاهرين والجيش.

مراسل الكورنيش: نعم هناك المئات من أهالي بولاق يتجمعون في المنطقة بين وزارة الخارجية و ماسبيرو، المئات والكثير منهم يحاولون تأمين المكان والقضاء على أي مناوشات بين المتظاهرين والجيش.

  • في النصف ساعة الخامسة في حوار بين المذيعة ومراسل الكورنيش :

المذيعة: كان فيه مشكلة بأنه المتظاهرين الأقباط قطعوا الطريق وكان فيه مشكلة أن سيارات الإسعاف أن تصل للمبني.

مراسل الكورنيش: الطريق الآن مفتوح في قدومها من ناحية وزارة الخارجية وسيارات الإسعاف تمر بسهولة وترجع بسهولة، لأن أهالي بولاق يقومون بتأمين منطقة الكورنيش.

  • وفي النصف ساعة الخامسة في حوار بين المذيع وموفد قناة النيل في منطقة الكورنيش:

المذيع : ويبدو لي من المشهد إن أهالي منطقة بولاق وحتى منطقة روض الفرج انضم بعض الأهالي إلى المكان ويبدو أن لهم دور كبير في السيطرة على الأوضاع، والأمور تبدو هادئة إلى حد بعيد.

المراسل :….. ولكن قيل لي أيضا إن بعض الأهالي كان لهم دور كبير في السيطرة على الأمر وتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الجيش وبعضهم اتجه إلى منطقة الزمالك واعتلا كوبري 6 أكتوبر وحاولوا إبعاد المتظاهرين بأكبر قدر ممكن وبالفعل المتظاهرون الذين كانوا يلقون الحجارة فروا من المكان من جهة منطقة 6 أكتوبر.

المذيع: سعيد أنت تشير إلى نقطة بالغة الأهمية في سياق المعالجة لهذا الحدث وهي الدور الشعبي في التعامل مع الأمر، هل لمست من قيادات الشرطة والقيادات العسكرية عندك أي منهم يلتقط هذا الخيط ويوجه هذا التفاعل الشعبي لاحتواء الموقف؟

المراسل: بالفعل أنا حاولت أن اتصل بقيادات من الشرطة والجيش وخاصة من الأمن المركزي لكن تبدو الأوضاع الحالية صعبة للحصول على تعليقات منهم على الموقف، ولكن ما يبدو لي أحمد أن نسبة وجود المدنيين من أهالي المنطقة نسبة كبيرة بالنسبة لقوات الأمن المتواجدة في المكان وهذا ما يرجح دور الأهالي في أنهم هم من تصدوا للمتظاهرين بشكل كبير.

وعن الأداء المهني للمراسلين الميدانيين

لوحظ اعتماد المراسلين الميدانيين على التخمينات الشخصية، والتهويلات، والصياغات المشتتة والانفعالية والتخمينات الشخصية في صياغة الخبر في مقابل الاهتمام بنقل حقائق موضوعية، فضلا عن اعتماد المذيعين على تلك المادة بما فيها في إعادة وتحديث صياغة الأخبار، فعلى سبيل المثال :-

  • (في النصف ساعة الأولى ) المذيع مخاطبا المراسل الميداني أمام ماسبيرو : أنت ذكرت أن هناك محاولات للمتظاهرين لتجميع أنفسهم مرة أخري وإنهم ربما يحاولون الهجوم على المبني….. (وتم صياغة الخبر بعد ذلك بأن قوات الجيش تحمى مبنى ماسبيرو من محاولات المتظاهرين “الأقباط” اقتحام المبنى).
  • على لسان المراسل الميداني في النصف ساعة الأولى :… أمامي مجموعة كبيرة من جنود القوات المسلحة والأمن المركزي مصابون وأشاهدهم بأم عيني يدخلون مصابون لا أدري هل هم ميتون أم أحياء (تشتت وانفعال وعدم دقة!!)، لكنهم كانوا مصابون منهم من ينزف ومنهم غير ذلك، ماسبيرو الآن محاصر من جميع الجهات، قوات الأمن تحاول منع المتظاهرين من الوصول لمبنى ماسبيرو حتى لا يحولوا إشعال النار فيه أو يفعلوا ما يفعلوا (!!)، ولكن الأمور بدأت تهدأ قليلا، بدأ يظهر بعض المصابين من داخل المتظاهرين يسلمون للجيش والجيش يقوم بمحاولات لعلاجهم. (!!!!!)
  • في النصف ساعة الثانية على لسان المراسلة من العيادة الطبية لماسبيرو : الإصابات خطيرة يعني منظر الدماء يغطي كل المتواجدين تماما (!!)،  قيل في الأول في أحد المجندين توفي ولكن نحن نتحدث الآن عن شهيدين حتى الآن وفق التقارير المبدئية (من مصدر تلك التقارير؟) وعدد كبير جدا من الإصابات وعدد كبير من المصابين يدخل إلى العيادة أثناء حديثنا…….
  • في النصف ساعة الثانية على لسان المراسل الميداني من أمام مبنى ماسبيرو: الوضع الآن المتظاهرون الآن يحاولون تجميع صفوفهم مرة أخري محاولات غريبة لا أدري هل هي محاولة للهجوم أم محاولة للاقتراب، وهناك مجموعة من الأفراد يقفون بشكل سلمي أمام المبنى والجيش يتركهم في حالهم، لا يتحدث معهم وهم مسالمون تماما، أما هناك مجموعات تتجمع حول قوات الأمن من اليمين واليسار وقوات الشرطة والجيش تمنعهم من الاقتراب من المبنى بشكل ما ولا ادري ماذا يريدون هل الاعتداء عليهم أم يحاولون الاقتراب من مبنى ماسبيرو، ولكن من الناحية الأخرى لمبنى ماسبيرو من ناحية أبو العلا قوات الشرطة تقطع الطريق عن مجموعة من المئات من المتظاهرين أمام مبنى وزارة الإعلام الآن، بعض الأتوبيسات يأتي فيها بعض المتظاهرين، أعدادهم بالمئات……. لا ادري الآن من أين يأتي هؤلاء ولكن أظن أن هؤلاء المتظاهرون من المتظاهرون الرئيسيين الذين حضروا من شبرا من وقت سابق بعد أن فرقهم الجيش تجمعوا مرة أخري.

 

 

فض اعتصام مصابي الثورة..وتضليل الرأي العام

خلفية عن أحداث التحرير[6] يوم السبت 19 نوفمبر 2011:-

بعد مليونية يوم الجمعة 18 نوفمبر التي دعت إليها أغلب القوى السياسية ضد وثيقة مبادئ فوق دستورية –وثيقة السلمي – و مطالبة بتسليم السلطة لقوى مدنية، رحل المتظاهرون و بقى في الميدان اعتصام صغير جداً لحوالي 25 مصاب من مصابي ثورة 25 يناير 2011، كان هذا الاعتصام بدأ من قبلها بأربعة أيام و لكنه كان أمام مجمع التحرير فقط، فانتقل بعضه إلى الصينية في منتصف الميدان، وفي حوالي التاسعة صباحاً من يوم السبت، حاولت قوات الشرطة فض الاعتصام بعنف مبالغ فيه، أدى إلى ضرب و سحل المصابين على الأرض بشكل همجي و عنيف، و ضرب بعضهم بالعصي و التهديد بالاعتقال، و احتلت قوات الأمن المركزي الصينية، انتشر الخبر و بدأت الجموع تتوافد إلى ميدان التحرير لحماية مصابي الثورة من عصى الأمن، ومع ازدياد الأعداد بدأ التكتل أمام قوات الأمن في الصينية و بدأ من جانبهم إطلاق عنيف للقنابل المسيلة للدموع و تساقطت حالات من الاختناق و بدأ الجري في كل مكان، و كر و فر لمدة ثلاث أو أربع ساعات مع إطلاق كثيف للقنابل داخل الميدان و في شارع محمد محمود حتى استطاعت تفريق المتظاهرين إلى شوارع طلعت حرب و قصر النيل، و دخلت قوات الأمن مرة أخرى إلى الميدان من محمد محمود و شارع القصر العيني.

مع انضمام مجموعات من الألتراس و مسيرة قادمة من شبرا للتضامن، استطاع المتظاهرون العودة مرة أخرى إلى الميدان، و تراجعت قوات الأمن إلى شارعي القصر العيني و محمد محمود مرة أخرى، و مع زيادة الأعداد تراجعت القوات إلى شارع محمد محمود فقط و بدأت ساحة المعركة هناك، استخدام كثيف للقنابل المسيلة للدموع داخل الميدان، و استخدام الخرطوش بكثافة شديدة، و عمليات كر و فر لأول الشارع عند مبنى الجامعة الأمريكية و رجوع إلى منتصف الشارع عند مبنى المكتبة، و بالطبع تساقط أعداد كبيرة من المتظاهرين، سواء بحالة اختناق أو إصابة بالخرطوش أو الطوب أو أكثر من ذلك حيث بدأ إطلاق الرصاص المطاطي في مستوى أعين المتظاهرين عمداً و بالأخص المصورين الصحفيين، و كلما حاول المتظاهرون الرجوع للميدان يزداد تقدم قوات الأمن لأطراف الميدان و يلقون بكمية كبيرة من القنابل المسيلة للدموع بداخله، و ظلت المعركة مستمرة حتى اليوم الثاني، 20 نوفمبر حتى تدخلت قوات الجيش مع الأمن المركزي في حوالي الثالثة عصراً لفض الاعتصام بالقوة، و هذه المرة تم تصوير مشاهد وحشية لسحل البنات على الأرض، و ضرب المتظاهرين مباشرة بالركلات و العصي حتى الإغماء، و رمي جثة متظاهر في القمامة، و إلقاء جثث بعض المتظاهرين على بعضها بجوار حائط، و استخدام كثيف للقنابل المسيلة للدموع و الخرطوش، حتى تراجع المتظاهرين لميدان عبد المنعم رياض، و الشوارع الجانبية لمنطقة وسط البلد ظلت منطقة حرب شوارع، حتى زادت الأعداد و تمكن المتظاهرون من العودة لميدان التحرير، و تمركزت قوات الجيش في شارع الشيخ ريحان، و توقف المتظاهرين في أول شارع محمد محمود، و لكن ظل الضرب مستمراً في شارع محمد محمود، ميدان الفلكي، شارع البستان، شارع منصور حتى اليوم الثالث على التوالي.

انضمت مسيرتين من 10 آلاف طالب من جامعتى عين شمس و القاهرة، و مسيرات أخرى، و ظل الضرب في نفس الأماكن، المصابين وصلوا إلى 2600 مصاب، و عدد الشهداء الحقيقي هو 54 [7]شهيد.

و حتى يوم الأربعاء ظل المشهد مستمراً، ضرب المتظاهرين بالخرطوش المطاطي بلي و رصاص، و القنابل المسيلة للدموع بشكل هستيري و بالإضافة إلى الطلق الحي، و تركزت المعركة بشكل أكبر في محمد محمود، متظاهرين بالطوب ضد كل هذه الأسلحة، حتى جاء خطاب المشير عصراً، و بعد انتهاؤه تجددت الهجمة على المتظاهرين بمدرعات الداخلية، و بنفس الأسلحة السابقة و لكن بكثافة أكبر و بدأت حملات اعتقال عشوائية، و تم إطلاق 5 أنواع غازات في هذا اليوم من ضمنها غاز الأعصاب ذو أعراض الشلل و الصرع، و استمر هذا المسلسل حتى اليوم التالي.

في عصر الخميس تدخلت قوات الجيش بوضع حواجز طوب في محمد محمود و بناء جدار، ثم إغلاق شوارع الفلكي و منصور بحواجز سلك شائك و مجندين، و توجهت أعداد من المتظاهرين إلى مجلس الوزراء للمطالبة بحكومة إنقاذ وطني مكونة من محمد البرادعي و عبد المنعم أبو الفتوح و حمدين صباحي و أشرف البارودي.

و هنا انتهت حرب الشوارع و تركز المعتصمون في ميدان التحرير، و تراجعت قوات الداخلية و الجيش إلى ما وراء الحاجز.

و ظل الاعتصام قائماً.

منهجية التحليل و إختيار العينة :-

رصد التقرير الفقرات الإخبارية المتعلقة بأحداث التحرير المضمّنة ضمن النشرات الإخبارية الاعتيادية موزعة بين نشرات “أخبار مصر” المذاعة على الفضائية المصرية والقناة الأولى الأرضية، وبعض من نشرات قناة النيل للأخبار، وتم التركيز بشكل أساسي على الإفادات الميدانية من خلال حوار مذيع الأستوديو هاتفيا مع المراسلين الميدانيين إلى جانب البيانات الإخبارية التي يلقيها مذيع النشرة شفهيا وصفا للأحداث، ورصد صياغات الأخبار على سترابات الأخبار الأساسية News Straps، وتوزعت عينة الرصد كالآتي[8] :-

قناة النيل للأخبار :- 

  • السبت 19 نوفمبر : نشرة 10صباحا، نشرة 12ظهرا، نشرة 1 ظهرا، 30 دقيقة من تغطية إخبارية خاصة بعد الثالثة عصرا ( غطت فترة ما قبل وقوع الأحداث وبدايتها).
  • الثلاثاء 22 نوفمبر : تغطية إخبارية خاصة لميدان التحرير عقب خطاب المشير في 9 مساءً

نشرة أخبار مصر :-

  • السبت 19 نوفمبر :- نشرة أخبار 5 مساءً
  • الأحد 20 نوفمبر :- نشرة 2 ظهرا، نشرة  5 مساءً
  • الاثنين 21 نوفمبر :- نشرة 2 ظهرا، نشرة  5 مساءً

 

لماذا تلك العينة ؟

روعي في عينة الرصد السابق توضيحها المزج بين تغطية النيل للأخبار ونشرات قطاع الأخبار” أخبار مصر”، لعدد من الأسباب أهمها:

  1. قناة النيل كإحدى القنوات التابعة إداريا لقطاع القنوات المتخصصة باتحاد الإذاعة والتلفزيون، إلى جانب نشرات أخبار مصر وينتجها قطاع الأخبار التابع أيضا للاتحاد برصد عينات مشتركة منهما معا نستطيع أن نحدد ما إذا كان ما سنعرضه من إشكاليات وملاحظات لها علاقة بالتوجه الإداري لقطاع دون آخر أم أن هناك سياسة عامة مركزية حاكمة لإنتاج المواد الإعلامية الإخبارية باتحاد الإذاعة والتلفزيون، مما يجعل بعد ذلك الإجابة على سؤال “ما العمل؟” أوضح ومحدد الأطر.
  2. تم التركيز في تقرير ماسبيرو وأحداث التاسع من أكتوبر على التغطية المباشرة الخاصة للأحداث بالتركيز على قناة النيل للأخبار فقط، لذا راعينا أن يكون حجم عينة أخبار مصر أكبر في ذلك التقرير لنحقق النسبة الأكبر من شمول رصد الأداء الإعلامي لأهم جهازين لإنتاج الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون.
  3. في تلك العينة تم التركيز على الفقرات الإخبارية بالنشرات الاعتيادية أكثر من التغطيات الخاصة المباشرة كنوع آخر من التغطية الإخبارية، ونسبة أقل من التغطيات الإخبارية المباشرة.

 

تحليل التغطية الإخبارية لقناة النيل للأخبار وقطاع الأخبار..لأحداث التحرير

صورة مشتتة ومرتبكة حول هوية المتظاهرين

“إسناد الحدث لأطرافه” يعني أن يحاول الإعلام الالتزام بتقديم صورة واضحة و محددة للأطراف الصانعة أو المشاركة في الحدث، و يحافظ على دقة التوصيف و حياديته طوال التغطية، و قد لاحظنا خللا في تحديد طرف “المتظاهرين” حيث نلحظ في تغطية يوم السبت على قناة النيل للأخبار لأحداث التحرير و فض اعتصام مصابي الثورة يوم السبت 19 نوفمبر 2011- كمثال- من نشرة العاشرة صباحا (قبل بداية الحدث) وحتى بعد الثالثة عصرا مع تصاعد الأحداث بتحطيم حافلة جنود الأمن المركزي. اختلفت توصيفات مجموعة المتظاهرين بما يشتت المشاهد ويجعله غير قادر على رسم صورة واضحة لهم تمكنه من استجلاء ما وراء الخبر والحدث فكانت كالتالي :

  • نشرة النيل للأخبار فى العاشرة صباحا السبت 19نوفمبر:

معتصمين: (عدد قليل- شباب-لا ينتمون لحزب سياسي معين- يتكلمون في الأمور السياسية- يرفعون نفس مطالب الأمس).

  • نشرة النيل للأخبار فى الثانية عشر ظهرا السبت 19نوفمبر :

المتظاهرين – المعتصمين – انضم إليهم بعض أصدقائهم وزميلهم في الأحزاب السياسية.

  • نشرة النيل للأخبار فى الواحدة ظهرا 19نوفمبر:

انتماءات المشاركين تختلف منهم سلفيين – إخوان  ومنهم ليبراليين – الموجودين على الأغلب يطلقون على أنفسهم مصابي الثورة وبهم بالفعل بعض المصابين،ويوجد على الأغلب مؤيدين لهم.

  • 30 دقيقة من التغطية الإخبارية الخاصة للنيل للأخبار بعد الثالثة عصرا 19نوفمبر:-

المتظاهرين – الشباب المحتجين – إنهم ليسو من تيارات سياسية وتحديدا ليسو من التيارات السياسية التي كانت موجودة بالأمس،لكنهم يضمون على الأكثر عدد من الذين أصيبوا في أحداث ثورة يناير”على حد قولهم” وعدد أكثر من الداعمين لهم.

 

المتظاهر مرادف للبلطجي… المتظاهر عكس المواطن الشريف !!

بتحليل مضامين إفادات المراسلين الميدانيين وأسئلة وتعليقات مذيعي الأستوديو وجدنا اتفاق ضمني على رؤية واحدة كانوا حريصين كل الحرص على تصديرها بشكل أو بآخر، يتلخص شقها الأول في أن أفعال التظاهر والاعتصام – على الرغم من حرصهم على استخدام تلك المرادفات بدلا من مصطلح “مثيري الشغب” – هي مرادف بشكل ضمني للبلطجة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة ومحاولة اقتحام وزارة الداخلية والعمل على زعزعة هيبة الدولة، وشقها الثاني هو أن هناك فارق كبير بين المواطن وبين المتظاهر، فالمواطن هو من أصيب من قذف المتظاهرين للحجارة وهو من تأثر قوت يومه وانتهكت ممتلكاته وتعطلت حركة المرور وأثرت عليه سلبا، ويتضح الشق الأول من تلك الرؤية من جدول التفريغ التحليلي المبين أدناه لتوصيفات الأفعال وردود الأفعال بداية من نشرة العاشرة صباحا فالثانية عشر ظهرا فالواحدة ثم الثالثة عصرا على قناة النيل للأخبار، ففي اليوم الأول من بداية الأحداث السبت 19 نوفمبرنجد أن تغطية مذيع الاستوديو أو المراسل الميداني اتسمت بعدم توازن يصل إلى حد اللا منطقية في سرد الأفعال وردود الأفعال، فتنحصر كل أفعال رجال وقوات الشرطة دائما في محاولة تسيير المرور !! وتأمين الميدان والمنشآت الحيوية، وحتى حينما قامت بفض الاعتصام لم يتم التعرض لآليات ذلك الفض هل كانت سلمية أم عنيفة، وفي سياق آخر تم بناء فعل الإخلاء لمجهول في سياق نشرة الثانية عشر ظهرا دون ذكر من وكيف قام بالإخلاء، ودائما ما يتم إقران الإخلاء بهدف تسيير حركة المرور والتأمين على الرغم من أن التغطية الميدانية لنشرة العاشرة صباحا قبل وقوع الحدث لم ترصد أي  عرقلة أو تهديد لأمن المنشآت بسبب اعتصام العشرات في حديقة مجمع التحرير ونفت أي  اعتداء من جانبهم على المتظاهرين، ومع تصاعد وتيرة الأحداث يُصور جانب المتظاهرين بأنها مجموعة هوجاء عنيفة مقابل قوات الشرطة الهادئة المثابرة الملتزمة بضبط النفس برغم قيام المتظاهرين بالقطع الجزئي لشارع محمد محمود ومحاولاتهم الاحتكاك بالشرطة ورميها بالحجارة والهتاف والتحفيز ضدها ثم محاولة الوصول لمبنى وزارة الداخلية والهجوم عليها والسيطرة على حافلة جنود بعد أن لاذ الجنود بالفرار وتحطيمها، وأخيرا يطلق المتظاهرون قنابل الدخان على الشرطة ومن ثم يتبادل الجانبين إطلاق قنابل الدخان.

فمن يقوم بأفعال دون أي  مبرر منطقي لها هو وحده “المسلوب عقله” أو “مجرم وبلطجي” هدفه الاعتداء، وهذا ما عكسته تغطية سلسلة الأفعال وردود الأفعال للطرفين، فوضعت جانب قوات الشرطة المدنية والعسكرية محل الاعتدال والحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس في رد الفعل تجاه العدوان بشكل دائم من مجموعة هوجاء وبلطجية أطلق عليهم إصطلاحا “المتظاهرين”-“المحتجين”-“المعتصمين”، لترسخ رسالة ومفهوما أخطر وهو أن التظاهر والاحتجاج والاعتصام مضمونها البلطجة والاعتداء وترويع المواطنين وتعطيل المرور..وأخيرا زعزعة هيبة الدولة !!

 

الفعل \

رد الفعل

فعل لم ينسب

لفاعل

الشرطة ورجال الأمن المركزى –قوات الجيش  المعتصمون -المتظاهرين
قبل بداية الأحداث نشرة العاشرة صباحا السبت 19-11
——— ·       رجال المرور تقوم بتسيير حركة المرور فى الميدان ·     يوجد ما يقرب من 10 خيام بها عدد قليل جدا من الشباب كما يوجد بعض اللافتات التى مازالت معلقة فى الميدان…

·     وهم يصرون على مطالبهم التى اعلنت بالأمس

نشرة الثانية عشر ظهرا السبت 19-11
مع بداية الأحداث أخلى الميدان تماما من

المتظاهرين الذين كانوا

هنا بالأمس حتى خيامهم

أزيلت تماما وكذلك

اللافتات فقد تم ايضا

ازالتها

·     الميدان ممتلئ برجال الشرطة وجنود الأمن المركزى (فهم يؤمنون مركز الميدان وكذلك المنشآت الحيوية الموجودة به)

·     الشرطة تحاول تسيير المرور

·     ظهور بعض جنود الجيش بجوار شارع القصر العينى

·     (الشرطة)هم لايتحدثون معهم (المتظاهرين)..هم ملتزمون بضبط النفس ..هم يقفون ويشاهدون ولا يتحدثون مع اى من المتظاهرين

·     المعتصمون على أطراف الميدان

·     منذ دقائق خرجت مظاهرة من بعض الشباب قطعوا شارع محمد محمود والقصر العينى ويعرقلون المرور

·     هم الآن يقطعون جزء من الطريق

·     يريدون العودة مرة اخرى للميدان ومركز الميدان للاعتصام حتى تتحقق مطالبهم

·     ازداد العدد قليلا عن الصباح فإنضمت اليهم بعض الاصدقاء لهم وزمايلهم فى الاحزاب السياسية

    المذيع:هل حدثت مواجهات بينهم وبين قوات الشرطة؟؟

المراسل:لم تحدث احتكاكات ولا مواجهات تماما بينهم وبين قوات الشرطة

    نشرة الواحدة ظهرا السبت 19-11
أثناء وقوع الحدث —– ·     ظهور بعض جنود الجيش يحاولون تأمين الميدان

·     قامت قوات الأمن بفض اعتصام أمام مجمع التحرير حيث أزيلت الخيام أمام حديقة المجمع

·     قامت بإخلاء الميدان من الباعة الجائلين

·     تسيير حركة المرور بعد أن توقف لساعة

·     المراسل:قوات الأمن لا تحاول فض الاعتصام ولكن تسيير الحركة المرورية

·       يحاول المتظاهرون الوصول للميدان

·       يحاولون الاحتكاك بالشرطة

 
  اشتباكات طفيفة بين المعتصمين وقوات الشرطة التى مازالت تحاول تسيير حركة المرور
أثناء وقوع الحدث 30 دقيقة من تغطية اخبارية خاصة بعد الثالثة عصرا
—– ·     سيارة شرطة كانت تمر ضمن سرب من سيارات الشرطة محاولة للعبور من الميدان

·     المجندين داخل السيارة لاذوا بالفرار

·     انسحبت قوات الأمن من الميدان تجنبا للاشتباك مع المحتجين

·     لايريدون استخدام أى نوع من أنواع الأسلحة حتى هذه اللحظة

·     قوات الشرطة تمنع المتظاهرين من المرور من ش محمد محمود المؤدى لوزارة الداخلية

·     محاولة لفض هجوم المحتجين

·     يحاول رجال الشرطة من خلال قنابل الغاز ارجاع المتظاهرين عن هجومهم على وزارة الداخلية

·     استطاع عدد من المحتجين السيطرة عليها(سيارة الأمن المركزى) وقاموا بتحطيمها

·     يحاولون الاحتكاك بقوات الشرطة

·     يحاولون الهجوم على قوات الشرطة

·     يحاولون المرور من ش محمد محمود المؤدى لوزارة الداخلية

·     المحتجين يحملون قنبلة الدخان  او يلقيها على الجانب الاخر

·     كر وفر من الشباب المحتجين

·     يهتفون هتافات خاصة بثورة 25 والموقف من الشرطة والتحفيز تجاه الشرطة

بعض قنابل الغاز انطلقت من الجانبين

 

أما الشق الثاني فيتضح من خلال نماذج مختلفة من توصيفات المراسلين الميدانيين للأحداث وتأثيرها على المواطن “الشريف”، وتتضح أيضا حينما يُنسب فعل الإيذاء للمتظاهر، وعندما يصاب يصبح أحد “المواطنين” الذين تواجدوا للمشاهدة !!، وأيضا المواطن هو من تكاتف مع قوات الشرطة لحماية وزارة الداخلية واستنكر الأفعال التخريبية التي يقوم بها المتظاهر، ونورد أمثلة كالآتي :-

  • نشرة أخبار مصر الخامسة مساءً 19نوفمبر :-
  • بيان النشرة الذي يلقيه مذيع الأستوديو :….. وهو الأمر إلى دفع قوات الأمن المتمركزة في شارع محمد محمود بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق “المتظاهرين”، كما أدت عمليات قذف الحجارة إلى تهشم واجهات مباني الجامعة الأمريكية الزجاجية وإصابة عدد من “المواطنين”….
  • في سؤال يوجهه مذيع الاستوديو للمراسل : هل حاولت أن تتبادل أطراف الحديث مع هؤلاء الشباب ؟ ألم تقل لهم ما الهدف فيما يحدث؟ أم أنك “حرصا على سلامتك ” ابتعدت عنهم ؟؟
    • نشرة أخبار مصر التاسعة مساءً 19نوفمبر :-
  • في إفادة المراسل الميداني من أمام وزارة الداخلية :…. وأؤكد على وجود أهالي من منطقة عابدين ولجان شعبية لحماية وزارة الداخلية والعمل على عدم وصول أي من “المتظاهرين” إلى وزارة الداخلية، وتحديدا هم من تجار عابدين الذين أكدوا أنهم رافضين ومش هيحصل أي  انقطاع لأكل عيشهم، هم بيقولوا أكلهم ورزقهم يوم بيوم واللي بيحصل بيأثر على رزقهم……أتمنى أن تنتهي الأوضاع بشكل حضاري، أنا شايف تواجد أمنى مكثف لن تتهاون وزارة الداخلية حسب مصدر أمني في حماية الممتلكات العامة والخاصة.
    • نشرة الثانية ظهر الأحد 20نوفمبر 2011:-

(1) في إفادة موفد التلفزيون المصرى لمنطقة وزارة الداخلية :… الحقيقة في إصرار من المتظاهرين على  العنف..وفي إصرار من رجال الشرطة على رفض هذا العنف..((نتمنى أن تهدأ الأحداث..لأنه من المستفيد من الأحداث المأساوية ومن استمرار حالة الفوضى وزعزعة هيبة الدولة ؟.. بالتأكيد ليس المواطن الشريف)) !

تعليمات من رئيس قطاع الأخبار: المراسل يجب أن يكون دائما على حق !!

في نشرة أخبار مصر الواحدة ظهر الأحد  20نوفمبر أخذ فريق تحرير نشرة الواحدة خطوة مختلفة من نوعها بمكالمة هاتفية مع أحد شهود العيان من المواطنين بموقع الأحداث، وفيما كانت شهادته مخالفة لكل السياق الإخباري للنشرات الإخبارية السابقة وإفادات المراسلين الميدانيين وخاصة فيما يتعلق باستخدام قوات الشرطة للرصاص المطاطي والخرطوش، أصدر أ/ إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار تعليمات من خلال اجتماع مع طاقم تحرير وإذاعة الأخبار بعدم استضافة شهود العيان في حالة وجود مراسلين ومبررا ذلك بثقته في مراسلي القطاع وأن اختيار شاهد العيان قد يكون عشوائيا وقد تكون وجهة نظره للأحداث مخالفة للمراسل وبالتالي قد يكون له أثرا سلبيا على مصداقيته لدى المشاهد، وخاتما تصريحه : إن الحياد هو المعيار الأساسي في تغطية التلفزيون المصري للأحداث الجارية فنحن ضد أي محاولة لتدمير مصر “.[1] (في تصريحات له بجريدة الدستور الثلاثاء 22نوفمبر بعد توارد أخبار عن تحويله طاقم تحرير النشرة إلى التحقيق بعد واقعة اتصال شاهد العيان).ونورد فيما يلي نص حوار شاهد العيان مع مذيع الاستوديو :-

المذيعة : وعودة إلى الأوضاع حول وزارة الداخلية معنا هاتفيا شاهد عيان من هناك..صف لنا مشاهدتك الآن..نعرف أن الأمن انسحب إلى محيط وزارة الداخلية ولكن الإصرار من جانب المتظاهرين على التوجه إلى مبنى الوزارة  لماذا من وجهة نظرك؟؟

شاهد العيان: أنا دلوقتى موجود في شارع محمد محمود بالفعل..دلوقتى الناس بتيجى من ميدان التحرير ومن الشوارع الجانبية..على فكرة بيتزايدوا لأن كان الصبح العدد يعتبر قليل..لكن الناس دلوقتى كترت..الناس بتقول ان الشرطة بتمنع المتظاهرين عشان خاطر ميروحوش وزارة الداخلية..العكس هو اللى بيحصل..الأمن المركزى والظباط هم اللى عايزين يقتحموا ميدان التحرير عشان يخلو الميدان..والمتظاهرين على أد ما يقدروا بيحاولوا يصدوا الاقتحام..لأنهم شغالين قنابل صوت ورصاص مطاطى وقنابل مسيلة للدموع..وأنا جنبى مصابين كتير جدا..ناس في الدماغ وفي الودن والايدين..أنا معرفش وزارة الداخلية لو كانت بتستخدم الأسلحة دى ضد البلطجية ما كنا خلصنا من الانفلات الامنى..كل ما الناس تهتف كل ما القنابل تشتغل تانى..حضرتك لو سامعة الصوت دلوقتى..الغاز صعب والدخان صعب هنا..كل ما المتظاهرين يهتفوا..كل ما وزارة الداخلية تضرب..مش عارف القنابل دى بيجيبوها منين..قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطى..أكتر الاصابات بتكون في العين,,يعنى تقريبا بمعدل كل دقيقة مصاب

المذيعة: المتظاهرون الآن إلى أي  فصيل ينتمي..هل هم قوى سياسية؟

شاهد العيان: حضرتك كل الناس موجودة..يعنى شايف ناس بلحى..كل التيارات موجودة..مفيش حاجة اسمها تيار سلفي ولا تيار إخواني..كل الناس موجودة..أنا مبسألش اللى جنبى ده مين ناس جنبي بلحية..وشباب..وناس كبيرة في السن وستات..تقريبا كل الطوائف موجودة..ده تقريبا صورة تانية من 28 يناير و25 يناير.

المذيعة :أشكرك جزيلا كنت معنا من أمام وزارة الداخلية

وعلى الجانب الآخر لم تسر تلك التعليمات في اليوم الثاني في نشرة الخامسة مساء من يوم الاثنين 21 نوفمبر حينما قام موفد التلفزيون بمنطقة وزارة الداخلية بمبادرة دخول أحد المباني السكنية بشارع محمد محمود ونقل حوارات حية مع قاطنى العقار لنقل معاناتهم مما يحدث بشارع محمد محمود وكيف اثرت تلك الأحداث على منعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية في الذهاب للجامعات والعلاج والتنقل بحرية وأمان، في محاولة لنقل معاناة “المواطن” جراء تلك الاحداث والاشتباكات..ويذيل تلك الشهادات بتعليق : “إحنا بننقل نبض الناس..بنوصل صوت الناس اللى مش عارفة توصل صوتها”

 

ليصبح مصدر الإفادة والمعلومات هو المراسلين الميدانيين.. وبيانات وزارة الداخلية

تعتبر أهم مصادر وأسباب تحقيق التوازن الاعلامى في تغطية الحدث هو الحرص على تعدد مصادر الإفادة حول الحدث بما يساهم في رسم صورة لجميع جوانبه من كل الأطراف المعنية بالحدث، وهو ما يحقق على المدى الأبعد أهم معايير الموضوعية والحياد في التغطية الإعلامية، وعلى العكس من ذلك استمرت التغطية الإخبارية لأحداث التحرير بماسبيرو تعاني من خلل توازن شديد فيما يخص تنوع مصادر الإفادة عن الخبر وتطوراته، فإلى جانب ما تم ذكره سابقا عن منع الاتصال بشهود عيان والاقتصار على موفدين التلفزيون إلى منطقة الحدث اعتمدت أيضا على  تصريحات المصادر الأمنية وبيانات وزارة الداخلية فقط  والذي يعتبر في ذلك الحدث ليس مصدر مسئول –وفقط- عن الإفادة والإفصاح للمشاهد عما يحدث، وإنما هو أيضا أحد طرفي الحدث الأساسيين، ومن ثم كان خلل التوازن في الاعتماد على رؤية وتفسير طرف من أطراف الحدث دون الحرص على تمثيل مكافئ للطرف الآخر يوازن الرؤية ويجعلها موضوعية وتسمح للمشاهد بإعمال عقله في استقراء الصورة في ظل توازن في عرض الرؤى المختلفة حول الحدث ووقائعه، وخلل التوازن في تعدد مصادر الإفادة جاء بشكلين مختلفين، الأول منه والذي دام على مدار اليوم الأول من بداية الأحداث هو الحجب التام لرؤية وإفادة الطرف الآخر _وهو جانب المتظاهرين_والاعتماد على روايات وتخمينات ونقل الموفد لما سمعه من أحاديث وتفسيرات للحدث، والثاني هو موقع وحجم إفادة كل طرف مقارنة بالآخر فنجد أن بيانات وزارة الداخلية تأتى في الصياغات الرئيسية للبيانات الافتتاحية لنشرات الأخبار وكأن تفسيراتهم للحدث هى “الحقيقة الموضوعية” وليست وجهة نظر كأحد أطراف الحدث، و انقسم أسلوب نقل رؤية الطرف الآخر في اتصالات هاتفية بشخصيات منسوبة للتنظيمات والائتلافات الثورية وليس بالضرورة ان يكون منها من هو مشارك فعلى في الحدث، وبين محاولات الموفد في نقل روايات عن من هم متواجدين بالميدان دون الحوار معهم بشكل مباشر.

ونورد مثالين في ذلك وردا في الفقرة الإخبارية لنشرة أخبار مصر في الخامسة مساء السبت 19 نوفمبر:-

تضمنت المقدمة الافتتاحية التي أذاعها مذيع الأستوديو شفهيا في بداية النشرة سردا لآخر وقائع الحدث ومتضمنا مقتطف كامل من تصريح مصدر أمنى حول الأحداث يوضح الحدث وطريقة تعامل الأمن معه من وجهة نظره وتأكيده على عدم استخدام العنف أو أي أسلحة،  و لم يتم إذاعة بيان آخر صدر في نفس التوقيت من نقابة الصحفيين تستنكر فيه الاعتداءات الصارخة على المصورين والصحفيين الذين أصيبوا بالرصاص المطاطي في أعينهم، فيما تم أخذ رواية الطرف الآخر من الحدث ” المتظاهرين” عن طريق نقل المراسل الميداني لرواية سمعها من أحد المتظاهرين.

  • مذيع الاستوديو في افتتاحية نشرة أخبار مصر فى الخامسة مساء السبت 19 نوفمبر:

شهد ميدان التحرير عصر اليوم تصاعدا للأحداث بين قوات الأمن والمعتصمين في الميدان بعد عودة المعتصمين للتجمع في حديقة الميدان وقد قام المعتصمون بقذف قوات الأمن بالحجارة في شارع محمد محمود بجوار الجامعة الأمريكية وهو الأمر الذي دفع قوات الأمن المتمركزة في شارع محمد محمود بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

كما أدت عمليات قذف الحجارة إلى تهشم واجهات مباني الجامعة الأمريكية الزجاجية وإصابة عدد من المواطنين في الوقت الذي يشهد فيه ميدان التحرير مرور السيارات بصورة شبه طبيعية باستثناء شارع القصر العينى وشارع محمد محمود الذي توقفت فيه حركة المرور نتيجة للتزاحم  وحركة الكر والفر.

وقد صرح مصدر أمني بوزارة الداخلية بأنه تنفيذا للقانون وعقب توجيه النصح لعدد من المواطنين المعتصمين بميدان التحرير عدة مرات، اضطلعت قوات الأمن صباح اليوم  بفض اعتصام مائتى شخص وإزالة الخيم كافة التي أقيمت بميدان التحرير وقد التزمت قوات الأمن بأقصى درجات ضبط النفس إزاء محاولات بعض المعتصمين إثارتها والاعتداء عليها بإلقاء الحجارة والقطع الخشبية والزجاجات الفارغة وهو ما أسفر عن إصابة سبعة من أفراد الشرطة تم نقلهم إلى المستشفى للعلاج.

  • إفادة المراسل فى نشرة أخبار مصر فى الخامسة مساء السبت 19 نوفمبر :-

المذيع : هل حاولت أن تتبادل أطراف الحديث مع هؤلاء الشباب ؟، ألم تقل لهم ما الهدف فيما يحدث؟، أم أنك حرصا على سلامتك ابتعدت عنهم ؟

المراسل: بداية تواجدي هنا أعلنوا ذلك باعتداء رجال وزارة الداخلية على المتواجدين أمام مبنى التحرير الذين كانوا عزل..كانوا يحاولون توصيل رسالة للحصول على حقوقهم المنقوصة ومنهم مصابي الثورة وأهالي  وأسر مصابي الثورة

قوات الداخلية أصابت البصر… وماسبيرو أصاب البصيرة !!

في حالة تغطية الأحداث الحية، يكون هناك اعتماد على  جانب النقل المباشر للحدث لمحاولة الوقوف على حقيقة الحدث ونقل الصورة كما هي للمشاهد، أو عرض لقطات وتقارير مصورة في حالة تعذر البث المباشر، وفي أحداث التحرير تجنب التلفزيون المصرى تماما عرض أي  لقطات حية أو مسجلة لاعتداءات قوات الأمن والشرطة على المتظاهرين، وركزت بشكل أساسي على عرض أفعال وردود الأفعال العنيفة من قِبل المتظاهرين على قوات الأمن مما أوحى بأن هناك طرف شديد العنف والعداء وهو المتظاهرين والمحتجين، وطرف آخر ملتزم بأقصى  درجات ضبط النفس وهو قوات الأمن، تجنبت عرض إصابات المتظاهرين بالمطاط والخرطوش حتى لا تناقض تصريحات وزارة الداخلية بعدم استخدامها أي من أنواع الأسلحة لتفريق المتظاهرين، ونذكر مثالين صارخين على ذلك الخلل في التغطية المصورة :-

  • في الثلاثين دقيقة الأولى للتغطية الإخبارية الخاصة لقناة النيل بعد الثالثة عصر السبت 19 نوفمبر2011 :-

عند أخذ إفادة المراسل الميداني أثناء بث صور حية لاشتباكات شارع محمد محمود تم رصد قنبلة دخان متجهة من قوات الشرطة بشارع محمد محمود إلى المتظاهرين المتجمهرين تجاه شارع محمد محمود بميدان التحرير، ولم يعلق المراسل على انطلاقها  و لكنه قام برصد حركة محاولة المتظاهرين إعادة رميها على قوات الشرطة ،مفسرا الواقعة بأن المتظاهرين يطلقون قنابل الدخان على قوات الشرطة !!

 

المراسل: هناك إصابات طفيفة لدى البعض نتيجة عمليات الجرى والهرولة..لا توجد..أو لم نرصد..أو لم نستطيع رصد أي إصابات تبدو قوية أو تبدو خطيرة

المراسل: أرى الآن بعض أعمدة الدخان تتصاعد لكننى أرى الآن أن إتجاهها معكوس هو من المتظاهرين إلى قوات الشرطة

المذيع :كما لاحظنا في الصورة هل هي قنبلة دخان؟

المراسل: لا أعرف طبيعتها بسبب التراشق بالحجارة لأن المتواجد في هذه المنطقة لابد وأن يصاب بحجر من المتظاهرين

المذيع:ولكن هى انطلقت من جانب المحتجين إلى الناحية الأخرى، وأخرى من جانب شارع محمد محمود كما نراها في الشاشة هي قنبلة دخان فيما يبدو أن أحد المحتجين يحملها أو يلقيها مرة أخرى على الجانب الآخر.

المراسل: ربما تكون قد أطلقت من البداية من الشرطة في محاولة لفض هجوم المحتجين..لكن في النهاية هي وصلت اليهم مرة أخرى ولكنها من المحتجين

التعتيم الكامل على الصور الحية لاقتحام الجيش وفضه لميدان التحرير

في نشرة أخبار مصر الخامسة مساء يوم الأحد 20 نوفمبر لم تتم إذاعة صورة حية لاحداث اقتحام جنود الجيش للميدان و فضه بالقوة، على الرغم من الإفادة الشفهية لمراسل هذه النشرة كانت تنقل صورة متحركة للميدان قبل الاقتحام على أنها صورة مباشرة للميدان الآن، ثم تم نقل بعد ذلك  صورة حية للميدان بعد الإخلاء وحرائقه المتفرقة في الخيام واللافتات.

وكانت إفادة المراسل في توقيت الاقتحام كالتالي :-

المراسل: المواجهات ما زالت مستمرة بين قوات الشرطة  والمتظاهرين في ميدان التحرير حيث تفاجأ المتظاهرون بوجود قوات الجيش من اتجاهات مختلفة واستطاعت أن تسيطر على الميدان.. عمليات كر وفر مستمرة بين الجانبين..القنابل المسيلة للدموع تملئ الميدان حتى أننا لا نستطيع التنفس..مش قادر أتكلم..طاردت قوات الجيش والشرطة المتظاهرين في الشوارع الجانبية للميدان من محاوره المختلفة، لكن هناك اصرار من جانب المتظاهرين أيضا على التواجد وبالتالي هناك عمليات كر وفر بين المتظاهرين..

رسائل خفية في التغطية الإخبارية

  • المظاهرات..وعجلة الإنتاج:- ربطت التغطية الإخبارية لخسائر البورصة المصرية مع بداية أحداث التحرير ربطا مباشرا بين تلك الخسائر وأحداث التحرير في رسالة سلبية تحاول تصديرها للمشاهد بالآثار السلبية التي لحقت بالدولة ككل من تلك التحركات، وعلى سبيل المثال جاءت نشرة أخبار مصر الثانية ظهر الأحد 20 نوفمبر تربط ربطا مباشرا بين خسائر البورصة وأحداث التحرير في الصياغة الأساسية للخبر الذي جاء نصه كالتالي : ” رغم أحداث التحرير البورصة المصرية تُقلص خسائرها عقب تراجعات حادة في مستهل التعاملات”
  • المظاهرات .. وحركة المرور :- لوحظ الاهتمام والإصرار الشديد في أغلب حوار مذيع الاستوديو مع موفد التلفزيون بالسؤال عن أثر ما يحدث في الميدان على حركة المرور في الميدان والشوارع المحيطة به لدرجة تجاوزت في كثير من الأحيان الاهتمام بالسؤال عن تفاصيل وملابسات الحدث وسبب الأزمة وخلفياتها.
  • خلط الرأي بالخبر..هو الأخطر :-

احتوت التغطية الإخبارية لنشرات أخبار مصر نماذج صارخة توضح مدى خلط الرأي  بالخبر من جانب المراسلين الميدانيين وموفدي قطاع الأخبار في ميدان التحرير أو عند وزارة الداخلية في إفاداتهم حول الأحداث التي تصل إلى حد الانحياز الشديد لطرف وزارة الداخلية وقوات الأمن في مقابل المتظاهرين والمحتجين..نورد منها بعض الأمثلة :-

افادة موفد التلفزيون المصرى لمنطقة وزارة الداخلية في نشرة الثانية ظهر الأحد 20نوفمبر 2011:-

المراسل:… الحقيقة في إصرار من المتظاهرين على  العنف..وفي إصرار من رجال الشرطة على رفض هذا العنف..نتمنى أن تهدأ الأحداث..لأنه من المستفيد من الأحداث المأساوية ومن استمرار حالة الفوضى وزعزعة هيبة الدولة ؟.. بالتأكيد ليس المواطن الشريف !

 التقرير المصور الذي تم عرضه في نشرة الخامسة مساء الأحد 20 نوفمبر 2011 :

في تقرير مصور يستعرض اجتماعات وقرارات مجلس الوزراء لاحتواء الأزمة..ذيل المراسل نهاية التقرير بالخاتمة الآتية :-

الاجتماعات التي دارت هنا بمجلس الوزراء والتي ألغيت بسببها كل المواعيد المسبقة..كانت لتدارس تداعيات الأحداث المفتعلة التي شهدها ميدان التحرير أمس من بعض القوى التي “تريد وضع العصا بالتروس لعدم الوصول لأول وأهم استحقاق للثورة المصرية ألا وهو الانتخابات البرلمانية القادمة “!

إفادة موفد التلفزيون المصرى لمنطقة وزارة الداخلية في نشرة الخامسة مساء الأحد 20 نوفمبر :-

المذيع : تحدثت عن وجود تعزيزات أمنية من قبل القوات المسلحة..هل هذه التعزيزات من أجل تأمين مبنى وزارة الداخلية..ولكنها لم تحتك بالمواطنين حتى هذه اللحظة؟

المراسل : تمام..أنا قولتلك إن في مدرعتين واقفين في التقاطع بين نوبار وش الشيخ ريحان..مافيش أي  تعامل من رجال القوات المسلحة مع أي  من المتظاهرين هى فقط بتأمن مبنى وزارة الداخلية اللى هو من الممتلكات العامة اللى بندفع فلوسه من ضرايبنا..اللى لازم كلنا نحافظ عليه..

 

المذيع: حاول أن تنقل لنا ما تراه رأي  العين..دون التعبير عن آراء شخصية..لكن أود أن أعرف منك..

المراسل : دى مش أراء شخصية..لما نقول انه مبنى تابع لوزارة الداخلية أو سيارة تابعة لوزارة الداخلية..لازم الناس تفهم ان دى ممتلكات عامة..لما احرق عربية..أنا هدفع تمنها أنا كمواطن مصرى من فلوسى..من فلوس الضرايب..هو ده اللى لازم نعرفه..أنت تحتج تقول رأيك..لكن الممتلكات العامة وأيضا الخاصة لا يجب أن تكون عرضة لمثل هذه الأحداث..ماينفعش انه سيارات الشرطة بدل ما تتفرغ لإلقاء القبض على المجرمين..

المذيع:شكرا لنقلك الصورة لنا..شكرا جزيلا لك

  • وماذا عن الصور التعبيرية ؟؟ :-

ما الذي يمكن أن يصل إلى المشاهد المصري بصورة تعبيرية مؤثرة تربط المشير بعظمة وكبرياء بعلم مصر تأتي خلف مذيع النشرة مع الأخبار الخاصة بتحركات المشير تجاه أحداث التحرير، في ظل ميدان يهتف ب”إسقاط حكم العسكر” و “إسقاط المشير” واتهامات واضحة لتواطؤ المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الجرائم التي ارتكبها قوات وزارة الداخلية في محاولة فض المتظاهرين، وكيف لنا من خلالها أن نستقرئ سياسات تحرير وإنتاج المواد الإخبارية بقطاع الأخبار ؟؟..فضلا عما تعيده إلى الأذهان من الصور التعبيرية لعهد مبارك البائد، لنستطيع القول بأن ثورة ماسبيرو تلخصت في إحلال شخوص حالية محل شخوص سابقة بنفس النهج والتوجه.

  • شهداء الشرطة !!… وأين شهداء التحرير؟؟

عرضت نشرة أخبار الخامسة مساء يوم الاثنين 21نوفمبر خبر عن استشهاد ضباط من رجال الشرطة بمحافظة سيناء في محاولة للقبض على المتورطين بأحداث تفجير خطوط الغاز، وتضمن الخبر عرضا مصور لصور الضباط الشهداء وتفصيلا لأحداث استشهادهم على أيدي المتهمين وفرارهم، مما يدعوا للتساؤل لماذا لم يبذل التلفزيون المصرى الجهد اللازم لتغطية أخبار إصابات وشهداء أحداث التحرير على أيدي زملاء الضباط الشهداء في القاهرة ؟؟، لماذا لم يتم عرض أسماء وصور النشطاء والصحفيين الذين فقأت أعينهم برصاص الشرطة، وتم الاكتفاء بإذاعة مقتطفات عن البيان الاستنكارى للمجلس الأعلى للصحافة..وبعد يومين من تاريخ صدوره فقد صدر البيان مساء السبت 19نوفمبر، وتمت إذاعته على التلفزيون المصرى بالنشرة الاعتيادية للأخبار كإحدى فعاليات الأحداث مساء الاثنين 21 نوفمبر.

 

خاتمة

استخلص فريق عمل التقرير عددا من النتائج والمبادئ العامة التي رأينا عرضها بشكل مستقل ، لما نجده من أهميتها كخطوط يتضح من خلالها شكل العمل على تطوير السياسات الحاكمة لمنظومة العمل في الإعلام الرسمي وعلى رأسها اتحاد الإذاعة و التليفزيون، بصفته الجهاز الأهم والأقوى تأثيراً وانتشاراً في مرحلة من تاريخ مصر تستلزم طرح رؤى و بدائل موائمة ، تتوافق مع جوهر مطالب وطموحات ثورة يناير المجيدة ،و نعرض لها في الآتي:

 

أولا: منهجية العمل الإعلامى بماسبيرو :-

 

ترسخت رسالة الإعلام الرسمي فى دول النظم السلطوية المركزية، في كونه جناح السيطرة الناعمة للسلطة السياسية على شعوبها ، ويقابله جناح السيطرة الباطشة متمثلا فى المؤسسة الأمنية ، وتتشكل منهجيات العمل بمؤسسة الإعلام الرسمي بما يوافق المزاج العام للسلطة، وتترجم تلقائيا من قبل الإدارة الفنية والمهنية العليا إلى معايير يضبط بها إيقاع العمل الإعلامي ككل ، ومن غير الوارد الخروج عنها ، وحتى إن أتيح خروجا فهو خروج محدد مسبقا بهدف التنفيث السياسي واستكمالا لديكور الديمقراطية وشعارات الرأي والرأي الآخر الزائفة .

ويعتبر ماسبيرو نموذجا على ما سبق ، ففي كلتا الواقعتين انحازت الرسالة الإعلامية لماسبيرو بشكل صارخ لجهة من جهات النظام السياسي والمتورطة كطرف فى الحدث ؛ ففي مذبحة 9 أكتوبر كان ماسبيرو هو المتحدث الرسمي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ،وفي أحداث التحرير وشارع محمد محمود كان ماسبيرو بمثابة  إعلام وزارة الداخلية ، وما يجب استهدافه بحق فى مرحلة الانتقال الديمقراطي هو إعادة صياغة لتوجهات ومنهجيات عمل ماسبيرو فى إطار مفهوم” إعلام الخدمة العامة “، والتخلص من مفاهيم الاعلام “الحكومي” ،بما يجعله أحد أهم قنوات التواصل بين مؤسسات الدولة والنظام السياسي والمجتمع  بأطيافه وفئاته كافة .

 

ثانيا: عملية صناعة ونقل الخبر فى ماسبيرو:-

 

لاحظنا بالرصد والتحليل للتغطية الإخبارية للواقعتين السابقتين، أن صناعة الخبر تتم بشكل مركزي قادم من أعلى ؛ أى أنها لا تأتي من استقراء وقائع الشارع ثم محاولة نظمها فى إطار منطقي مقبول، يتسم بالقدر اللازم من الحياد والموضوعية والتوازن ثم تصاغ كأخبار ومعلومات تقدم للمشاهد تمكنه من استقبالها بشكل عقلاني، وتعطيه حرية اتخاذ موقف أو رأي تجاه الحدث ، وإنما ما يحدث هو أن يأتي الخبر أو المعلومة من “المصدر المسئول” ويتم تطويع كل الوقائع والملابسات وترتيبها وحجب ما يمكن حجبه وإضافة ما يمكن إضافته للتوافق مع رؤية المصدر المسؤول، لتصبح كل إجراءات العملية الإخبارية مجرد إجراءات شكلية، لا تؤثر فى تدقيق الخبر وتفنيد جوانبه للوصول لهدف الرسالة الإعلامية الإخبارية وهو إخبار “الحقيقة” قدر الإمكان. وتعكس تلك الإشكالية شق سياسي يتمثل فى سيطرة النظام السياسي على عملية صناعة ونقل الخبر، وشق مهني يتمثل في خلل المنهجية الإعلامية جعلت من الإعلامي مجرد موظف يقوم بما يُملى عليه .

 

ثالثا: أخطاء وتواضع مهني .. تم استغلاله لجريمة تحريض وتضليل سياسي منظمة:-

نستطيع القول بأنه كان هناك أوجه قصور في التغطية الإعلامية وكثير من الأخطاء المهنية في التغطية الإخبارية ، تركز معظمها فى خلط الرأي بالخبر ،والميل إلى التهويل والتخمين الشخصي فيما يتعلق بالأحداث والوقائع ،وعدم الدقة فى انتقاء التوصيفات والمصطلحات المناسبة لنقل وتوصيف ما يحدث بموضوعية وتوازن ، ونجد أن من أهم العوامل المؤدية لذلك هو حداثة واختلاف نوعية الأحداث على عمل الإعلاميين بماسبيرو، حيث تتطلب تلك النوعية من الأحداث تأهيل وتدريب أقرب إلى مهارات الإعلام الحربي ، ولكن لا يقتصر الأمر على تشخيص الأزمة تحت هذا الإطار  كما أصر وزير الإعلام السابق أسامة هيكل فى أكثر من تصريح واستشهد  بتقرير لجنة تقييم الأداء الإعلامي – والذي لم يُعلن بشكل كامل للرأي العام حتى وقتنا هذا – التى شكلها إثر ما تم توجيهه من اتهامات لماسبيرو فى مذبحة 9 أكتوبر الماضي ، نستطيع القول بأنه كان هناك إرادة سياسية لقيادات العمل الإخباري لأن تتم صياغة الأحداث بشكل تحريضي وساهم في ذلك التواضع المهني لمنفذي العملية الإخبارية

 

 

رابعا: “الحياد” إلتزام مهنى على الإعلام الرسمي :-

 

تعني الحيادية – اختصارا- نشر المواد الإعلامية (خاصة الأخبار) دون تدخل من مصدر هذه الرسالة الإعلامية ؛ أى يعني تزويد المشاهد بالأخبار الصحيحة ، والمعلومات الدقيقة ، والحقائق الصادقة والثابتة  قدر الإمكان، والتي تساهم على تشكيل رؤية صائبة إزاء واقعة ما ، ونستطيع القول بأن معيار الحياد كأحد ضوابط العمل المهني وخاصة فى المجال الإخباري المحلي يعتبر من أهم المعايير التي يجب أن يلتزم بها الإعلام الرسمي بصفته يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف والجهات فى المجتمع وبين المجتمع ومؤسسات الدولة ، وأن يكون بقدر الإمكان معبرا عن المزاج العام للمجتمع بشرائحه كافة ، ووسيطا نزيها فى نقل الرسائل وتحقيق التواصل بين أطياف وفئات المجتمع من جانب ومؤسسات الدولة و مراكز صنع القرار من جانب آخر .

وعلى العكس من مؤسسات الإعلام المستقلة والخاصة والتى تضبط إيقاع عملها وتقييم مدى جودته ومهنيته بمدى إلتزامه بالموضوعية والتوازن في التغطية ولكن لها الحق فى اتخاذ وجهة نظر حول الموقف أو الخبر المنقول يُفسر الأحداث من خلاله ، وفق ما يقدمه من أسانيد لتلك الرؤية، بشرط أن تظل فى إطار “حرية الفكر والتعبير” دون الوقوع تحت طائلة التضليل أو التحريض على العنف والكراهية  ، فبطبيعة ملكيته الخاصة ليس مطلوب أن يكون حياديا إلا إذا كان ذلك من ضمن أهدافه وتوجهاته التى حددها لنفسه سلفا .

وقد لاحظ فريق عمل التقرير عدد من السمات في التغطية الإخبارية أنتهكت بشكل صارخ معيار “الحيادية” و”الموضوعية ” منها :-

  • إطلاق صفات أو تعاريف  تنم عن توجهات محددة سلفا .
  • أخبار  غير متوازنة وناقصة ،لا تراعي السياق المنطقى لتطور الحدث
  • تبني وجهات نظر خاصة وتخمينات شخصية وتقديمها على شكل خبر.
  • الحذف الانتقائي :بتر بعض أجزاء خبر سواء في صياغته أو في الصورة المعبرة عنه.
  • استخدام حقائق مع تطويعها لتخدم استنتاجات معينة، تخدم التوجه السياسي المركزي،و تجاهل وجهات النظر الأخرى.

 

 

مصادر ومراجع التقرير

  1. التحديات التى تواجه إعلام الأزمات والكوارث وتأثيرها على الأعراف المهنية ،دراسة مقارنة، د.مها عبد المجيد صلاح (خبير الاعلام بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية)
  2. خطاب السلطة الإعلامى، د. محمود عكاشة،مكتبة دار المعرفة، ط2 ،2007م.
  3. التلفزيون المصرى..مسيرة خمسون عام، سلسلة التقارير المعلوماتية،مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار
  4. الموقع الرسمى لهيئة اليونيسكو
  5. official youtube channel for Egypt News Center
  6. official youtube channel for Nile Eg

 

 

التفريغ الكتابي لمحتوى 270 دقيقة من التغطية الإخبارية المباشرة لأحداث مذبحة 9 أكتوبر بقناة النيل للأخبار

 

تفريغ الثلاثين دقيقة الأولى

المذيعة: … التابعة للقوات المسلحة أمام مبني ماسبيرو

وكما تابعنا فالأقباط المتظاهرين يرشقون قوات الجيش والشرطة المكلفة بحماية مبني الإذاعة والتلفزيون بالحجارة مما أدي إلي تصاعد الموقف الخرؤوج من الشكل السلمي للمظاهرة كما بدأت إلي أن وصلت إلي حالة من المواجهة بين المتظاهرين وقوات الشرطة والجيش المتواجدة أمام ماسبيرو مما أدي إلي اشعال المتظاهرين لبعض العربات التابعة للقوات المسلحة المتواجدة أمام مبني ماسبيرو

أيضا الأقباط المحتجون أمام المبني وكما نقرأ في خبر عاجل، وبسبب تصاعد الموقف قاموا بقطع طريق الكورنيش بشكل كامل، وكما نري في الصورة، فهذه صورة لمجموعة من الحرائق، حيث أشعلوا النيران في عدد من العربات الاتبعة للقوات المسلحة امام ماسبيرو وقاموا برشق قوات الجيش والشرطة المكلفة بحماية المبني بالحجارة مما أدي لتصاعد الموقف.

وكما نتابع الآن وصلت عربة من المطافئ في محاولة لإخماد الحرائق التي اشتعلت في العربات التابعة للجيش.

انضم لهم شاهد عيان “علي جمعة”، من قرية المريناب، ثم أعلنت المذيعة أنهم فقدوا الاتصال.

المذيعة: ثم نعود ونذكر بالخبر العاجل بأن المتظاهرون الأقباط قاموا برشق رجال الجيش والشرطة المكلفون بحماية مبني ماسبيرو بالحجارة مما أدي الي تصاعد الموقف، كما قاموا بإحراق عربات تابعة للجيش أمام المبني، كل هذه التظاهرات احتجاج علي احداث المريناب.

معاودة الاتصال بعلي جمعة، من قرية المريناب.

المذيعة: نعود مرة أخري للخبر العاجل ، حيث نظم حوالي عشرة الآف قبطي مسيرة من منطقة شبرا لوسط القاهرة للمطالبة باقالة محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد ومدير أمن أسون اللواء أحمد ضيف صقر وذلك احتجاجا علي احداث قرية المريناب بادفو باسوان ودعا المتظاهرون لسرعة القبض علي المحرضين  والجناة وكذلك سرعة اصدار دور العبادة الموحد وكذلك اصدار قانون يجرم التحريض علي مهاجمة دور العبادة، وقد تصاعد الامر من تنظيم مظاهرة سلمية الي اعمال شغب حيث قام المتظاهرون برشق رجال الشرطة والجيش المتواجدون أمام مبني ماسبيرو بالحجارة كما قاموا بقطع الكورنيش أمام المبني وكذلك قاموا بحرق بعض عربات الجيش أمام مبني التليفزيون.

ونتابع الان علي الهواء نيران تشتعل في عدد من العربات التابعة للجيش وكما تابعنما منذ لحظات وصلت عربات الاطفاء في محاولة للسيطرة علي الحريق وبالفعل بدأت السيطرة علي الموقف.

وانضم اليهم المفكر القبطي الاستاذ/ كمال زاخر.

المذيع: ومازلنا متواصلون معكم مشاهدينا الكرام لمتابعة البث الحي لوقائع الأحداث لمجموعة من المسيحيين الذين قطعوا الطريق امام مبني التليفزيون وهو طريق الكورنيش ولمزيد من المتابعة

ينضم الينا الاستاذ جمال أسعد المفكر القبطي.

المذيع: الاستاذ جما أسعد أرجو أن تبقي معي ونتحول الي الزميل حسام عاطف مراسل النيل من أمام مبني ماسبيرو

المذيع: حسام رأينا منذ قليل سيارة اتةبيس تشتعل ورأينا قطع للطريق ورأينا كثير من الأخوة الأقباط يقطعون طريق الكورنيش .. حسام.

حسام: لا يرد.

المذيع : سوف نعود مشاهدينا الكرام الي حسام مرة أخري، حيث قطع مئات المتظاهرين الأقباط طريق الكورنيش أمام مبني الاذاعة والتليفزيون بوسط القاهرة، ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام المبني وأكد شهود العيان أن المتظاهرين أحرقوا عددا من السيارات علي كورنيش النيل، وكان أمن اتحاد الاذاعة والتليفزيون قد أغلق كافة مداخله ومخارجة قبل ذلك بساعتين كإجراء أمني.

عودة مرة أخري لجمال أسعد.

المذيع: نتحول الي حسام عاطف مراسل النيل من أمام مبني التليفزيون.

المذيع: حسام ضعنا في الصورة لديك الآن.

حسام: هشام الصورة سيئة جدا، امام الآن عدد من السيارات المدنية كانت تقف علي جانب الطريق، تم احراقها، سيارات المطافئ تحاول اطفائها لكنها لا تستطيع، أمامي اتوبيس لشركة ما لا أدري ما هي لأنها احترق عن بكرة أبيه وتحول فحما، لا اعلم ماذا حدث كانت المظاهرة سلمية بشكل ما ثم قدم المتظاهرون الواقفون أمام ماسبيرو بأعداد غفيرة جدا أغلقوا الطريقين ..

المذيع: حسام عفوا ربما ذكرنا منذ قليل ان المتظاهرن كانوا سلميين فمن أين اتت لهم الادوات التي احرقوا بها مثل هذه العربات

حسام: أنا أقول ان المتظاهرين الذين كانوا واقفين أمام مبني ماسبيرو كانوا سلميين، لكن المظاهرة القادمة من شبرا من الواضح انها لم تكن سلمية بشكل ما لأنهم قطعوا الطريق وحينما حاول الجيش ان يجعلهم يقفون بجانب الطريق اطلقوا عليه نوع من الرش او من الرصاص عليه، فاضطر الجيش ان يطلق أعيرة نارية صوتية في الهواء ليفرق المتظاهرين، وإذ فجأة تحول المتظاهرون قنابل من الزجاج وكراسي واخشاب وادوات ترمي علي القوات المسلحة ..

المذيع: اذا كانت المشكلة تكمن في المتظاهرين الذين اتوا من شبر وليس المتواجدون امام ماسبيرو.

حسام: نعم بالفعل هشام المتظاهرون المتواجدين أمام ماسبيرو كما قلت في المداخلة السابقة كانوا سلميين بشكل كبير، لكن المظاهرة التي اتت من شبر لم … بحال من وإلا فمجموعة .. بشكل كبير، أمامي مجموعة كبيرة من جنود القوات المسلحة والامن المركزي مصابون واشاهدهم بأم عيني يدخلون مصابون لا ادري هل هم ميتون أم احياء، لكنهم كانوا مصابون منهم من ينزف ومنهم غير ذلك، ماسبيرو الان محاصر من جميع الجهات، قوات الامن تحاول منع المتظاهرين من الوصول لمبني ماسبيرو حتي لا يحاولوا اشعال النار فيه او يفعلوا ما يفعلوا، ولكن الأمور بدأت تهدأ قليلا، بدأ يظهر بعض المصابين من داخل المتظاهرين يسلمون للجيش والجيش يقوم بمحاولات لعلاجهم.

المذيع: أرجو حسام ان تبقي معي لنذيع هذا الخبر العاجل، حيث سقط شهيد وعشرون مصابا، من جنود الجيش بعد اطلاق النار عليهم من قبل المتظاهرين، اعود مرة أخري واذكر، حيث نظم حوالي عشرة الآف قبطي مسيرة من منطقة شبرا لوسط القاهرة للمطالبة باقالة محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد ومدير أمن أسون اللواء أحمد ضيف صقر وذلك احتجاجا علي احداث قرية المريناب بادفو باسوان ودعا المتظاهرون لسرعة القبض علي المحرضين  والجناة وكذلك سرعة اصدار دور العبادة الموحد وكذلك اصدار قانون يجرم التحريض علي مهاجمة دور العبادة، هذا ويقوم المتظاهرون الاقباط حاليا بقطع طريق الكورنيش أمام مبني التليفزيون، أعود مرة أخري مشاهدينا الكرام إلي مراسل النيل حسام عاطف من أمام مبنس ماسبيرو، حسام ما الذي يمكن أن تضيف في هذا التوقيت فالصورة كما نراها سيئة للغاية وبالنسبة لنا في الاستوديو صورة ضبابية، فا هي الملابسات التي أودت الي اشتعال الموقف بهذا الشكل، حسام تعتقد شرارة الاشتباكات بين المتظاهرين والجيش، كيف بدأت؟

حسام: هشام انا كنت وسط المتظاهرين لاني كنت معكم علي الهواء قبل هذا الحدث، وفجأة وجدنا الطريق قطع أمام المبني في الذهاب والاياب، السيارات وقفت امام المبني لم يستطع اصحابها المدنيين ان يذهبوا يمينا او يسار، وفجأة وجدنا مجموعة مجموعة كبيرة قادمة من ميدان التحرير الي ماسبيرو وفجأة تحول المتظاهرون الي الصراخ والنداءات والهتافات العالية جدا “مليونية مليونية” وتطور الأمر، حاول الجيش أن يوقفهم بجانب الطريق، وفجأة فوجئنا بضرب نار غريب أصوات ليست أصوات البنادق الالية الخاصة بالجيش لكن اصوات لسنا معتادين عليها لا ندري هل هي بنادق رش ام خرطوش لا ندري، واذ فجأة وجد الجيش نفسه مضروبا بالنارفاضطر أن يدافع عن نفسه بأن يفرق المتظاهرين بالرصاصات التحذيرية في الهواء وفجأة وجدنا الزجاجات والأخشاب ووجدنا اشياء الغريبة تلقي من المتظاهرين وإلا لما وقعت هذه الاصابات الكثيرة في الجنود، أنا امامي الان مجموعة كبيرة من دكاترة الجيش يحاولون اسعافهم وأمامي الكثير من عربات الجيش محترقة ومهشمة الزجاج من الامام والخلف، واصابات انت ذكرت انهم شهيد وعشرون مصابا، انا الان امامي مجموعة من الجنود يحملون زميلا لهم ويهرولون به الي داخل المبني وهو مصاب.

المذيع: حسام .. شكرا جزيلا لك .. ومازلنا متواصلون معكم مشاهدينا الكرام.

 وينضم الينا الدكتور عبدالله النجار الاستاذ بجامعة الأزهر.

 

تفريغ الثلاثين دقيقة الثانية

…. استمرار الاتصال بالدكتور عبد الله النجار بجامعة الأزهر.

المذيعة: ونعود ونذكر بالخبر العاجل، حيث استشهد احد جنود الجيش اثر اطلاق النار عليه من قبل المتظاهرين الأقباط المتواجدين أمام مبني ماسبيرو، كما اسفرت الاشتباكات العنيفة بين متظاهرين أقباط وقوات الجيش بشارع كورنيش النيل أمام مبني التليفزيزن ادت الي اصابة نحو 9 من المتظاهرين باصابات متنوعة، وقام المتظاهرون بقطع طريق الكورنيش في الاتجاهين وقاموا بتحطيم العربات المتواجدة امام مبني الاذاعة والتلفزيون بالاضافة الي قيامهم باحراق عربة تابعة للجيش واتوبيس نقل عام، كما نتابع في الصورة الحية صور الحرائق التي اشتعلت بعربات الجيش، ايضا لازالت قوات الامن ورجال القوات المسلحة تحاول السيطرة علي الموقف، وتحاول تفريق المتظاهرين، الذين قاموا برشق … بزجاجات الملوتوف وفي الوقت ذاته قامت قوات الامن بفرض كردون أمني أمام مبني ماسبيرو كما قاموا باغلاق جميع ابواب المبني لضمان عدم اقتحامه من قبل المتظاهرين، حوالي عشرة الآف قبطي مسيرة من منطقة شبرا لوسط القاهرة للمطالبة باقالة محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد ومدير أمن أسون اللواء أحمد ضيف صقر وذلك احتجاجا علي احداث قرية المريناب بادفو باسوان ودعا المشاركون في المسيرة، التي بدأت سلمية، لسرعة القبض علي المحرضين  والجناة وكذلك سرعة اصدار قانون دور العبادة الموحد وكذلك اصدار قانون يجرم التحريض علي مهاجمة دور العبادة، وقد اشتعلت الأمور وتحولت هذه المظاهرة السلمية إلي اعمال عنف وشغب بعد ان قام الالاف من المتظاهرين الأقباط بقطع الطريق أمام مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون علي كورنيش النيل وسط القاهرة، وأدت هذه الاشتباكات الي استشهاد احد جنود الجيش بسبب اطلاق النار عليه من قبل المتظاهرين الاقباط من امام مبني ماسبيرو كما اسفرت الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين والامن الي اصابة نحو 9 من المتظاهرين باصابات متنوعة، وقام المتظاهرين بقطع طريق الكورنيش، وكذلك قاموا بتحطيم السيارات المتواجدة امام المبني وعربات تابعة للجيش واتوبيس نقل عام، ومازالت رجال القوات المسلحة والأمن يحاولون السيطرة علي الموقف كما نشاهد في هذا البث الحي، ومازالوا يحاولون تفريق المتظاهرين الذين قاموا برشق قوات الأمن بالزجاجات الحارقة “المولوتوف”، في الوقت ذاته قامت قوات الأمن بفرض كردون أمني بالحواجز الحديدية أمام مبني ماسبيرو واغلاق كل مداخله لضمان عدم اقتحامه من قبل المتظاهرين بعد ان حالو بعض المتظاهرين بالفعل اقتحام المبني وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة مما ادي الي التعامل السريع من الجيش مما ادي الي تصاعد الأمور بهذا الشكل. نعود ونذكر أن حصيلة الضحايا في هذه الاشتباكات شهيد وعشرون مصاب من جنود الجيش. لقد تم نقل المصابين الي مركز الرعاية الطبية بمبني ماسبيرو لتلقي العلاج، وكما نتابع الان وأيضا في خبر عاجل مازال المتظاهرون الاقباط المتواجدون أمام مبني الاذاعة والتليفزيون مازالوا يواصلون رشق قوات الجيش والشرطة المكلفة بحماية مبني الاذاعة والتليفزيون بالحجارة، المصابون يتم نقلهم لمركز الرعاية الطبية بمبني ماسبيرو لتلقي العلاج، ومن هناك تنضم الينا مراسلة قناة النيل كريمة الحلفاوي من مركز الرعاية الطبية بماسبيرو، صفي لي الاصابات يعني هل الاصابات خطيرة وكم عدد المصابين وحالتهم؟

كريمة: الاصابات خطيرة يعني منظر الدماء يغطي كل المتواجدين تماما،  قيل في الاول في احد المجندين توفي ولكن نحن نتحدث الان عن شهيدين حتي الان وفق التقالارير المبدئية وعدد كبير جدا من الاصابات وعدد كبير من المصابين يدخل الي العيادة اثناء حديثنا وانت تعلمين ان العيادة غير مجهزة بشكل كامل، يعني في بعض الحالات، تحتاج الي رعاية اكبر، هناك طبيب واحد فقط من يتعامل مع الحالات وباقي الحالات يتم نقلهم من خلال زملائهم، عدد كبير جدا من الذين يقومون بنقل زملائهم من ابناء القوات المسلحة وابناء الامن المركزي في حالة كبيرة من …. من زملائهم.

المذيعة: كريمة تستطيعي ان تصفي لي الاصابات مثلا هل هي بسبب رشق الحجارة أم كما تسربت بعض الاخبار بأن المتظاهرون كانوا يحملون اسلحة نارية، يعني هل هي بسبب طلق ناري ام بسبب القاء الحجارة؟

كريمة: لا استطيع الجزم ان يكون هناك طلق ناري ولكن هناك دماء كثيرة تغطي وجوه المصابين عدد كبير من المصابين لديه اصابات كبيرة في القدم ، كثير منهم

يتم نقلهم علي النقالات وكثير منهم علي كراسي متحركة لكن لادري ان كان هناك طلق ناري ام لا انا لا ساتطيع ان ادخل الي وحدة العلاج بسبب الازدحام الشديد، يا ايمان هناك عدد كبير جدا من المصابين.

المذيعة: احنا في الخبر العاجل علي الشاشة بيقول ان عدد المصابين ثلاثين مصاب، يا كريمة هل عدد الاصابات اكثر من ذلك.

كريمة: نعم يا الاعداد تتزايد، فبينما اتحدث اليكي الان هناك خمسة مصابين تم ادخالهم لغرفة الانقاذ.

المذيعة: نحن نعلم، كما قلتي ان المركز الطبي في المبني لم يكن في حالة استعداد لاستقبال هذه … ، يعني هناك سرعة مثلا في استيعاب هذه الاعداد الكبيرة من المتظاهرين أم ماذا.

كريمة: نعم  يتم توسيع المكان تم ضم الصالة الخارجية المتواجدة امام العيادة لغرفة الانقاذ، وانا اري الان انهم يفرشون حصر وسجاجيد علي الارض لاراحة المصابين عليها.

المذيعة: سنعود اليكي لاحقا كريمة، وكما ذكرت كريمة الحلفاوي، مراسلة النيل بمركز الرعاية الطببية بماسبيرو حيث تم نقل المتظاهرين، وقالت ان حصيلة الحداث المؤسفة شهيدان واكثر من ثلاثين مصابا بعد اطلاق النار عليهم من قبل متظاهرين اقباط امام مبني التليفزيون، وتم نقل المصابين الي مركز الرعاية الطبية بمبني ماسبيرو والتي ذكرت كريمة انه لم يكن معدا لاستقبالهم ويجري الان محاولات اسعافالمصابين الذين وصفت حالتهم بالخطيرة واعدادهم بالكبيرة وخصوصا بعد سقوط شهيدان من الجيش …. نعود ونذكر من جديد بأن هذه المظاهرة التي نظمت منذ ساعات من عدد من الأقباط وتحركت مسيرة من شبرا لمنطقة وسط القاهرة للمطالبة باقالة المحافظ واعتراضا علي احداث المريناب وتصاعدت الاحداث بعد ان قام المتظاهرون الاقباط باطلاق النار علي قوات الجيش والشرطة التي كانت مكلفة بحماية مبني ماسبيرو ونذكر من جديد بأنه استشهد جنديين وأصيب أكثر من ثلاثين جنديا بعد أن أطلق متظاهرين أقباط امام مبني ماسبيرو واسفرت الاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين الاقباط وقوات الجيش والشرطة ادت الي اصابة 9 من المتظاهرين باصابات بالغة، وقام المتظاهرين بقطع طريق الكورنيش في الاتجاهين ، وكذلك قاموا بتحطيم العربات المتواجدة امام مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون وكذلك احراق عربة تابعة للجيش واتوبيس نقل عام ، ومازالت حتي الان قوات الامن ورجال القوات المسلحة السيطرة علي الموقف وتفريق المتظاهرين الذين قاموا برشق قوات الامن بالزجاجات الحارقة “مولوتوف”.

المذيع: ومازلنا متواصلين معكم مشاهدينا الكرام

وينضم الينا علي الهاتف السيد علي مطاوع الناشط السياسي.

المذيع: سيد علي حاول ان تبقي معي.

المذيعة: ينضم الينا عبر الهاتف السيد مظهر شاهين شيخ مسجد عمر مكرم.

المذيع: ووردنا مشاهدينا الكرام منذ قليل وعلي لسان المصابين ان المتظاهرين كانوا يستخدمون الاسلحة النارية وربما هذه الاسلحة التارية عي التي أردت شهيدين من قواتنا المسلحة قتيلين، هذه الاحداث هي ايضا التي اصابت ايضا اكثر من 30 مصابا يتم علاجهم الان بالمركز العلاجي بمبني الاذاعة والتليفزيون، وكما نري الان مشاهدينا الكرام علي الشاشة الصور الحية التي تظهر صور عربات الاسعاف تارة وسيارات المطافئ تارة اخري والتي تحاول ان تهدأ من روع المتظاهرين واحتواء الازمة واحتواء الموقف وها هي سيارات الاسعاف تدخل كما نراها الي الساحة التي كان يتظاهر فيها المتظاهرون وكنا منذ قليل علي اتصال مع الناشط السياسي علي ونعود له مرة أخري.

المذيع: وينضم الينا مشاهدينا الكرام حسام عاطف موفد النيل من امام مبني الاذاعة والتليفزيون، حسام ربما تواردت الينا معلومات منذ قليل بأن المتظاهرون يريدون الهجوم علي مبني الاذاعة والتليفزيون، ماذا عن صحت هذه المعلومات؟

حسام: هشام الوضع الان المتظاهرون الان يحاولون تجميع صفوفهم مرة أخري محاولات غريبة لا ادري هل هي محاولة للهجوم أم محاولة للاقتراب، وهناك مجموعة من الافراد يقفون بشكل سلمي امام المبني والجيش يتركهم في حالهم، لا يتحدث معهم وهم مسالمون تماما، اما هناك مجموعات تتجمع حول قوات الامن من اليمين واليسار وقوات الشرطة والجيش تمنعهم من الاقتراب من المبني بشكل ما ولا ادري ماذا يريدون هل الاعتداء عليهم ام يحاولون الاقتراب من مبني ماسبيرو، ولكن من الناحية الاخري لمبني ماسبيرو من ناحية ابو العلا قوات الشرطة تقطع الطريق عن مجموعة من المئات من المتظاهرين أمام مبني وزارة الاعلام الان، بعض الاتوبيسات يأتي فيها بعض المتظاهرين ، أعدادهم بالمئات.

المذيع: حسام وهل هذه الاتوبيسات تأتي من نفس المكان، من شبرا كما ذكرنا سابقا؟

حسام: لا ادري الان من اين يأتي هؤلاء ولكن أظن ان هؤلاء المتظاهرون من المتظاهرون الرئيسيين الذين حضروا من شبرا من وقت سابق بعد أن فرقهم الجيش تجمعوا مرة أخري.

المذيع: حسام هل اتجاه السيارات آتي من اتجاه الكورنيش ام اتي من عبد المنعم رياض والتحرير؟

حسام: هشام لا يوجد سيارات الآن …

تفريغ الثلاثين دقيقة الثالثة

استمرار مداخلة حسام موفد النيل أمام مبني ماسبيرو

المذيع: من أين تأتي السيارات التي تقل المتظاهريت الذين ذكرتهم منذ قليل؟

حسام: بعضهم يأتي نمن ناحية ابو العلا والبعض الاخر يأتي من ناحية التحرير، سيارات الاسعاف تأتي الان، وتنقل المصابين، احد السيارات الان نقلت احد المصابين لا ادري هل هو من الجيش ام من الشرطة، ومن الواضح ان هناك صعوبة كبيرة جدا في دخول عربات الاسعاف، لقد ورد الي ان بعض الجنود يعانون جدا الان ولا يجدون من يسعفهم ونحاول ايجاد اطباء ولكن الطريق مغلق من الناحيتين.

المذيع: اذن حسام الطريق الوحيد لانقاذ المصابين هو الدخول بهم الي مبني الاذاعة والتليفزيون؟

حسام: الجنود دخلوا الي مبني الاذاعة والتليفزيون وهناك محاولات لانقاذ بعض المصابين من المتظاهرين. ودخولهم الي المبني.

المذيع: حسام هل من طريق لسيارات الاسعاف للعبور لاحد المستشفيات القريبة لنقل المصابين؟

حسام: ظهور سيارة اسعاف الان يعني انها كانت ممنوعة من قبل، وبدأت تظهر الان سيارة قادمة من ابو العلا.

المذيع: اذن هناك انفراجة علي الاقل لسيارات الاسعاف وسيارت الدفاع المدني للتعامل مع الأزمة.

حسام: سيارات الدفاع المدني خرجت من التليفزيون منذ قليل وبدأت في اطفاء العربات المشتعلة امام المباني القريبة من التليفزيون، اما عربات الاسعاف فهي غير موجودة وتأتي من المستشفيات ومراكز العلاج القريبة ولكن يبدو أن الطريق مقفول امامها، ولا يستطيعوا الوصول للمبني.

المذيع: حسام انت ذكرت أن هناك محاولات للمتظاهرين لتجميع أنفسهم مرة أخري وانهم ربما يحاولون الهجوم علي المبني، ماذا عن التعامل من قبل الأجهزة الشرطية والقوات المسلحة مع المتظاهرين، هل جائت تعزيزات من الخارج أم لا.

حسام: الشرطة والجيش الان امامي كافيين تمام يحاولون تأمين الوضع بشكل هادئ جدا، وأمامي مواطنين أقباط مسيحيين من المتظاهرين لا أدري هل فعلا أقباط ام مسلمين في المابس المدنية يقفون في الناحية الأخري من ماسبيرو هم مسالمين والجيش والشرطة يتعاملون معهم بكل هدوء دون التعرض لأي احد منهم، ولكنهم يسبون الجيش والشرطة والضباط والعساكر، أري احدهم الان يمشي وفي يده شومة، وهم يحاولون الاحتكاك بقوات الشرطة ولكن الشرطة هادئة الان، ويحاولون التعامل معهم بهدوء، وهناك سيارة مدنية مهشمة تماما، يمكن أن تكون لاحد العاملين بمبني الاذاعة والتليفزيون أو احد القاطنين في العمارات القريبة، مهشمة تماما.

المذيع: أريد ان اتحدث عن عملية تأمين مبني الاذاعة والتليفزيون، كيف تراها من مكانك؟

حسام: مبني الاذاعة والتليفزيون مؤمن تماما والجيش يقوم بتأمين المبني والعاملين به، وأري انه ليست هناك مشكلة في تأمين المبني، لكن المشكلة في الاحتكاكات الدائمة أمام المبني، الاحتكاكات بين المتظاهرين ورجال الشرطة والجيش حيث يحاولون منعهم من الاقتراب من المبني لكن مازالت هناك بعض الاحتكاكات.

المذيع: هل وصلت بعض المدرعات او عربات الجنود الي المنطقة ام لا؟

حسام: لا .. امامي الان احدي مدرعات قوات الشرطة خضراء لنقل الجنود تحاول تأمين المنطقة وتتحرك أمام المبني ربما تسمع صوته الان، انا لا اعلم هل ميدان التحرير مغلق وعبد المنعم رياض مغلق أم لا فأنا بعيد عن هذه المنطقة فأنا امام ماسبيرو فعليا.

المذيع: حسام انا اعلم انك محاصر بالفعل، ونريد أن نوصل للمشاهدين الصورة الحقيقية كما تحدث الان، نحن نريد ان نتعرف علي الحقيقة حتي لو كنا في وضع لا يؤهلنا لهذا الأمر.

حسام: هشام هل تسمع هذه الصيحات الشديدة الآن؟

المذيع: نعم أسمعك حسام.

حسام: من الواضح ان بعض المواطنين من منطقة بولاق يحاولون الهجوم علي المتظاهرين الأقباط لا ادري لماذا، بعضهم يقول ان رؤيتهم للعساكر وهي تموت وتصاب امامهم دفعت بعض المواطنين من المناطق المحيطة بماسبيرو يحاولون الدخول والتعامل مع المتظاهرين، ولكن الشرطة تحجز بين الفريقين.

المذيع: حسام المشهد مؤسف للغاية ولا نستطيع أن نتصوره، واتسائل عن التواجد الأمني والشرطي والذي ربما يحول دون وصول المواطنين الي … أمام التليفزيون.

حسام: التواجد الامني قوي جدا، السيارات المدرعة تحضر امام المبني لتأمينه وقوات الشرطة تحاول تأمين المبني من جميع الجهات ويحاولون منع المتظاهرين من الجانبين من الاحتكاك.

المذيع: حسام من أمام مبني الاذاعة والتليفزيون أشكرك شكرا جزيلا.

المذيعة: ونعود ونذكر من جديد بالخبر العاجل وهو استشهاد جنديان وعشرات المصابين من جنود الجيش بعد اطلاق النار عليهم من قبل متظاهرين أقباط أمام مبني ماسبيرو.

وينضم الينا الاستاذ محمد الهواري مدير تحرير جريدة الأخبار.

ينضم الينا الاستاذ أشرف العشري بجريدة الأهرام.

وتنضم الينا الاستاذة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي.

وينضم الينا الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.

المذيعة: نتابع الان صورة حية لكورنيش النيل من امام مبني ماسبيرو حيث جرت الاشتباكات بين متظاهرين أقباط وقوات الجيش.

المذيع: هذا وقد استشهد ثلاثة من جنود الجيش واصيب العشرات علي اثر اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين اقباط امام مبني ماسبيرو كما اسفرت المظاهرات العنيفة بين المتظاهرين الأقباط وقوات الأمن الي اصابة نحو 9 من المتظاهرين باصابات متنوعة وقام المتظاهرين بقطع طريق الكورنيش أمام مبني ماسبيرو في الاتجاهين وكذلك تحطيم العربات المتواجدة أمام المبني، بالاضافة الي قيامهم باحراق عربة تابعة للجيش واتوبيس تابع لهيئة النقل العام، ونتابع معكم مباشرة عبر الصور المباشرة اعلي كوبري السادس من اكتوبر والتي تبين بعض المتظاهرين وهم يلقون الحجارة ولم يتضح من الصورة هدفهم الذي يحاولون القاء الحجارة عليه، ونتابع أيضا قوات الجيش التي تحاول التصدي للمتظاهرين الذين خرجوا عن حدود التعبير السلمي، ونتابع هذه المشاهد في بث حي ومباشر لقناة النيل من امام مبني ماسبيرو وصور لبعض المصابين من المتظاهرين كما نشاهد صور اتلاف للمتلكات وبعض السيارات المحترقة، ونتابع أيضا هذه الصورة اعلي كوبري السادس من اكتوبر حيث يوجد بعض المتظاهرين وهناك اشعال لنيران … اسفل الكوبري، يذكر أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف يتابع ما يجري حاليا ويجري اتصالات مع قادة الجيش والشرطة وقيادات كنسية لاحتواء الموقف، وأيضا في متابعتنا وزير الاعلام يطالب بضبط النفس خلال تغطية الاحداث اعلاميا، ومن الواضح ان هذه الحالة سيستغلها المزايدين والذين يرغبون في تواجد اعلامي بشكل ما سيستغلونها بشكل غير حرفي وغير مهني في محاولة لاجتذاب موقف والبحث عن مكان. في هذه اللقطات نتابع الأحداث التي أدت استشهاد ثلاثة من الجيش والعشرات من المصابين من جنود الجيش بعد أن اطلق عليهم متظاهرون اقباط النار امام مبني ماسبيرو وقد وقع أيضا 9 جرحي من المتظاهرين باصابات متنوعة في حصيلة اولية تردنا حتي الان. نوافيكم بالتطورات المستمرة فيما يتعلق بأعداد المصابين وتنضم الينا كريمة الحلفاوي بمركز الرعاية الطبية بمبني الاذاعة والتليفزيون.

المذيع: كريمة ما الجديد لديك؟

كريمة: احمد يتزايد الان اعداد المصابين حيث يتوافد المصابين من الامن المركزي او قوات الجيش لوحدة الرعاية والمكان كما تعلم ضيق فمنيقومون باسعافه بشكل مبدئي ييم خروجه لملحق امام الرعاية والاخرين يقومون بالدخول لوحدة الرعاية الطبية، عدد كبير من العاملين والموظفين داخل المبني قاموا بالتطوع لمساعدة المصابين حيث يقومون بالتبرع بالدم وغيرها، والاصابات متنوعة ما بين خبطات علي الرأس، لكن ما علمته انها اصابات كلها بالحجارة او بخبطات بالشوم والعصي، ولا يوجد هنا احد المصابين بطلق ناري وفقا للمعلومات التي وردت الينا ولكن قد يكون هناك تضارب في المعلومات،

المذيع: مبني الاذاعة الطبية مجهز لبعض الحالات التي تطرأ علي بعض العاملين بماسبيرو هل تم الاستعانة ببعض الاسعافات الطبية من القوات المسلحة أو من وزارة الصحة ما هو الموقف؟

كريمة: لا يوجد اي استعدادات ولم تدخل اي مساعدات، ولكن هناك بعض عربات الاسعاف المتنقلة تقوم بنقل المصابين، وقامت احداها بنقل احد الشهداء الذي كان متواجدا بالمبني.

تفريغ النصف ساعة الرابعة

استمرار مداخلة المذيع مع كريمة، موفدة التليفزيون لمركز الرعاية الطبية بماسبيرو.

كريمة: صغير وضيق ولا يحتمل المزيد من الاعداد.

المذيع: في حصيلة وردتنا أن هناك ثلاث شهداء حتي الان هل لديك جديد بشأن هذه الحصيلة.

كريمة: لا ما علمته فعلا ان احد الشهداء كان متواجد بالفعل داخل المبني وهناك اخرين في مستشفي العجوزة مستشفي الشرطة علي ما اعتقد.

المذيع: هل استمعتي لشهادة بعض الجنود المصابين الذين تم اسعافهم علي طبيعة ماجري.

كريمة: نعم ما يقوله المصابون انهم تعرضوا للقتل رغم انهم لم يبادروا بالضرب ولم يقوموا باستخدام العنف ولم يبادلوا الاقباط الموجودون امام المبني العنف ولكنهم يتعرضون للضرب بشكل مباشر يتعرضون لالقاء العصي والحجارة بشكل مباشر وكأن هناك تعمد لإصابتهم بشكل مباشر، في حين انه لا يوجد تعامل بالقوة حتي الان لم يجزم لي احد انه تعامل بالقوة، هناك حالات كبيرة من الاختناق، في حالة بتدخل الان احمد يقوم بنقلها بعض العاملين بالمبني، وايضا رجال الشرطة المتواجدين، حالات الاختناق كانت بسبب احراق السيارات كان منذ قليل هناك اسعافات لاحد رجال الحماية المدنية والاطفاء كان يقول لي انه تعرض لحادث اختناق منذ قليل بسبب قيامه بعمله.

المذيع: كريمة، انتي تحدثتي عن ان معظم ال..

كريمة: احمد الاعداد تتزايد الان، هناك حالة مصاب اخر يدخل الان خلال دقائق قليلة يدخل اكثر من مصاب.

المذيع: نعم كريمة، انتي تحدثتي ان معظم الاصابات نتيجة القاء حجارة، وهناك حديث ومعلومات واقاويل ان هناك اطلاق نار من المتظاهرين علي الجيش، هل من خلال الاصابات والوفيات الموجودة لديك ما يؤشر الي وجود اطلاق نار ؟

كريمة: نعم احمد، ما رأيته بعيني لا يجزم ان هناك اطلاق نار لكن الروايات تقول ان هناك اطلاق ناري.

المذيع: الروايات تقول ان هناك اطلاق نار عليهم لكن ما رأيتيه بعينك هي اصابات نتيجة قذف بالحجارة؟

كريمة: نعم لم اشهد طلق ناري بعيني، وما اراه الان هو اصابات بالحجارة لكن هناك عدد من جنود الامن المركزي يؤكدون ان هناك طلق ناري ولكن هذا لم اراه بعيني.

المذيع: كريمة الحلفاوي من مركز الرعاية الطبية بالتلفزيون شكرا لك.

المذيع: مشاهدينا الكرام سنتابع معكم الان عدد من اللقاءات التي سجلت مع عدد من جنود الجيش والشرطة الذين اصيبوا وتلقوا الرعاية الطبية بمبني التليفزيون.

المذيعة: وكما تابعنا منذ قليل كانت هذه بعض اللقاءات وبعض الصور للمصابين الذين تم نقلهم لمركز الرعاية الطبية بمبني ماسبيرو لقاءات مع المصابين الذين اكدوا انهم تعرضوا لاطلاق ناري والحجارة اثناء قيامهم بتأدية عملهم بحماية مبني التليفزيون حيث قام المتظاهرون بالاعتداء عليهم ورشقهم بالحجارة وتم نقلهم علي الفور لمركز الرعاية الطبية بمبني ماسبيرو، ووصلت حصيلة المصابين ثلاث شهداء والعشرات من المصابين معظمهم حالتهم خطيرة.

تنضم الينا علي الهواء الاستاذة عزة هيكل الكاتبة الصحفية

المذيع: نتابع معكم مشاهدينا الكرام الاحداث علي شاشة النيل ينضم الينا الان من امام مبني الاذاعة والتليفزيون، حسام ماهي الصورة لديك الان؟

حسام: هناك مشادات بين المتظاهرين ورجال الشرطة ورجال الشرطة والجيش يحاولون التعامل معهم بطريقة أهدأ من الأول لكن لازالت هناك احتكاكات من المتظاهرين، أري الان بعض المتظاهرين يسبون الواقفين بمبني ماسبيرو من العاملين لمتابعة المظاهرت هذا بالاضافة للجنود والواقفين اسفل المبني.

المذيع: حسام، سنحاول مشاهدينا الكرام محاولة الاتصال بحسام مرة أخري نظرا لردائة الصوت، ونتابع معكم الان هذه الصور المباشرة من أمام مبني الاذاعة والتليفزيون حيث يتجمع عدد من المتظاهرين الأقباط، بدأت الأحداث بمسيرة جائت الي مبني الاذاعة والتليفزيون احتجاجا علي احداث قرية المريناب وبعد ذلك انضمت للمسيرة مظاهرة تضم حوالي عشلارة الاف قبطي من منطقة شبرافي محاولة للتظاهر وتحول الأمر الي احتكاك ومحاولة لاستثارة جنود الجيش والشرطة المتواجدة امام مبني الاذاعة والتليفزيون لتأمينه، تم هذه الاحتكاك ونتج عنه الكثير من المناوشات التي انتهت باستشهاد ثلاثة من جنود الجيش واصابة مائة، وأيضا بحسب حصيلة أولية، هناك 9 اصابات في صفوف المتظاهرين، وايضا بحسب الروايات فالمتظاهرين الأقباط ألقوا أسلحة نارية وألقوا الحجارة علي جنود الجيش والشرطة المتواجدين أمام مبني الاذاعة والتليفزيون، كما تم احراق عدد من سيارات الشرطة العسكرية بالاضافة الي عدد من السيارات المدنية امملوكة لملكيات خاصة وسيارة تابعة لهيئة النقل العام، وتم اغلاق طريق الكورنيش، وأيضا هناك تكدس وزحام مروري شديد بمنطقة وسط البلد، وأيضا هناك متابعات أنه كانت هناك بعض المحاولات من بعض المتظاهرين لاقتحام مبني ماسبيرو لكن تم السيطرة علي الموقف، جميع أبواب المبني مغلقة ويتم تأمين المبني بشكل كامل، وكانت كل الأصوات التي جائت وتمت استضافتها من محللين وسياسيين ومن نشطاء سياسيين مسلمين ومسيحيين، قالت أن مايحدث خارج عن السياق بكل تفاصيله وان ما يحدث ما هو الا بذور خبيثة لأن تسير مصر الي طريق لا يعلم احد نهايته وان ما يحدث يحتاج لوقفة مع النفس ويحتاج الي تهدئة كبيرة والبحث عن حلول غير تقليدية لأن ما يحدث ليس ملفا طائفيا وليس ملفا خاصا ولكنه ملف أمه وملف وطن يحتاج تكاتف من الجميع، ولكن ما يؤشر علي خطورة الموقف هو هذا الاحتكاك المتعمد بجنود الجيش التي كانت موجودة في توقيت الكل يعلم أهميته بالنسبة لهذا الوطن الذي يمر بظروف دقيقة وقف فيه الجيش حاميا لثورته ولم يطلق رصاصة واحدة طوال حوالي ما يزيد عن سبعة أشهر من الثورة، والان يأتي هذا الموقف يتسائل فيه البعض لمصلحة من ان تظهر هذه الصورة، بالتأكيد هذه الصورة ستجد الكثير من المزايدين سواء علي المنابر … حتي في الخارج من بعض الاصوات التي تدعي أنها تحمل لواء الدفاع عن بعض القضايا والملفات الموجودة في الوطن، هذا الظرف الاستثنائي يحتاج الي الروية ويحتاج الي الكثير من اعمال العقل. ونتابع ايضا التحركات السياسية لاحتواء الموقف، رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف يجري اتصالات مع قادة الجيش والشرطة وقيادات كنسية لاحتواء الموقف، كما أكد الجنود المصابون أنهم لم تكن لديهم ذخيرة حية ولم تصدر لهم اوامر باطلاق النار علي المتظاهرين، هذه شهادات نتابع معكم ان المصابين من قوات الجيش يتم اسعافهم بمركز الرعاية الطبية بمبني الاذاعة والتليفزيون هذا المركز غير جاهز لاستقبال هذا العدد الكبير من المصابين، ربما نحن بحاجة الي امدادات طبية سواء من وزارة الصحة أو من الجيش بشكل عاجل، العاملون بمبني الاذاعة والتليفزيون قاموا بالتبرع بالدم للمصابين في محاولة لاسعافهم وتقديم كافة الرعاية التي يمكن أن يوفروها للمصابون،  وأيضا نتابع معكم ما نشاهده الان من صور تأتي مباشرة من أمام مبني الاذاعة والتليفزيون. وزير الاعلام طالب القنوات والمنابر الفضائية بضرورة ضبط النفس خلال هذه الأحداث.

وينضم الينا الان الناشط الحقوقي أمجد فتحي. 

 

تفريغ الثلاثين دقيقة الخامسة

استمرار المداخلة مع الناشط الحقوقي أمجد فتحي.

المذيعة: ونذكر بهذا الخبر العاجل، حيث قامت قوات الأمن بإلقاء القبض علي عشرات من العناصر المثيرة للشغب بمنطقة ماسبيرو تمهيدا لإتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم، وانتقل مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة اللواء محسن مراد وقيادات المديرية لمنطقة ماسبيرو لمتابعة الموقف عن كثب ومحاولة السيطرة علي الموقف. للمزيد من المتابعة ينضم الينا من علي كورنيش النيل موفد التلفزيون منذر أبو دوح، منذر صف لي الوضع أمامك الان؟

منذر: انا الان اتواجد في المنطقة الواقعة من امام مبني ماسبيرو باتجاه وزارة الخارجية ، يتواجد الان المئات من اهالي منطقة بولاق، ويتوافد علي المنطقة الان عدة سيارات من حاملة جنود من الأمن المركزي لتأمين منطقة ماسبيرو، وأري امامي العديد من سيارات الاسعاف المتجهة لمنطقة ماسبيرو لحمل المصابين والذهاب بهم الي المستشفي.

المذيعة: منذر منذ قليل ذكر لنا موفدنا ان الكثير من اهالي بولاق يتجمعون ويستعدون للاتجاه لمنطقة ماسبيرو لحماية الجيش بعد سماعهم عن الاشتباكات بين المتظاهرين والجيش.

منذر: نعم هناك المئات من أهالي بولاق يتجمعون في المنطقة بين وزارة الخارجية وماسبيرو، المئات والكثير منهم يحاولون تأمين المكان والقضاء علي أي مناوشات بين المتظاهرين والجيش.

المذيعة: نعم، فيه اي اشتباكات تراها في المنطقة التي تقف فيها الان.

منذر: المنطقة هادئة ولا تحدث فيها أي مناوشات، لا تحدث فيها أي مناوشات.

المذيعة: خرج بالفعل أهالي منطقة بولاق، هل تحرك فعلا أمامك عدد من الأهالي متوجهين الي ماسبيرو؟

منذر: هم متواجدين من البداية، منذ سمعوا بحدوث مناوشات بين الجيش والاقباط المعتصمين امام المبني ، توافد المئات من المواطنين المتواجدين بمنطقة بولاق لمحاولة تقديم المساعدة ومنع المناوشات.

المذيعة: نعم، اعتقد اننا نستمع لصوت سيارات الاسعاف؟

منذر: انه صوت سيارة اسعاف قادمة من مبني التلفزيون تحمل مصابين لنقلهم لأحد المستشفيات القريبة.

المذيعة: كان فيه مشكلة بأنه المتظاهرين الاقباط قطعوا الطريق وكان فيه مشكلة ان سيارات الاسعاف ان تصل للمبني.

منذر: الطريق الان مفتوح في قدومها من ناحية وزارة الخارجية وسيارات الاسعاف تمر بسهولة وترجع بسهولة، لأن أهالي بولاق يقومون بتأمين منطقة الكورنيش

المذيعة: نعم، أشكرك منذر أبو دوح من أمام كورنيش النيل من أمام مبني ماسبيرو.

وينضم الينا الان الاستاذ خالد أبو بكر عضو الاتحاد الدولي للمحامين.

المذيع: وينضم الينا موفد تلفزيون النيل سعيد منتصر، سعيد ما الصورة لديك الان؟

سعيد: نعم احمد الامور الان تبدو هادئة نسبيا الي حد ما، سواء من طريق 6 اكتوبر او طريق 15 مايو تبدو هادئة نسبيا، ما عدا اتجاه 15 مايو بعض المتظاهرين تقريبا ، مع ان بعض الشهود هناك اكدوا لي انه لم يعد هناك متظاهرين في هذه المنطقة الا انه تم اشعال بعض الاطارات هناك، ولكن عامة الامور تبدو هادئة نسبيا مع تراجع حالة الكر والفر بين المتظاهرين الاقباط وقوات الجيش والامن المركزي ويبدو لي من المشهد ان اهالي منطقة بولاق وحتي منطقة روض الفرج انضم بعض الاهالي الي المكان ويبدو ان لهم دور كبير في السيطرة علي الأوضاع، والامور تبدو هادئة الي حد بعيد.

المذيع: هل هذا الهدوء الذي وصفته بالنسبي ادي الي فتح طريق الكورنيش الذي كان مغلقا؟

سعيد: احمد الطريق مغلق بشكل كامل حتي الان، ولكن قيل لي ايضا ان بعض الاهالي كان لهم دور كبير في السيطرة علي الامر وتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الجيش وبعضهم اتجه الي منطقة الزمالك واعتلي كوبري 6 اكتوبر وحاولوا ابعاد المتظاهرين بأكبر قدر ممكن وبالفعل المتظاهرون الذين كانوا يلقون الحجارة فروا من المكان من جهة منطقة 6 اكتوبر.

المذيع: سعيد انت تشير الي نقطة بالغة الاهمية في سياق المعالجة لهذا الحدث وهي الدور الشعبي في التعامل مع الأمر، هل لمست من قيادات الشرطة والقيادات العسكرية عندك اي منهم يلتقط هذا الخيط ويوجه هذا التفاعل الشعبي لاحتواء الموقف؟

سعيد: بالفعل احمد انا حاولت ان اتصل بقيادات من الشرطة والجيش وخاصة من الامن المركزي لكن تبدو الاوضاع الحالية صعبة للحصول علي تعليقات منهم علي الموقف، ولكن ما يبدو لي الا احمد ان نسبة وجود المدنيين من اهالي المنطقة نسبة كبيرة بالنسبة لقوات الامن المتواجدة في المكان وهذا ما يرجح دور الاهالي في انهم هم من تصدوا للمتظاهرين بشكل كبير.

المذيع شكرا سعيد وربما نعود اليك لاحقا، اشار سعيد الي الدور الشعبي في احتواء الموقف اذا وجدنا صعوبة في التعامل الامني بشكل مباشر نتيجة لما يعني رسخ في الذاكرة من احداث ثورة يناير من تعامل امني مع المتظاهرين، علي الرغم من قوات الجيش والشرطة كانت ملتزمة بضبط النفس علي حسب روايات المصابين من جنود الجيش حيث اكدوا انهم لم يكونوا مسلحين وانهم لم تصدر لهم اوامر باطلاق النار، وخلال هذه الصورة المشتبكة بدا الدور الشعبي مهما جدا  ونتمني ان يكون هناك من يسمع ومن يري ويلتقط الفكرة في توظيف الدور الشعبي الذي قام به اهالي منطقة بولاق وروض الفرج الذين اتوا الي منطقة ماسبيرو للتفاهم مع المتظاهرين، هذا الدور الذي بدا، كما اشار الزميل سعيد انه ناجعا وناجحا في اعادة الهدوء ولو حتي بشكل نسبي في منطقة ماسبيرو نحن امام امام احد الحلول التي قد تسهم في احتواء هذه الاحداث هذه الليلة وهو الدور الشعبي المهم في التعامل مع المتظاهرين لانهم علي ما يبدو هناك حساسية كبيرة في التعامل مع من يرتدي زيا عسكريا، فالمواطن يستمع لصوت مشابه له يسهم هذا في تهدئة النفوس نحن بحاجة الي من يسمع ومن يلتقط هذه الفكرة.

المذيعة: ونعود ونذكر بأنه تم القبض علي عشرات من العناصر المثيرة للشغب بمنطقة ماسبيرو تمهيدا لإتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم، كما نؤكد أن حصيلة الاصابات في هذه الأحداث المؤسفة بلغت 3 شهداء وحوالي 100 مصاب من .. قوات الأمن والذين يتلقون العلاج الان بالمركز الطبي داخل مبني ماسبيرو، الجنود أمام ماسبيرو يؤكدون أنهم لم يكن لديهم ذخيرة حية وأنهم لم يطلقوا النار علي المتظاهرين الأقباط.

وينضم الينا الدكتور هشام شيحة، وكيل وزارة الصحة. 

المذيعة: ذكر الدكتور شهام شيحة أن عدد المصابين من الطرفين وصلت الي 140 حالة بالإضافة الي ثلاثة شهداء من الجنود.

وينضم الينا الاستاذ حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان. 

 

تفريغ الثلاثين دقيقة السادسة

استمرار مداخلة حافظ ابو سعدة

المذيعة: ونذكر بالخبر العاجل ارتفاع عدد الوفيات جراء احداث ماسبيرو الي 12 قتيلا، في اتصال هاتفي بالدكتور هشام شيحة تحدث عن ثلاثة قتلي و140 مصاب وهذه الاعداد قابلة للزيادة نظرا لتوافد عدد كبير من سيارات اسعاف تحمل مصابين الي مستشفيات الهلال والقصر العيني والقبة.

ينضم الينا الاستاذ حسام حازم الناشط السياسي، وعضو ائتلاف الأغلبية الصامتة.

وينضم الينا اللواء عبدالرافع درويش الخبير الاستراتيجي.

المذيعة: وتنضم الينا كريمة الحلفاوي، من الرعاية الطبية، ماذا عن اعداد المصابين وحالة المصابين صفي لي الأوضاع الآن لديك؟

كريمة: ايمان الان الأوضاع هادئة، كافة المصابين خرجوا وغادروا الرعاية، أما الآخرين من المصابين بالحالات الخطرة تم تحويلهم الي اماكن اخري وقامت عربات الاسعاف بنقلهم، وبالفعل توافد عدد كبير من الأطباء المتطوعين للمساعدة بعد النداءات التي وجهتها قناة النيل للأخبار.

المذيعة: كريمة تحدثتي في البداية عندما كان هناك شهيدان وعدد المصابين 30 او 40 ، هل هذه الاعداد كلها خرجت أم مازال هناك عدد من المصابين لازال بالفعل موجودين داخل الرعاية الطبية؟

كريمة: لا يوجد الان داخل الرعاية الطبية اي من المصابين كلهم خرجوا وغادروا المكان.

المذيعة نشكرك كريمة، ونذكر بالخبر العاجل عدد الوفيات جراء احداث ماسبيرو الي 12 قتيلا.

المذيع: وينضم الينا الان عبر الهاتف من امام مبني التلفزيون موفد النيل منذر ابو دوح، منذر، ما هي الصورة لديك الان؟

منذر: انا الان اتواجد في المنطقة الواقعة علي كورنيش النيل في اتجاه وزارة الخارجية او كوبري مايو المنطقة الان هادئة ولا يوجد بها سوي المئات من اهالي بولاق ولا توجد مناوشات هنا ولا اي شئ فقط عربيات الاسعاف تم وهيا تحمل المصابين من الجنود في المناوشات التي حدثت منذ قليل

المذيع: … تواجد لديك، انت تتحدث عن ربما ما نلمسه بشكل ما من هدوء هل هذا الهدوء…

منذر نعم في المنطقة ….

المذيع: نعم شكرا منذر أبو دوح، ونذكر بهذا العاجل الذي نورده علي الشاشة الان، ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث ماسبيرو إلي 17 قتيلا، وحسب تصريحات من وزارة الصحة ارتفاع حصيلة المصابين وهي حصيلة قابلة للزيادة بلغ 140 مصاب وأن هناك 30 سيارة اسعاف تتابع الموقف في محيط منطقة ماسبيرو وتقوم بنقل المصابين الي المستشفيات القريبة وهي مستشفيات الهلا الاحمر والعسكري في الجلاء وكذلك كل المستشفيات القريبة، وبدأت الأحداث اليوم من خلال تظاهرة انضم اليها عشرة الاف في مسيرة قادمة من منطقة شبرا احتجاجا علي تصريحات وصفت بأنها مستفزة من جانب محافظ اسوان فيما يتعلق بأحداث قرية المريناب، واحتك المتظاهرون امام مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون مع قوات الجيش المتواجدة أمامه لتأمينه وتبادلوا القاء الحجارة عليهم وبحسب الروايات من صفوف جنود الجيش أنه تم اطلاق النار عليهم، وبحسب وزارة الصحة الاصابات تتراوح بين حروق وجروح قطعية وطلق ناري الأمر الذي يؤكد وجود اطلاق للنار وهناك مصادر تؤكد من الجيش انه لم تأتي اليهم أوامر بإطلاق النار وأن المتظاهرين بعضا منهم هم من أطلف النار عليهم، هذه الأحداث التي نتابعها ونتابع الصور المباشرة التي تتحدث عن محاولات لتهدئة الموقف واستيعابه رئيس الوزراء يجري اتصالات مع قيادات كنسية وقيادات في الجيش والشرطة لمحاولة تطويق الموقف، وتم القاء القبض .. من مثيري الشغب لإجراء الإجراءات القانونية معهم، وهناك مطالبات بضبط النفس من خلال التغطية الاعلامية لأن هناك من سيستغل هذا الموقف، كل الاراء التي تحدثت في معظمها تريد ان يتم مناقشة ما حدث في اطاروطني وليس علي أي اساس طائفي. وقد أكد الدكتور عصام شرف أن المستفيد من أعمال الشغب التي وقعت أمام ماسبيرو هم أعداء ثورة يناير وأعداء الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه، وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء السفير محمد حجازي أن رئيس مجلس الوزراء يتابع ما يجري في منطقة ماسبيرو أولا بأول ويجري اتصالات مع قيادات المختلفة سواء في الشرطة أو في القوات المسلحة أو القيادات الكنسية أو اعضاء لجنة العدالة الوطنية للتدخل لسرعة احتواء الموقف وتداعياته لتجنب تطوراته السلبية، كما دعي شرف الي ضبط النفس وتحمل المسئولية تجاه أمن الوطن والمواطن حتي تتمكن مصر من عبور تلك المرحلة الهامة واطلاق العملية الديمقراطية في مناخ آمن.

المذيعة: وللمزيد من المتابعة ينضم الينا محمود العزالي من أعلي كوةبري اكتوبر، محمود صف لي الوضع لديك من كوبري السادس من أكتوبر.

محمود: هنا تواجد مكثف … لا ادري ان كان مسلما أو مسيحيا هم يتابعون الموقف الشرطة والجيش هناك تواجد مكثف لهم وهناك تأمين كبير لهلتون رمسيس حتي لا يقتربوا من التليفزيون، لا توجد اي اشتباكات … نادرا ما يعتدي شخص علي اخر برشق الطوب ثم تعود الأوضاع للهدوء مرة أخري، علي جانبي كوبري 6 أكتوبر المداخل والمخارج هناك تواجد مكثف للناس، لكن حركة المرور طبيعبة جدا.

المذيعة: محمود، هل هذا التواجد للناس من أجل مشاهدة ما يحدث من أعلي الكوبري ، يعني هو تواجد فقط للمتابعة أم هناك تواجد في شكل تجمعات للاحتكاك، يعني ما هو شكل هذا التواجد؟

محمود: تواجد المواطنين فوق كوبري 6 اكتوبر للمشاهدة فقط، ولم يحدث أي احتكاك ولكن ما يحدث اذا كان هناك احتكاكات فهي بسيطة وتحت الكوبري فقط، مام فوق الكوبري فلا يحدث اي احتكاكات وحالة المرور طبيعية جدا.

المذيعة:حركة التجمهر فوق 6 اكتوبر هل هي في زيادة، يعني المفروض الامور تتجه للتهدئة فهل حركة التجمهر بتزداد أم بدأ المواطنين في الانصراف؟

محمود: لا حالة التجمهر في ازدياد، هم يرفضون ما يحدث هم لم يتوقعوا ان يكون المشهد يشاهدونه لأبناء الوطن … ثورة 25 يناير يرفضون أن يكون هناك مسيحيا أو قبطيا أو مسلما تفريقا بينهم، ويقولون أنهم لم يشهدوا هذه المسميات طيلة حياتهم وأنهم كلهم أبناء مصر، فليس هناك ملسم أو مسيحي، فكل الذين هنا يرفضون هذا ويرفضون أن يكون هناك اعتداء علي الجيش أو اي مشهد من هذه المشاهد سواء علي المسيحيين أو قوات الجيش

المذيعة:تحدثت عن حركة المرور في كوبري اكتوبر وذكرت أن هناك سيولة مرورية أم ماذا وخصوصا ان عربات الاسعاف تتحرك من أمام المبني متجهة الي أقرب مستشفي لعلاج المصابين.

محمود: بالنسبة لكوبري 6 اكتوبر وميدان عبد المنعم رياض والمناطق المحيطة لا يوجد اي اختناق مروري، حالة المرور عادية جدا وليس بها أي مشاكل ولكن المنطقة من بداية هيلتون رمسيس حتي مبني التليفزيون مغلقة لا يسمح فيها بالمرور لأي أحد مهما كانت صفته اما غير ذلك فكل شئ مباح للمواطنين ، ويلاحظ  ان هناك قوات من الجيش تأتي لمنطقة هيلتون رمسيس وتؤمن المنمطقة ولكن لا يحدث اي نوع من الاحتكاكات بينهم وبين المواطنين.

المذيعة: كان هناك حديث أن قوات من الأمن المركزي تتجه إلي كوبري اكتوبر بعد أن كان هناك حديث أن مجموعة من الأقباط ينظمون أنفسهم من جديد عند الكوبري، هل تشاهد أي تجمعات جديدة للأمن المركزي؟

محمود: نعم هناك تواجد مكثف من قوات الأمن المركزي لتأمين المنطقة، وكان هناك بالفعل مجموعة من الشباب القبطي يحاولون تنظيم أنفسهم، في البداية كانوا مجموعة من المسلمين والأقباط يرددون شعارات الجيش والشعب يد واحدة، ثم بعد ذلك رددوا هتافات المسلمون والأقباط يد واحدة  وبعد ذلك تفرق هذا الجمع.

المذيعة: شكرا محمود العزالي موفدنا من أعلي كوبري السادس من أكتوبر شكرا لك.

المذيع: وتنضم الينا مركز الرعاية الطبية موفدة تلفزيون النيل كريمة الحلفاوي، كريمة ما الجديد؟

كريمة: نعم أحمد منذ قليل ذكرت أن كافة المصابين خرجوا من الرعاية إلا أن الان توافد علي التليفزيون حوالي خمسة مصابين آخرين البعض مصاب ببعض الكدمات والبعض مصاب باختناقات، وقام الاطباء هنا باسعافهم، وما علمته أنهم بحاجة الي امدادات واسعافات اولية امام المبني في الأماكن التي يتواجد بها الضرب لحين أن تقوم سيارات الاسعاف بنقلهم إلا أن بعض الاطباء هنا اخبرني ان عدد من سيارات الاسعاف في محاولة لانقاذ المصابين الموجودين امام مبني ماسبيرو هذا فضلا عن المصابين الذين يتوافدون علي المبني، وهناك عدد من الطباء جائوا لتقيم مساعدتهم للمصابين.

المذيع: كريمة الحلفاوي من مبني الرعاية الطبية بماسبيرو شكرا جزيلا لك. مشاهدينا الكرام هذه الصور المباشرة للتعزيزات من قوات الجيش التي أتت لتأمين منطقة مبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون هذا المرفق الحيوي المهم.

وينضم الينا علي الهواء الدكتور أحمد مهران عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة.

تفريغ الثلاثين دقيقة السابعة

استمرار مداخلة أحمد مهران عضو المكتب التنفيذي لاتحاد شباب الثورة.

ينضم الينا عبر الهاتف هاني رمسيس، عضو اتحاد شباب الثورة.

المذيع: ننتقل الان الي سعيد منتصر من أمام مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون، سعيد ما الجديد لديك الان؟

سعيد: الأمور تبدو الي حد ما هادئة لكنه هدوء حذر أو هدوء نسبي لا يشوبه إلا بعض التوترات التي يمكن أن صفها بأنها فردية من بعض الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مستفزين من تطورات الأمور اليوم ، مايحدث من تطورات الان يمكن أن نقول أنها فردية منذ اخر مرة كلمتك فيها منذ ساعة تقريبا، ولكن الأمور تبدو تحت السيطرة، الان جائت مدرعة عسكرية للجيش عند مطلع كوبري 6 اكتوبر، بدأت قوات الشرطة العسكرية وقوات الجيش تعود أمام ماسبيرو، ولا أجد أمامي الان إلا قوات الأمن المركزي ومدنيين عند مطلع كوبري 6 أكتوبر.

المذيع: نعم سعيد منتصر موفد النيل من أمام مبني ماسبيرو شكرا لك، مشاهدينا الكرام بحسب مصادر وزارة الصحة قد ارتفعت حصيلة القتلي الي 19 قتيلا و156 مصابا في احداث ماسبيرو، اختلفت الروايات الكل يتبادل المسئولية عما حدث ولكن الحصيلة هي 19 قتيلا و156 مصابا، هذه الأحداث يجري رئيس الوزراء لها متابعة أول بأول وعن كثب مع قيادات أمنية وقيادات كنسية في محاولة لاستيعابها، وهناك الكثير من المصابين الذين يتم نقلهم من خلال 30 سيارة اسعاف الي المستشفيات المتواجدة امام منطقة ماسبيرو، الشارع أمام ماسبيرو مغلق تماما وهناك زحام مروري في منطقة وسط البلد نتيجة وجود كثافات من المواطنين وكذلك بعض المحاولات التي تمت لإلقاء زجاجات “المولوتوف من فوق الكوبري، وهناك اجتماع للجنة العدالة الإجتماعية برئاسة شرف غدا لبحث تداعيات أحداث ماسبيرو، كل الآراء … المحللين يرون أن الأحداث يجب حلها في إطارها الأعم والأشمل وهو الإطار الوطني وليس الإطار الطائفي، وحذر المتحدثون من خلال النيل من من يستغل هذه الاحداث في السير بالبلاد في طريق لا أحد يعلم نهايته يخرج منه الجميع خاسرون سواء كان من أيادي خارجية أو قوي داخلية تسعي لإجهاض الثورة ومكتسباتها والإلي محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، الكل يري أن هذه الأحداث إذا ما وضعت  في سياقها الطبيعي فسيعلم الكثير أن الأمر ليس مجرد المطالب الخاصة بمصريين “مسيحيين” ولكنها تعدت الأمر لتستغل هذه المطالب المشروعة لتحول المشهد الإجتماعي والسياسي والأمني في مصر إلي مشهد فوضوي الكل يري ضرورة معالجة هذه الأحداث من الجذور ولا أحد يريد التعامل مع القشور ومن الخارج فقط، هذا الملف بالتأكيد يحتاج الي المعالجة من كافة الجهات وعلي كافة المستويات، الكل ايضا ينادي بضرورة تدخل القيادات الروحية في الكنيسة المصرية.

المذيع: ومازلنا مستمرين معكم مشاهدينا الكرام، حيث أعلنت وزارة الصحة أن عدد القتلي في أحداث ماسبيرو وصل إلي 19 والمصابين 156 شخصا، وأوضح بيانا لوزارة الصحة اليوم أن المستشفي القبطي استقبل أربعين مصابا 17 حالة وفاة ومعهد ناصر استقبل 57 مصابا  والهلال استقبل 21 مصابا، وبولاق العام 14 مصابا والقصر العيني 3 مصابين وكوبري القبة 21 مصابا وحالتي وفاة.

ينضم الينا الأستاذ سيد علي أحد شهود العيان.

المذيع: شكرا جزيلا الاستاذ سيد علي شاهد عيان وكان مراقبا لما حدث من احتكاكات.

ومعنا الان الاستاذ عاطف عوض، من اتحاد شباب ماسبيرو.

المذيع: شكرا استاذ عاطف عوض من اتحاد شباب ماسبيرو، هذا وقد أعلنت وزارة الصحة أن عدد القتلي في احداث ماسبيرو بلغ 19 والمصابين 156،

وينضم الينا مباشرة السيد أسامة هيكل، وزير الإعلام.

المذيع: أولا، سيادة الوزير انت اطلقت نداء للمنابر الإعلامية تطالبها بضبط النفس خلال تغطية هذه الأحداث، لكن السؤال هل هناك استجابة مباشرة لهذا النداء من خلال مراقبتكم للمشهد الإعلامي؟

الوزير: لأ الحقيقة انا لما طلبت ضبط النفس من وسائل العلام لأن الحدث اكبر بكثير من كونه فتنة طائفية، لأن الحدث يمس الأمن المصري كله، وفي الحقيقة أن مستاء جدا من المكالمة اللي كانت قبلي دلوقتي، لأنه الحقيقة انه أنا قاعد في ماسبيرو لحد الساعة 5 وشايف المتظاهرين بشكل سلمي مشفتش انا عربيات بتدهس المتظاهرين بالعكس أنا كنت شايف الشرطة العسكرية واقفة بتأمن المتظاهرين لآخر لحظة كنت موجود فيها في المبني، الأمر بعد كده ان أول ضحايا بعد كده كانوا سقطوا من الشرطة العسكرية، النهارده مبنتكلمش في مسلم ومسيحي علي الإطلاق، التظاهر حق مشروع للجميع، التظاهر السلمي، لكن اللي انا شفته هو ان الشرطة العسكرية كانت تحاول أن تمنع طريق الكورنيش، هذا الأمر تغير فجأة أصبح هناك اطلاق رصاص هناك الآت حادة بتطلع في مولوتوف، خرجت المظاهرة عن كونها سلمية، هذا الأمر أنا بقول انه من الصعب بمكان أنه نجزم أن ما حدث مطالب للأقباط انهم يبنوا كنيسة أو انهم يطلبوا أي شئ من حقوقهم، انما الحقيقة انا شايف ان الموضوع تجاوز هذا الأمر ، وهناك لأن هذه المظاهرة كانت معلنة سلفا كان الجميع يعلم أن فيه مظاهرة قبطية تتحرك لماسبيرو النهارده كانت المعاد بتاعها الساعة خمسة حسب معلوماتي أن الشخصية ، واضح جدا ان من اندس داخل هذه المظاهرة ليحاول أن يؤجج المشاعر ويثير الفتن، المشهد اللي احنا شايفينه الان مشهد مؤسف بكل المقاييس، من المستحيل أن نقول أن ما يحدث الان هو فتنة طائفية ما يحدث الان هو ضرب لمصر كلها، انت داخل … من منجزات ثورة 25 يناير، انكانت تبدأ في العملية النتخابية التي نتحول بها الي دولة ديمقراطية حديثة، نحن علي وشك انتخابات برلمانية كنا نعلم مسبقا أن هناك محاولات لعرقلة مثل هذا الاتجاه، اللي بيحصل اليوم هو أحد الامور اللي كنا متوقعينها انما هي مبالغة في السوء، كلنا بنشعر بأسي من اللي حصل، اللي انا طلبته من وسائل الاعلام كلها بما فيها النيل للأخبار وأرجو أن تضعوا هذا الأمر محل اعتبار انه ما يحدث الان يجب ان نتعامل معاه اعلاميا بمنتهي الحذر لئلا نقع في الفخ ولئلا نستخدم في تأجيج الفتن، مصر الان اهم من أي اعتبار.

المذيع: سيادة الوزير لاتصالك بدوائر صنع القرار، ما هي الإجراءات التي تتخذ علي مستوي التنسيق السياسي لاحتواء الأزمة، وسؤال استتباعي له يري بعض المراقبين الذين تحدثوا اذا كانت الحكومة تعرف بهذه المظاهرة منذ فترة كبيرة وتعرف الحشد الكبير الذي تم عبر الانترنت، لماذا لم يتم استباق هذه التظاهرة بالحوار مع قيادات الكنيسة فيما يتعلق بمطالبهم.

الوزير:الحوار مستمر، انا اعتقد ان قيادات الكنيسة ليس لها علاقة بمثل هذه المظاهرة، الحقيقة من الواضح لي أن بعض الجهات الأخري هي التي تحاول أن تحركها، فيه أزمة علي أرض الواقع وهناك بعض الوزراء المعنيين اللي بيحاولوا يديروا الأزمة علي أرض الواقع لاحتواء الموقف، بكره الصبح بدري فيه انشاء الله فيه اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لمناقشة هذه الأزمة والاستماع للتقارير من الوزراء المعنيين واتخاذ الطريق المناسب علي المستوي السياسي في الفترة القادمة.

المذيع: عندما نتحدث ايضا عن المعالجة لهذه الأحداث المستمرة ، لابد أن يكون هناك مرصد إعلامي لرصد الأداء الإعلامي لمختلف المنابر الإعلامية سواء أكانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، كيف سيتم التعامل مع هذا الأمر بين مطرقة المسئولية وسندان نقل الأحداث كما هي؟

الوزير:احنا الحدث بيتم قدام التليفزيون المصري وتقريبا بيتم نقله من الساعة 6 مساءا، مفيش فيه أي مزايدة بالأمر، ورغم كده البعض بيتهمنا علي المواقع الالكترونية اننا محناش منصفين في هذه التغطية، اعتقد التغطية يجب ان تكون منصفة بقدر كبير، مينفعش ان احنا نفتح الباب لطرف انه يثثير باقي الأطراف بشكل أو بآخر، فيه في الوقت اللي احنا بنتكلم فيه دلوقتي البعض يحاول اطلاق بعض الشائعات لتأجيج مشهد الفتنة اللي احنا شايفينه ده بشكل أكبر، احنا محتاجين اننا نتعامل بحكمة أكبر من أي وقت مضي، مصر الان انا اري انها في خطر حقيقي، وأي حد له علاقة بالأمن القومي يعلم أن اسهل طريق لهدم الدولة المصرية هو تأجيج الفتنة الطائفية في مصر، الحقيقة هذا الأمر هو غريب عن النامس الوطني المصري وانا اعتقد الان اننا كإعلام وكفوي سياسية يجب أن نتحمل مسئوليتنا في محاولة انقاذ هذا الوطن بأسرف وقت ممكن.

المذيع: لكن سيادة الوزير انت في حديثك عن التناول الإعلامي لهذا الأمر أنت تتحدث عن وسائل الإعلام الوطنية ولكن ماذا عن وسائل الإعلام ذات الملكية الخاصة التي تستغل هذا الحدث وغيره من احداث للبحث عن موقع تجاري والبحث عن ترويج لفكرها، هذه المنابر الإعلامية ما هي السلطة عليها وكيف تشعر بالمسئولية الوطنية تجاه هذه الأحداث؟

الوزير: ما هما مصريين، هما مصريين برضه وعليهم أن يتحملوا مسئولياتهم، وانا أقولهالك من جانب آخر، ما هي وسائل الاعلام الخاصة هي شركات بتعمل في مجال الاستثمار هي نفسها هتخسر إذا الوضع تأجج عن هذا الأمر، الحقيقة احنا في وضع سئ جدا هو الحقيقة ردة للخلف، لا هيبقي عندك سياحة ولا اقتصاد واحنا اقتصادنا في حالة سيئة جدا يجب انه يتعافي منها، الحقيقة الوضع اللي احنا فيه ده هيرجعنا ورا شهور طويلة جدا، الحقيقة احنا في وضع يجب أن نتحمل فيه جميعا مسئولياتنا…

تتابع الاسترابات على مدار 270 دقيقة من التغطية الإخبارية

  • الأقباط المحتجون أمام مبني ماسبيرو يقطعون طريق الكورنيش
  • المتظاهرون الأقباط المحتجون أمام مبني ماسبيرو يرشقون رجال الجيش والشرطة المكلفين بحماية المبني بالحجارة.
  • شهيد وعشرون مصابا من جنود الجيش بعد اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين اقباط امام مبني ماسبيرو.
  • شهيدان وأكثر من ثلاثين مصاب من جنود الجيش يعد اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين أقباط أمام مبني ماسبيرو.
  • الجنود المصابون يؤكدون استخدام المتظاهرين الأسلحة النارية أمام ماسبيرو.
  • شهيدان وعشرات المصابين من جنود الجيش بعد اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين أقباط أمام مبنى ماسبيرو
  • ثلاثة شهداء وعشرات المصابين من جنود الجيش بعد اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين أقباط أمام مبني ماسبيرو.
  • شرف يتابع الأوضاع بمنطقة ماسبيرو ويجري اتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية لمحاولات احتواء الموقف.
  • وزير الاعلام يدعو لضبط النفس والتزام الحياد والمهنية خلال التغطيات الإعلامية وعدم محاولة اثارة المواطنين.
  • المتظاهرون الأقباط يرشقون الجيش بالحجارة ويواصلون إلقاء المولوتوف من أعلي كوبري أكتوبر.
  • ثلاثة شهداء وعشرات المصابين من جنود الجيش بعد اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين اقباط امام مبني ماسبيرو.
  • ثلاثة شهداء ومائة مصاب من جنود الجيش والأمن بعد اطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين أقباط أمام مبني ماسبيرو.
  • الجنود المصابون في أحداث ماسبيرو يؤكدون أنهم لم يكن لديهم ذخيرة حية وأنهم لم يطلقوا النار علي المتظاهرين الأقباط.
  • الجنود المصابون في أحداث ماسبيرو يؤكدون أنهم لم يكن لديهم ذخيرة حية ولم تصدر لهم أوامر بإطلاق النار علي المتظاهرين.
  • القبض علي عشرات من العناصر المثيرة للشغب بمنطقة ماسبيرو تمهيدا لإتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم.
  • د.عصام شرف: المستفيد من أعمال العنف أمام ماسبيرو هم أعداء الثورة والشعب المصري مسلميه وأقباطه.
  • وزارة الصحة: ارتفاع مصابي احداث ماسبيرو الي 42 شخصا.
  • شيحة للنيل: الاصابات تتراوح ما بين طلق ناري وجروح قطعية وحروق.
  • شيحة للنيل: 30 سيارة إسعاف لنقل مصابي أحداث ماسبيرو إلي المستشفيات المختلفة.
  • ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث ماسبيرو إلي 12 قتبلا.
  • ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث ماسبيرو إلي 17 قتيلا.
  • ارتفاع عدد الوفيات جراء أحداث ماسبيرو إلي 19 قتيلا.
  • وزارة الصحة : 19 قتيلا و 156 مصابا في أحداث ماسبيرو.
  • اجتماع للجنة العدالة الإجتماعية برئاسة شرف غدا لبحث تداعيات أحداث ماسبيرو.
  • شرف يدعو المصريين إلي عدم الإستجابة لدعاوي الفتنة لأنها نار تحرق الجميع.
  • شيخ الأزهر يجري اتصالا بالبابا والقيادات الكنسية لاحتواء عاجل للأزمة.
  • هيكل : الأمر تجاوز مجرد مطالب للأقباط ببعض حقوقهم.
  • هيكل : نحن نواجه خطرا حقيقيا يهدد الأمن القومي المصري.

 

 

 

 

 

1- اعتمد وعرض للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 2200 ألف (د-21) المؤرخ في 16 كانون/ديسمبر1960 تاريخ بدء النفاذ: 23 آذار/مارس 1976، وفقا لأحكام المادة  49

 2-التعليق العام رقم 11  اعتمدته لجنة حقوق الإنسان في دورتها التاسعة عشرة 1983.

3-http://portal.unesco.org/en/ev.phpURL_ID=13176&URL_DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html

[4] من شهادات موثقة من مركز النديم – البيان الصادر عن عدد من منظمات المجتمع المدني و حقوق الإنسان على خلفية الأحداث.

[5] الجزء الأول : http://www.youtube.com/watch?v=y38BNwkiWNo

الجزء الثانى : http://www.youtube.com/watch?v=W7dFVBwwQ70

الجزء الثالث : http://www.youtube.com/watch?v=oKoj6mDrGOk

الجزء الرابع : http://www.youtube.com/watch?v=G3vSPir_m-Y

الجزء الخامس : http://www.youtube.com/watch?v=3E7N8eyvujU

الجزء السادس : http://www.youtube.com/watch?v=fhGJiQqno78

الجزء السابع : http://www.youtube.com/watch?v=WLNbDXvMjAQ

 

[6] شهادات موثقة من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية – باحثى مؤسسة حرية الفكر و التعبير

 

[7] بيان أطباء التحرير الصادر بتاريخ2 ديسبمبر 2011

http://www.facebook.com/note.php?note_id=10150496604964365

[8] أولا نشرات قناة النيل للأخبار ليوم السبت 19 نوفمبر:
من القناة الالكترونية الرسمية للنيل للأخبار http://www.youtube.com/NileEG#p/u
ثانيا نشرات أخبار مصر:
من القناة الالكترونية الرسمية لمركز أخبار مصر http://www.youtube.com/user/newscentereg?blend=1&ob=video-mustangbase

للإشتراك في نشرة مؤسسة حرية الفكر والتعبير الشهرية

برجاء ترك بريدك الالكتروني أدناه.