دراسة بحثية قام بها المرصد المفتوح لاعتراض الشبكات (OONI) ومؤسسة حرية الفكر والتعبير (AFTE).
لتحميل نسخة كاملة من التقرير بصيغة PDF اضغط هنا
Egypt-Internet-Censorship-AFTE-OONI-2018-07.AR
قائمة المحتويات
- أبرز النتائج
- مقدمة
- خلفية
- نطاق انتشار واستخدام الإنترنت
- البيئة القانونيةحالات الرقابة التي تم الإبلاغ عنها
- المنهجية: قياس الرقابة على الإنترنت في مصر
- تحديات الدراسة
- النتائج
- المواقع المحجوبة
- المواقع الإخبارية
- حقوق الإنسان
- النقد السياسي
- مواقع تجاوز الحجب
- حجب تور
- استراتيجية الدفاع في العمق لتصفية الشبكة
- التشويش على حركة مرور البيانات عبر بروتوكول طبقة المنافذ الآمنة (SSL) إلى كلاودفير
- حملة الإعلانات
- تحديد موقع الصناديق الوسيطة
- الخلاصة
- شكر
البلد: مصر
مزودو خدمة الإنترنت محل الاختبار: تم جمع القياسات من فودافون مصر (AS36935)، لينك مصر (AS24863)، تي إي داتا (AS8452) ونور (AS20928)
اختبارات المرصد المفتوح لاعتراض الشبكات :Web Connectivity test, HTTP Invalid Request Line test, HTTP Header Field Manipulation test, WhatsApp test, Facebook Messenger test, Telegram test, Vanilla Tor test, Tor Bridge Reachability test
فترة الاختبار / التحليل: من يناير 2017 إلى مايو 2018
أساليب الرقابة: تقنية الفحص العميق للحزم (DPI) المستخدمة لإعاقة الاتصال (فشل استجابة بروتوكول نقل النص التشعبي الفائق HTTP) و التلاعب بنظام أسماء النطاقات (DNS) وحقن بروتوكول التحكم بالنقل (TCP)
أبرز النتائج
يبدو أن الرقابة على الإنترنت في مصر خلال العام الماضي، أصبحت أكثر ديناميكية وانتشارًا.
كما يبدو أن مزودي خدمة الإنترنت لا يقومون بحجب المواقع مباشرة، لكنهم يُعيقون الاتصال من خلال استخدام أجهزة الفحص العميق للحزم [Deep Packet Inspection (DPI)] ، أيضا يبدو أنهم يتدخلون في حركة مرور البيانات المُعماة التي تمر عبر بروتوكول طبقة المنافذ الآمنة (SSL) بين نقطة اتصال كلاودفير (Cloudlflare) في القاهرة وبين خواديم المواقع (الموجودة خارج مصر).
تشكل المواقع الإعلامية النسبة الأكبر بين المواقع التي وجدنا أنها محجوبة. حيث يبدو أن الحجب مفروض على أكثر من 100 رابط يخص مواقع ذات طابع إخباري، رغم أن السلطات المصرية أعلنت حجب21 موقعًا إخباريًا فقط. كما وُجد أن العديد من المواقع الوب الخاصة بحقوق الإنسان والمدونات التي تُقدّم النقد السياسي، قد تعرضت للحجب هي الأخرى.
تجاوز الرقابة على الإنترنت في مصر قد يمثل تحديًا. يبدو أن مقدمي خدمات الإنترنت المصريين ينفّذون تكتيكات الدفاع في العمق ( defense in depth) لتصفية الشبكات، كما يشير حجب العديد من مواقع أدوات تجاوز الحجب. كما يبدو أنهم يمنعون الوصول إلى شبكة تور (Tor)، وفي بعض الحالات جسور تور. و من أجل حجب موقع حزب سياسي (حزب الحرية والعدالة في مصر)، يستخدم مقدمو خدمات الإنترنت صندوقين وسيطين مختلفين (middleboxes)، مما يضيف طبقات إضافية من الرقابة ويجعل تجاوز الحجب أكثر صعوبة.
يبدو أن مزودي خدمة الإنترنت المصريين يقومون بحملة إعلانية (Ad campaign). في عام 2016، وجدنا أن مزودي خدمات الإنترنت يستخدمون أجهزة الفحص العميق للحزم (DPI ) لمراقبة روابط( HTTP) غير المُعماة وإعادة توجيهها إلى محتوى مدر للدخل، مثل الإعلانات بالعمولة (affiliate ads )، يشير تحليلنا لقياسات OONI التي تم جمعها من مصر خلال العام الماضي بقوة إلى أن هذه الحملة مستمرة حتى مارس 2018 (على الأقل). وقد تأثرت بذلك مجموعة واسعة من أنواع المواقع المختلفة، بما في ذلك المواقع الإخبارية ومواقع حقوق الإنسان ومواقع مجموعات الميم، ومواقع الأمم المتحدة (un.org و ohchr.org)
مقدمة
هذه الدراسة جزء من جهد مستمر لتحليل الرقابة على الإنترنت في مصر وفي أكثر من 200 دولة حول العالم.
تعاون المرصد المفتوح لاعتراض الشبكات (OONI) ومؤسسة حرية الفكر والتعبير في مصر (AFTE) في دراسة بحثية مشتركة لتحليل الرقابة على الإنترنت في مصر من خلال جمع وتحليل قياسات الشبكة. الهدف من دراستنا هو توثيق الرقابة على الإنترنت في مصر من خلال تحليل معطيات البيانات.
توفر الأقسام التالية من هذا التقرير معلومات أكثر تفصيلاً عن مستويات انتشار الإنترنت، ومستويات اختراق الإنترنت في مصر، والبيئة القانونية الخاصة بالرقابة وحرية التعبير، فضلاً عن حالات الرقابة التي سبق رصدها في البلاد. الجزء المتبقي من التقرير يوثّق منهجية ونتائج هذه الدراسة.
خلفية
نطاق انتشار واستخدام الإنترنت
ارتفع معدل استخدام الإنترنت في مصر خلال السنوات الأخيرة. وفقا لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بلغ معدل انتشار الإنترنت في مصر 41.2 ٪ بحلول نهاية عام 2017. ويعتمد المستخدمون إلى حد كبير على اشتراكات الإنترنت عبر الهاتف المحمول، كما هو موضح في الجدول التالي.
المصدر: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جمهورية مصر العربية، نشرة مؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: ديسمبر 2017 (الإصدار ربع السنوي) http://www.mcit.gov.eg/Upcont/Documents/Publications_142018000_EN_ICT_Indicators_Quarterly_Bulletin_Q4.pdf
بحلول نهاية عام 2017، استخدم معظم المصريين الإنترنت عبر هواتفهم الذكية، بينما اقتصرت اشتراكات الخطوط الثابتة على 6.9٪ فقط. خلال العام الماضي، أصبح هناك انخفاض ملحوظ في استخدام الخطوط الثابتة وارتفاع في استخدام المحمول، مما يوحي بأن المصريين سيواصلون الدخول على الإنترنت في المقام الأول باستخدام شبكات المحمول.
لدى مصر الكثير من مقدمي خدمة الإنترنت (ISPs) ، ينظمهم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات(NTRA) وتتمتع شركة فودافون مصر بأكبر حصة (40.5٪) في سوق الهاتف المحمول المصري، لكن الشركة المصرية للاتصالات المملوكة للدولة تمتلك 45% من أسهم شركة فودافون مصر. تمتلك شركة أورانج مصر (المملوكة لشركة فرنسية) حصة قدرها 33٪ في سوق الهاتف المحمول، في حين تمتلك شركة اتصالات مصر (التي تملكها شركة إماراتية) حصة قدرها 24٪. أما بالنسبة لسوق النطاق العريض ( bandwidth) للخطوط الثابتة، فتسيطر الشركة المصرية للاتصالات على 75٪ من سوق الـ ADSL.
بالإضافة إلى امتلاكها حصة كبيرة في فودافون مصر، تمتلك المصرية للاتصالات أيضًا كل البنية التحتية للاتصالات في مصر. فتؤجر التراخيص لمقدمي خدمة الإنترنت الرئيسيين في مصر – مثل نور، اتصالات مصر، وفودافون مصر – الذين يعيدون بيع النطاق العريض إلى مزودي خدمة الإنترنت الأصغر. ونتيجة لذلك، فإن البنية التحتية للإنترنت في مصر مركزية تمامًا.
البيئة القانونية
يتضمّن الدستور المصري عدة نصوص لحماية حرية الصحافة وحرية التعبير بشكل عام. ومع ذلك، يمكن تقييد هذه الأحكام في ظل ظروف معينة وبموجب قوانين مصرية مختلفة.
أحكام دستورية
يضمن الدستور المصري لعام 2014 الوصول إلى المعلومات، ويحمي حرية الصحافة ويحد من الرقابة. وفقا للمادة 57 من الدستور:
“تلتزم الدولة بحماية حق المواطنين في استخدام وسائل الاتصال العامة بكافة أشكالها، ولا يجوز تعطيلها أو وقفها أو حرمان المواطنين منها، بشكل تعسفي، وينظم القانون ذلك”.
و تضمن المادة 68 من الدستور الحق في الوصول إلى المعلومات والوثائق الرسمية. وبشكل أكثر تحديدًا، تنص على ما يلي:
“المعلومات والبيانات والإحصاءات والوثائق الرسمية ملك للشعب، والإفصاح عنها من مصادرها المختلفة، حق تكفله الدولة لكل مواطن، وتلتزم الدولة بتوفيرها وإتاحتها للمواطنين بشفافية، وينظم القانون ضوابط الحصول عليها وإتاحتها وسريتها، وقواعد إيداعها وحفظها، والتظلم من رفض إعطائها، كما يحدد عقوبة حجب المعلومات أو إعطاء معلومات مغلوطة عمداً”.
استناداً إلى هذه المادة، فإن السلطات في مصري تلتزم بالكشف عن القرارات القضائية أو الإدارية المتعلقة بالرقابة. المادة 71 من الدستور تحمي حرية الصحافة وتحجب الرقابة على وسائل الإعلام (رغم أنه قد يسمح بها أثناء الحرب أو في أوقات التعبئة العامة):
“يحجب بأي وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها. ويجوز استثناء فرض رقابة محددة عليها في زَمن الحرب أو التعبئة العامة.
قانون الطوارئ
خلال حالة الطوارئ، يتم تعليق الحقوق الدستورية. و يسمح قانون الطوارئ المصري للحكومة باعتراض ومراقبة جميع الاتصالات وفرض الرقابة ومصادرة المنشورات.
وبموجب المادة 3 من هذا القانون، يمكن للسلطات أن تراقب الرسائل والصحف والمطبوعات والإصدارات والرسومات وجميع وسائل التعبير الأخرى قبل نشرها. كما أنهم مخولون بمراقبة ومصادرة هذه المواد وإغلاق الأماكن التي تطبع فيها هذه المطبوعات (مثل مكاتب الصحف). يمكن أن تُستخدم المادة 3 من قانون الطوارئ في مصر لتبرير حجب المواقع.
عاشت مصر في حالة طوارئ منذ عام 1958 (عندما صدر قانون الطوارئ لأول مرة)، باستثناء بعض الفترات القصيرة التي رفُعت فيها. في السنوات الأخيرة ، منذ يناير 2011، استمرت أطول فترة بدون حالة الطوارئ لمدة 13 شهراً، من يوليو 2012 إلى أغسطس 2013 . خلال العقود الماضية، كانت مصر تقريباً في حالة الطوارئ دائما من خلال استمرار إصدار القرارات التي تمددها. وفي الآونة الأخيرة، أعلنت الحكومة المصرية حالة الطوارئ في أبريل 2017، في أعقاب تفجيرين لكنيستين أدى إلى مقتل 44 شخصًا على الأقل. بعد ذلك بعام، في أبريل 2018، وافق مجلس النواب المصري على قرار أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
قانون مكافحة الإرهاب
قبل ثلاث سنوات، في عام 2015، تبنت مصر قانونًا لمكافحة الإرهاب يشمل فرض غرامة على نشر تقارير تتناقض مع الروايات الرسمية عن هجمات المسلحين. وقد جادل منتقدو القانون بأنه من الممكن استخدام ذلك لإغلاق الصحف الصغيرة وردع الصحف الأكبر من تغطية الهجمات والعمليات ضد المقاتلين المسلحين.
بموجب المادة 29 من هذا القانون، يُسمح للنائب العام (أو سلطة التحقيق ذات الصلة) بحجب مواقع الإنترنت التي ترتكب جرائم جنائية، مثل التحريض على العنف أو نشر رسائل إرهابية.
قانون تنظيم الاتصالات
تتم إدارة الاتصالات في مصر مركزيا، مما يمكِّن من فرض رقابة مركزية على الإنترنت.
تسمح المادة 67 من قانون تنظيم الاتصالات في مصر للسلطات بإدارة جميع خدمات وشبكات الاتصالات من جميع المشغلين ومقدمي الخدمات في حالة الكوارث البيئية، أو التعبئة العامة، أو من أجل الحفاظ على الأمن القومي. في مثل هذه الحالات، قد يمكّن هذا القانون السلطات من تطبيق الرقابة على الإنترنت بطريقة مركزية. , وفقا لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، أشارت السلطات المصرية إلى هذا القانون للرقابة على وقطع الاتصالات وخدمات الإنترنت خلال الثورة المصرية في يناير 2011 بحجة اعتبارات الأمن القومي.
وتمديدًا للمادة 67، تهدف المادة 68 من القانون إلى إعفاء مقدمي الخدمات من نطاق المسؤولية وحتى تعويضهم عن أي أضرار قد تحدث نتيجة لإدارة الحكومة للشبكات. بالإضافة لذلك، فقد وافقت لجنة الاتصالات البرلمانية المصرية مؤخراً على المادة 31 من مشروع قانون الجريمة الإكترونية. تهدف هذه المادة إلى معاقبة مقدمي خدمة الإنترنت الذين يمتنعون عن حجب المواقع التي “تهدد الأمن القومي” وفقًا لأوامر المحكمة.
قانون جرائم الإنترنت
وافق البرلمان المصري مؤخرًا على قانون الجرائم الإلكترونية.
تخول المادة 7 من القانون لسلطة التحقيق صلاحية حجب المواقع إذا ارتأت أن المحتوى المنشور على هذه المواقع يشكل جريمة أو تهديدًا للأمن القومي أو يعرض أمن البلاد أو اقتصادها الوطني للخطر. تقدم هيئة التحقيق المسألة إلى المحكمة المختصة في غضون 24 ساعة وتصدر المحكمة قرارها خلال فترة لا تتجاوز 72 ساعة إما بالقبول أو الرفض.
ثم تتوسع المادة 7 في منح السلطة لإصدار قرار الحجب، فتمنح سلطات الضبط والتحري (الشرطة) الحق في إبلاغ الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بإخطار مقدمي الخدمة على الفور بالحجب المؤقت للمواقع. يجب تنفيذ الأمر فورًا عند استلامه. كما هو الحال مع جميع أحكام مشروع قانون جرائم الإنترنت، الذي يتضمن مصطلحات غامضة يمكن أن تشمل أي شيء، والتي تمنح سلطة إصدار أمر الحجب إلى سلطات الضبط والتحري في “حالات الطوارئ الناجمة عن الخطر أو الضرر الوشيك”.
وتجدر الإشارة إلى أن سلطات الضبط والتحري لديها سلطة إصدار قرار بتنفيذ الحجب دون الحاجة إلى إذن مسبق. ثم يتم تقديم القرار من قبل هيئات التحقيق إلى المحكمة في غضون 24 ساعة؛ ثم تصدر المحكمة قرارها في فترة لا تتجاوز 72 ساعة إما بالقبول أو الرفض، ويتم إنفاذ و تطبيق قرار سلطات التحقيق بعد صدور قرار من المحكمة المختصة، وهو قرار يعتبر إجرائيا.
لا يقدم القانون أي تعريف أو توضيح لما قد تعتبره سلطات التحقيق يُعرّض أمن البلاد واقتصاده للخطر. وقد وُجهت هذه الاتهامات في السابق ضد العديد من المتظاهرين والنشطاء في التحقيقات والمحاكمات. واعتبرت الدعوات إلى المظاهرات تهديداً للأمن القومي. على سبيل المثال في حالة القضية رقم 173 ، المعروفة إعلاميًا بقضية “التمويل الأجنبي” اعتبرت أنشطة منظمات المجتمع المدني المستقلة تهديدًا للأمن القومي وسلامة البلاد. وفي حين أن القانون لا يحدد طبيعة التهديد لأمن البلاد واقتصادها، فإنه يضع تعريفاً واسعاً للأمن القومي يشمل جميع جوانب استقلال واستقرار وأمن الوطن ووحدته وسلامة أراضيه وشؤون الرئاسة، ومجلس الدفاع ومجلس الأمن القومي والقوات المسلحة والإنتاج الحربي ووزارة الداخلية والمخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية والأجهزة التابعة لتلك الهيئات. ولا يشمل هذا التعريف كل ما تنشره أي من الكيانات المذكورة على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية أو أي مواقع تنشر محتوى يتعارض مع سياسات السلطة التنفيذية.
على الرغم من أن المادة 5 من المذكرة التوضيحية تحمي البيانات الشخصية للمستخدمين، فإن الأحكام التالية من القانون ترسخ الرقابة الشاملة على جميع مستخدمي خدمات الاتصالات في مصر. حيث تتطلب المادة 2 من القانون من شركات الاتصالات الاحتفاظ وتخزين بيانات استخدام العملاء لمدة 180 يومًا، بما في ذلك البيانات التي تتيح تحديد هوية المستخدم والبيانات المتعلقة بمحتوى نظام المعلومات وتحركات المستخدم والأجهزة المستخدمة. وهذا يعني أن مزودي خدمات الاتصالات لديهم بيانات تصف جميع ممارسات المستخدم، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وجميع البيانات ذات الصلة، والمواقع التي تمت زيارتها والتطبيقات المستخدمة على الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب.
كما تُلزم المادة 5 شركات الاتصالات بأي قرار للاحتفاظ “ببيانات أخرى يتم تحديدها بقرار” من مجلس إدارة الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وهو ما يعني أن مزودي خدمات الاتصالات ملزمون بجمع والاحتفاظ بالبيانات غير المنصوص عليها في القانون، فقط على أساس قرارات إدارية يصدرها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. تمنح المادة أيضا لسلطات الأمن القومي الحق في الاطلاع على هذه البيانات وتُلزم مقدمي خدمات الاتصالات بتقديم المساعدة الفنية لذلك. وتنص المادة على أنه على مقدّمي الخدمات ومرؤوسيهم، في حالة طلب أجهزة الأمن القومي وحسب الحاجة، أن يزودوا تلك السلطات بجميع التسهيلات التقنية المتاحة حتى يتمكنوا من ممارسة سلطتهم وفقاً للقانون. ويحدد القانون أجهزة الأمن القومي لتشمل الرئاسة والقوات المسلحة ووزارة الداخلية والمخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية. ولا تتناول المادة 5 أي تفاصيل تربط المراقبة بأي من الجرائم المذكورة في القانون، ولكنها تفرض الرقابة الشاملة على جميع المستخدمين في مصر.
وبينما يعاني المواطنون المصريون بالفعل من العديد من المشاكل بسبب الاضطرار إلى الكشف عن بياناتهم الشخصية في ممارساتهم اليومية المعتادة، تُوسّع المادة من سلطات جمع بيانات المستخدم، التي تتطلب من مزودي خدمات تكنولوجيا المعلومات ووكلائهم والموزعين الذين يقومون بتسويق هذه الخدمات الحصول على بيانات المستخدم. هذه الممارسة موجودة بالفعل وتتسبب في فوضى في استخدام البيانات الشخصية للمواطنين. لا يوجد في مصر أي قوانين تتعلق بحماية البيانات الشخصية، وخلال العام الماضي، قامت مؤسسة حرية الفكر والتعبير بتوثيق عدة حالات استخدم فيها بعض الموزعين بيانات شخصية للمستخدمين دون علمهم، بما في ذلك بيع خطوط الهواتف المحمولة. وكنتيجة لذلك، في كثير من الحالات، تم اختراق الحسابات الشخصية على الشبكات الاجتماعية والبريد الإلكتروني، إضافة إلى جميع الخدمات المرتبطة بها مع تزايد استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأعمال التجارية والمعاملات المالية.
في نفس السياق، يتناول نص المادة 4 من القانون تبادل البيانات والمعلومات بين مصر والدول الأجنبية من خلال وزارات الخارجية والتعاون الدولي في إطار الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية أو تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، دون تحديد شروط هذا التبادل للمعلومات، خاصة فيما يتعلق بوجود قوانين لحماية البيانات في البلدان الأخرى أو الشروط المتعلقة بنطاق أو فترة الاحتفاظ بالمعلومات أو معالجتها.
قانون الوصول إلى المعلومات
منذ النص على الحق في الوصول إلى المعلومات في الدستور المصري الصادر في عام 2012 والدستور الحالي الصادر في عام 2014، تم طرح عدد من المسودات بشأن قانون الوصول إلى المعلومات.
خلال الممارسات الحكومية الأخيرة، بما في ذلك حجب المواقع، شكّل المجلس الأعلى للإعلام لجنة (إعداد مشروع قانون الوصول إلى المعلومات ) لصياغة قانون للوصول إلى المعلومات وفقا للنص الدستوري المنصوص عليه في المادة 68 من الدستور المصري. انتهت اللجنة من صياغة القانون في أكتوبر 2017، حيث تألف من 28 مادة تنظم مفهوم الحق في الوصول إلى المعلومات، ونطاق الاستثناءات المتعلقة بالمعلومات والبيانات التي لا يمكن الوصول إليها، وتشكيل مجلس أعلى للمعلومات، وطبيعة الجرائم والجرائم المتعلقة بالوصول إلى المعلومات وعقوباتها. ويُذكر أنه لم تتم مناقشة المسودة منذ تقديمها حتى الآن.