تعرب المنظمات الموقعة أدناه عن بالغ استيائها وإدانتها الشديدة لاحتجاز الباحث والصحفي إسماعيل الإسكندراني مما يعد انتهاكا وتقييدا لحريته، وذلك عقب عودته من ألمانيا الأحد 29 نوفمبر الثانية ظهرا بمطار الغردقة، وتطالب بإطلاق سراحه بشكل فوري دون شروط، وتحمل السلطات مسؤولية عودته سليما لعائلته.
وتم احتجاز إسماعيل لأكثر من 10 ساعات بمكتب الأمن بالمطار مع وعود متكررة بإطلاق سراحه خلال وقت قصير، ليحال بعدها للأمن الوطني وظل محتجزا هناك حتى عرضه اليوم صباح الثلاثاء على نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس بالقاهرة، ليحقق معه في حضور محامين لأكثر من 8 ساعات متواصلة، ليصدر قراها مساء الثلاثاء بحبس الصحفي 15 يوما على ذمة التحقيقات
ووجهت نيابة أمن الدولة للباحث 3 تهم وهي:
– الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلي تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء علي الحرية الشخصية للمواطنين وغيرها من الحريات والحقوق العامة التي كفلها الدستور والقانون والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وكان الإرهاب من وسائل تلك الجماعة في تحقيق وتنفيذ أغراضها
– الترويج لأغراض الجماعة موضوع الاتهام السابق مع علمه بما تدعو إليه
– إذاعة أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة عمدا من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة
وقد نفي إسماعيل كافة تلك الاتهامات وأكد على أن جميع كتاباته محل التحقيق كانت في الإطار الصحفي والتي تحمل طبيعة خبرية ومعلومات بشأن ما يجري من الأحداث محلها وأنه قد توقف قبل سفره بعدة شهور وأن آخر ما نشره كان في شهر سبتمبر 2014 علي موقع البديل
وقد قامت النيابة بفحص جهاز اللابتوب الخاص باسماعيل ، وجهاز الهاتف المحمول الخاص به ، وبعض الوثائق الرقمية الخاصة به وما تحتويه حافظة نقوده من بطاقات شخصية لأصدقائه وزملاء عمله وبعض معارفه من الصحفيين والأكاديميين، وقد تم تحريز جهاز اللابتوب والهاتف المحمول وبعض الأغراض الخاصة به … وقد طالب محامو هيئة الدفاع معه بعد احتفاظهم بإبداء أية دفوع شكلية وإجرائية لحين استكمال التحقيقات وطالبوا بإخلاء سبيله بالضمان الذي تراه النيابة لعدم توافر مبررات الحبس الاحتياطي بشأنه ، ليصدر قرار النيابة بحبسه.
وتعد هذه الواقعة استمرارا لسياسة ملاحقة الصحفيين وأصحاب الرأي من المعارضين مما يعد انتهاكا وتقييدا لحرية الفكر والتعبير، وضرب جميع الحقوق والمعايير الدولية في حماية حرية الصحافة والتعبير بعرض الحائط، بجانب انتهاكها للدستور المصري. وهي ليست الأولى ولا الأخيرة بالطبع فقد سبقتها استدعاء الباحث والصحفي حسام بهجت للتحقيق لدى جهات عسكرية، غير أن هناك العديد من الصحفيين وأصحاب الرأي يقبعون في السجون منذ شهور وسنوات رهن الحبس الاحتياطي أو مختفيين قسريا بلا أدنى معلومات عنهم تطمئن ذويهم عن حالتهم وأماكن اختفائهم.
وقد نما لعلم دفاع الإسكندراني أن القبض عليه كان بناء على بلاغ من سفارة مصر بألمانيا، وهو ما يثير العديد من التساؤلات ويضع علامات استفهام حول الدور الذي تلعبه مكاتب الأمن في سفاراتنا بالخارج، فبدلا من رعاية حقوق المصريين في الخارج يتم التجسس عليهم ومتابعة أنشطتهم وكتابة التقارير الأمنية عنهم مما يعرضهم للملاحقات الأمنية والقضائية عند عودتهم لوطنهم.
جدير بالذكر أن إسماعيل الإسكندرانى هو باحث وكاتب ينشر مقالاته ودراساته وتحقيقاته فى عدد من المواقع والصحف العالمية والإقليمية، وتخصص بشكل مميز في الشأن السيناوي ووضع سكانها، علاوة على أبحاثه العديدة عن الحركات الإسلامية في المنطقة، وقد عمل الإسكندراني متطوعا مع المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية سابقا في 2014، كما أنه الصحفي العربي في زمالة برنامج الشرق الأوسط بمركز وودرو ويلسون، وفاز بجائزة هاني درويش للمقال الصحفي الاستثنائي، كما حصل على المركز الأول عالميا فى مسابقة مقال الشباب العالمية عن الديمقراطية عام 2009 قبل أن يتم اختياره عضوا تحكيميا فى المسابقة نفسها.
ويطالب الموقعون أدناه، بإطلاق سراح الإسكندراني وجميع سجناء الرأي وإطلاق الحريات وفتح المجال العام السياسي للتعبير عن الرأي، والكف عن سياسة تكميم الأفواه التي لن نحصد منها سوى الدخول أكثر فأكثر في نفق مظلم لا يعلم نهايته أحد، وذلك كسبيل أساسي للخروج من الأزمة التي طالت بلادنا، وأدت لامتلاء السجون بكل صاحب رأي معارض أو مختلف مع السلطة.
الموقعون:
-
المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
-
مركز اندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
-
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
-
مركز الارض لحقوق الانسان
-
نظرة للدراسات النسوية.
-
مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب
-
الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان والقانون
-
مؤسسة حرية الفكر و التعبير
-
مؤسسة قضايا المرأة المصرية